يحاول بشار حافظ الأسد من حين لآخر تذكير الشعب , الذي يعاني من الانقراض تحت الأنقاض , ببعض بديهيات المدارس الاعدادية ,فالرئيس لايتوقف عن التبشير بأهمية ارادة الشعب , ولا يتعب من تكرار القول على أن الشعب هو الذي يقول للرئيس ارحل , فيرحل بشار حافظ الأسد , وعندما ينادي الشعب بشار الأسد , أنقذنا يا أبو حافظ , عندها يلبي أبو حافظ النداء وينقذ الوطن .
بشار حافظ الأسد هو الرئيس المطيع والمطياع !, هو الرئيس الشجاع !الذي يلبي نداء الوطن !, هكذا يقول بشار حافظ الأسد عن نفسه , يرحل عندما يطلب الشعب منه الرحيل !, وقد فكرت مليا هذه الأيام ببشار والرحيل , وتعجبت من اصرار بشار على البقاء , على الرغم من اصرار الشعب على رحيله , وبكلمة الشعب أقصد فئات عديدة من الشعب , ومن ألأرجح أن تمثل هذه الفئات الغالبية العظمى من الشعب , الذي لم ير من الرفيق بشار الا السلبيات , التي وصلت الى حد احراق سوريا ..الأسد أو نحرق البلد !, من هنا يمكن القول على أن الأسد لايحترم ارادة الشعب المطالب برحيله , وفي سبيل الرحيل دفع الكثير من المواطنين حياتهم ثمنا لذلك , الأسد يعتبر المطالبة برحيله مطلبا استعماريا والشعب الذي يطالبه بالرحيل هو شعب القاعدة وليس الشعب السوري , وهذه الواقعة تذكرني بالمرحوم الأخ العقيد معمر , الذي اجتهد فكريا كما اجتهد الرفيق بشار ,الأول جاهد واستشهد , والثاني في طريقه الى التخليد ..القائد الخالد !.
يعتفد أبو حافظ جازما على أن الشعب ناداه , وأبو حافظ استجاب , الا أن ذلك مشكوك بأمره , الشعب لم يناد , وانما أورث ديكتاتور ابنه الديكتاتورية ..انه توريث تم في سياق مهزلة دستورية , حبثر انقض الوحش على الدستور وفتك به , وبعد ذلك انقض على صناديق الاقتراع وفتك بالحقيقة عندما نال زورا 98% من الأصوات ضمن عملية استقتاء , وكيف يمكن أن ينجح مرشح آخر عند عدم وجود مرشح آخر , في الاستفتاء يمكنك اعطاء صوتك اما لبشار الأسد أو لأبو حافظ …خيارات كبيرة في نطاق الديموقراطية الأسدية , والأسد المنحدر تطورا من الحيوان لايخجل من نتائجه اطلاقا , انه يتبرج بالكذب والفساد والتزوير ..أعوذ بالخالق من شر ماخلق !
حقيقة ان من جاء بالأسد وحتى بالمرحوم والده لم تكن الارادة الشعبية , كما يدعي بشار حافظ الأسد, وانما القرنصة والسلبطة والاجرام , حيث لايعرف التاريخ لاجرام الأسود شبيها ,لايمكن أن تكون الانقلابية ارادة شعلبة , كما التوريث لايمثل ارادة الشعب وانما ارادة الوارث والمورث , ومن قال للأسود ..ارحلوا ,! كان الشعب , ولم تكن الامبريالية الخارجية , وأخيرا بجب على السيد بشار حاقظ الأسد أن يفكر قليلا بما يقول , الذي يدعي معرفته بارادة الشعب , يجب عليه أيضا معرفة التناقض بين ارادة الشعب والديكتاتورية , التي يمثل وجودها بحد ذاته التنكر الفاضح لارادة الشعب , ومن يستطيع أن يصبح رئيسا شرعيا بارادة الشعب لايختار طريق الديكتاتورية الوعر , وكون بشار الأسد ديكتاتور :حسباعترافه ” , ينفي أي احترام لارادة الشعب وأي علاقة بين ارادة الشعب ورحيله أو بقائه .
لو سأل بشار الاسد نفسه في لحظة تأمل وتعقل , ماذا قدمت من ايجابيات للشعب السوري , سيكون الجواب محرج جدا له , هذا اذا افتنرضنا على ان بشار الاسد عنده عقل , اشك في مقدرته على التأمل والتعقل وأشك في وجدانه ..كيف ينام هذا اليوم بعد رؤيته لأشلاء 21 طفل مزقتهم شبيحته وطائراته في حي القابون ؟ وهو المسؤول الاول عن ذلك , انه القائد العام للجيش وكيف سيبرر بشار هذه الفعلة الشنيعة عندما يقف امام القاضي , واذا ظن بشار الاسد على انه سوف لن يقف يوما ما أمام القاضي فانه مختل عقليا بكل تأكيد