تتردد اشاعات حول بيانات من قبل فئات من الطائفة العلوية , حيث تستهجن هذه الفئات تصرفات السلطة المبنية على اوامر وايعازات السيد الأسد , وفي كل مرة تهرع المواقع الطائفية العلوية الى تكذيب هذه الوقائع , والمواقع الطائفية السنية الى تصدير هذه الأخبار على صفحاتها الأولى , بشكل عام لايمكن من تصرفات هذه المواقع فهم أي شيئ آخر الا اعلان هذه المواقع الصريح على أنها طائفية بامتياز ; وبأنها تستفيد من الحرب التي تحرض على استمرارها ,وبالتالي استمرار تخريب الوطن , ولا أعرف حقيقة الفائدة التي تجنيها هذه المواقع من تخريب الوطن !.
هناك مايسمى المنطق , الذي يتحكم ولو جزئيا في تطور بعض الأحداث , واذا قلنا على أننا غير متأكدين من حقيقة بيانات علوية معارضة للأسد العلوي , دعونا نسأل اذا كان من المنطقي أن يتمرد المنتمي للطائفة العلوية على الأسد , ثم يحارب الأسد ويرغمه على الرحيل أو المثول أمام القضاء.
العلوي يسأل نفسه كأي مواطن آخر , لماذا علي أن أموت من أجل الأسد أو يموت ولدي من أجله , وواقعة الموت هذه تكررت حتى شملت أكثر من 20000 شاب علوي من الساحل , المنطق بشكل عام , وهنا أقول متمنيا عدم وجود منطق علوي وآخر سني في الوطن , يقول التالي :بما يخص الاثراء فمن المنطقي أن يدافع الانسان عن السلطة التي حسنت وضعه المادي , بشرط ان يكون التحسن مبني على اسس أخلاقية وقانونية , وليس على اللصوصية , ولاتوجد للمادة أي فائدة , اذا اشترط الحصول على المادة عند انسان ما تحول هذا الانسان الى مجرم أو لص , ومن الطائفة العلوية هناك بدون شك من استفاد ماديا من السلطة , وأولهم أقربهم الى الأسد وهو رامي مخلوف , ولكي يستفيد رامي مخلوف تحول أولا الى لص ومصاص للدماء , ولا تخلو الطوائف الأخرى من هذا النموزج , ويقال على أن من استفاد من الطائفة العلوية حسب نموزج رامي مخلوف لايتجاوز 3% من الطائفة , وهذا قليل جدا , ولايسمح بالقول على أن الطائفة العلوية أثرت من الأسد , فالطائفة العلوية بشكل عام أفقرت بسبب الأسد , وقد يستغرب البعض القول بأن الطائفة بشكل عام “افقرت ” , نعم أفقرت , لأنه تم بواسطة الأسد انتشال الكثير من أفراد هذه الطائفة من مدارسهم وأعماله المتناسبة مع بيئتهم , الزراعة مثلا , والحاقهم بفرق الموت من أجل الأسد , ثم ذجهم في وظائف أكرهت الناس بالطائفة , مثل اجهزة الأمن والمخابرات , ومن المخابرات لايتعلم الانسان “مهنة ” يمارسها بشرف وصدق واستقامة , وانما تحول الانسان الى حيوان مجرم , وهل تحويل جزء من الطائفة الى مجرمين يمثل خدمة واثراء للطائفة ؟.
لقد قاد احتماء الأسد بالطائفة الى شرذمة المجتمع السوري والى حدوث شرخ كبير بين فئاته المبنية على أساس مذهبي , فهناك العلوي الذي يقتل السني على الهوية , والعكس صحيح ..هناك عداء وهناك كره وهناك رفض للآخر , وهل من مصلحة الطائفة العلوية على أي مدى , ان كان المدى القريب أو المتوسط أو البعيد أن تعيش حالة العداء مع الطوائف الأخرى ؟ وكيف يمكن تصور حياة مشتركة بعد ان حدث ماحدث بارادة الاسد ومباركته وايعازه , وماهو الجواب على سؤال طفل علوي عن أسباب مناصبة الطفل السني العداء له , وهل يمكن الاجابة بالقول على أن السني ولاديا يكره العلوي , أو ان العداء مكتسب ؟ , وكيف اكتسب الوضع حالة العداء هذه ؟؟.
مامعنى سيطرت الضباط العلويين على الجيش ؟ وهل هناك من فائدة للعلويين من هذه السيطرة ؟ لايوجد الا الضرر اولا للطائفة , من هذه السيطرة , فالسيطرة لايمكن اعتبارها تاريخيا الا سيطرة مؤقتة , ثم ان سيطرة من هذا النوع ستؤسس الى سيطرة من النموزج المعاكس , وستكون ازاحة سيطرة النموزج المعاكس , الذي يمثل الأكثرية العددية , أصعب من ازاحة النموزج الذي يمثل أقلية عددية , وبذلك يمكن القول على أن مستقبل سيطرة الأقلية العددية مظلم , لأن هذه السيطرة كانت ظالمة , ونظريا لايجوز لأي فئة أن تظلم , خاصة فئة الأقلية العددية .
لو كان الأسد يريد فعلا حماية الأقليات , لكان عليه أيضا حماية الأكثريات , لايمكن حماية أحد عن طريق وضعه في موقع الظالم , ولو كان الأسد يعرف كيف تتم حماية الأقليات والأكثريات , لساهم بشكل نشيط جدا في تثبيت دعائم الديموقراطية في البلاد , لأن حماية المواطن لاتتم عن طريق تسليحه بالروسية , وانما عن طريق الديموقراطية , ولنا في المجتمعات الديموقراطية خير مثال وبرهان على ذلك , لقد كان عليه تنشيط العمل السياسي واحترامه وتحويل المجتمع الى مجتمع سياسي , لأن أكثريات وأقليات المجتمع السياسي هي مجموعات ديناميكية , وكل مواطن يمكنه في المجتمع السياسي أن ينتمي الى أكثرية , اما في المجتمع الطائفي فالانتماء ثابت ..هناك أقلية أبدية ,وأكثرية أبدية , وحرص الأسد على تحول المجتمع الى هذا الشكل المتكلس قد يبرر جزئيا مطلبه ليكون رئيس الى الأبد ..حامي الأقليات الأبدية هو الأسد الى الأبد , يالها من مهزلة !.
يمكن تعداد الكثير من من النقاط التي تبرهن عن أن علوية الأسد أضرت بالطائفة العلوية , العلوي والسني وغيرهم كانوا سوريين , يعيشون مع بعضهم البعض بوئام طبيعي , وقد كان منهم الشيوعي والناصري والممثل والكالتب والصحفي والمزارع وضابط الجيش ومعلم المدرسة , وهم بشكل عام منفتحون , وبصفتهم هذه تمكنوا , ويمكن القول , على الأقل كغيرهم أو حتى أكثر من غيرهم من الاندماج في تكوينات سياسية بعيدة عن الغيبية الدينية , وقد حاربوا الاقطاع , وهل من المنطقي بالنسبة لمن يحارب الاقطاع تقبل تحويل سوريا الى مزرعة يرثها الابن عن الأب ؟ وهل لمن يحارب الاقطاع مصلحة في اعادة بناء التكوينات العشائرية والزعامات , حيث أراد الأسود تزعم الطائفة ونجحوا بذلك بعض الشيئ , لا… لامصلحة حقيقية لأفراد الطائفة بالزعامة الأسدية ولا بالاقطاع الأسدي واعاد بناء التركيبة الاقطاعية العشائرية في الساحل السوري هو من أكبر الأضرار التي لحقت بالطائفة العلوية , ومن الحق هذه الأضرار بها ؟؟.
ثم عن تخويف الطائفة من الغير , مع انه لامناص من العيش المشترك مع الغير , هل مايعنيه الأسد أو بالأصح أزلامه من وجود حالة ستقود الى افناء الطائفة العلوية من قبل البعبع الآخر , كل علوي يعرف تماما على انه عاش في سوريا لفترات طويلة وعلى الأخص بعد الاستقلال بدون أن يهدد أي بعبع حياته بالشكل الجماعي الذي تروجه الطائفية العلوية المتكوكبة حول الأسد , الا أن وجود الطائفة العلوية بشكلها الحالي وبشكلها التي يتميز بسيطرةالكثير من ابنائها على المراكز المفصلية في الدولة , لايدل على وجود عنصرية ضد الطائفة العلوية سابقا , ولو وجدت هذه العنصرية لما تمكن الأسد الأول من سرقة السلطة وتحويلها الى سلطة طائفية, أكثرية غير طائفية رحبت مبدئيا بالأسد الأول , ورحبت مرة أخرى بالأسد الثاني , الا أن الأسود خانوا الثقة والميثاق وتعربطوا بالسلطة , ومن ثم حولوها الى سلطة أسدية صافية , وهذا التحويل وتلك السلبطة كانا السبب الذي قاد الى انتقادهم أولا ثم بذل جهوزد مضنية للتصحيح ثانيا والى الثورة ثالثا , وأين هو الخطأ في ذلك ؟ أليس من واجب الشعب أن يحارب من سرق ارادته وماله وكرامته واستعبده وأذله ….لا ..لا أيها السيدات والسادة , لقد ارادت الأسدية تحويل الشعب السوري الى قطيع مطيع , ولايمكنها أن تنجح , وهاهي قد فشلت فشلا مدويا .
أن يعارض الكثير من بنات وأبناء الطائفة العلوية المنظومة الأسدية ليس أمر افتراضي , وانما هو حقيقة , ومن عارض ويعارض معروف بالاسم والعنوان , ليست اشاعة أو شبهة , وانما المعارضة واقع , وقد نختلف حول الكم , الا أن الكيفية متواجدة بالرغم من نفي ذلك من قبل طائفية بعض افراد هذه الطائفة ومن قبل المجلس الاسلامي العلوي في سوريا والمهجر (اللاذقية ) , حيث ليس من المعروف من هو وراء هذا المجلس من أشخاص …أشباح !!!, وليس من المستغرب أن يكون المجلس مؤلف من شخص واحد …مثلا أبي حسن أو غيره , …,ولأن كامل تصرفات الأسد غيرمنطقية ,لذا فان المنطق هو معارضه الأول , وبالتالي من يفكر منطقيا , والطائفة العلوية لاتفتقر لمن يفكر بشكل منطقي .