كل ذلك قضاء وقدر!

بعد أن تقلصت  كتائب الأسد عدة  وعددا بحكم الضرورات  المذهبية  الى حوالي ٥٠٠٠٠ مقاتل , كان من المتوقع  القيام بجهد ما بقصد ترميم اعداد هذه الكتائب ,  وقد وجدها المفتي حسون  عن طريق اعلان الجهاد والنفير العام  رسميا , أي باسم السلطة , الحسون هو ممثل الجمهورية دينيا , ومهمة المفتي العام هي مهمة رسمية .

لقد كان  من المتوقع اضافة الى ذلك  تتويج المهمة الرسمية الحسونية  , بمهمة شعبوية ,والقييم على ذلك بديهيا كان المرحوم الشيخ البوطي , انه رجل المهمات الشعبية , وكما وجدها الحسون , فقد وجدها البوطي أيضا , خيث وجد البوطي  ان الحرب المندلعة في سوريا , هي حرب بين  الشعب السوري  وبين المسيحية المتهودة  أو المتصهينة , فالمسيحية هي التي تقوم بالغزوة المنكرة  , وتحاول  اذلال  الشعب السوري وطوائفه المختلفة   ..علويين وسنة  , وبين العلويين والسنة  هناك  أعظم الوئام  وأشد التحابب , ولا يعكر صفو  الوطن الا هذه المسيحية  الغازية , اضافة  الى  البعض ممن  اجتهد وضل , حيث لا اجتهاد في الدين  , والبوطي المتسامح قدم لهؤلاء  صكوك الغفران  , شرط التوبة والعودة  الى القطيع والى الصراط المستقيم  والتكوكبة حول سيد الوطن  الاسد  مع غيرهم من المؤمنين الذين يقاتلون  الغزاة  الى جانب  سيدهم بشار الأسد .

خطبة البوطي التي كرر بها  كلمة المسيحية  المتهودة الغازية على الأقل ثلاثة مرات , صعقت الكثير من أبناء الوطن  السوري  , خاصة بسبب حشره المسيحية في الصراع الدائر في سوريا  , حشر ليس الا دجل , وتكرار العبارة ثلاثة مرات  ينفي “زلة “اللسان , لقد قالها عامدا متعمدا  وعن سابق تصميم ..انها خطة هدفها تأليب  العلويين والسنة  في  حرب مريرة ضد المسيحية والمسيحيين ..كبش الفداء  !!, ضاربا بعرض الحائط  ما يمكن أن يحدث  للطائفة المسيحية في سوريا من اشكالات.

المتوفي البوطي  عرف بدون أدنى شك  على أنه ليس بمقدور الأغلبية العظمى  من   المطلوب تأليبهم  فهم  تعبير  “المسيحية المتهودة  أو المتصهينة” بالشكل العلمي المجرد , وانما  تفهم الغالبية العظمر فقط كلمةالمسيحية التي تتآمر على  أمة رسول الله , انها شيطنة اجرامية لكافة أفراد الطوائف المسيحية في الداخل والخارج , .

ألم يخاف البوطي  من عواقب شسيطنة الطائفة المسيحية ؟..من ثأر  أمة الاسلام منهم  ,  وهل اهتم البوطي  بمشاعر  طائفة قد تصبح هدفا   لعداء أمة الاسلام بشطريها السني والعلوي , وهل يمكن القول على أن الطائفة المسيحية مسؤولة عن  اندلاع الحرب الأهلية الضارية؟ وهل  تأكد البوطي من امكانية فهم معظم أمة الاسلام الفرق بين  “المسيحي”وبين  “المسيحية “؟

,بعض معارف البوطي من الذين عملوا معه في كلية الشريعة , ادعوا على أن البوطي  كان عازما  على تغيير موقفه من الأسد تغييرا جدريا , أي أنالبوطي   خطط “لانقلاب” شخصي ” على الأسد  , هؤلاء الرفاق عجزوا عن تقديم أدلة على ذلك , ولذا لايمكن الجزم حول  هوية قاتل البوطي.

البوطي حقيقة “ميت ” منذ اخراق كتبه  من قبل فئات عديدة من الشعب السوري , وذلك بالرغم من القاعدة التي  تقول بموت خارق الكتب , وليس بموت كاتبها , وتطبيق هذه القاعدة على البوطي ممكن بفهم آخر, حيث يمكن القول  على أن حرق الكتب  يعني  رمزيا رفض  العلاقة بين السنة وشيخهم  , أو بالأحرى موت هذه العلاقة,  ولايملك البوطي  أي قيمة معنوية أو موضوعية بدون هذه العلاقة , وموت العلاقة يعني  موت  الشيخ البوطي. .

الآن نحن بصدد موته الثاني والأخير, وبعد خطبته المشؤومة  كانت تلك النهاية متوقعة  في كيان مريض وممرض,حيث ان  أعظم ثقافاته وأكثرها تجذرا هي ثقافة القتل , التي تهيمن الآن على البلاد , والبوطي كان جزءا لايتجزء منها , كما أن السلطة “الميدعة”هي التي علمت الناس العنف ,وهي التي  خلقت هذه الوسيلة بالشكل الذي نعرفه , لذا فانه من غير المجدي  البحث عن الشخص  “القاتل”, ثقافة الفتل هي التي قتلت ولا تزال 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *