رشاش أوزي والهوية الوطنية

  لقد ابدع الاعلام المؤيد في  ابتكار الأوصاف والأسماء المقذرة   للثورة  ,قيل ل عنها   ثورة المخربين والمرتزقة , ثم  ثورة الجواسيس  الحرامية  , وأخيرا  اطلق عليها  الثورة الاسرائيلية  , وسبب هذه التسمية الجديدة  هو اكتشاف  اسلحة من صنع اسرائيلي في يد الثوار,والمشكلة الوطنية هنا هي في  رشاش أوزي الاسرائيلي  , ولطالما وقعت قطعة السلاح هذه في يد فرد من أفراد الثورة  , لذا فان الثورة  تحولت الى ثورة اسرائيلية . هكذا وبكل بساطة يتم تحليل الثورات , فمن يحدد هويتها هو السلاح وليس حامل السلاح  .

أقل مايمكن القول  عن هذه المنهجية, هي انها منهجية شديدة البدائية ,ومن يستخدم هذه المنهجيات   هو من سكان كوكب آخر , أو انه نسي نفسه هناك في عصر الحجر, فاستخدام  رشاش أوزي ليس بالضرورة ترجمة لموقف سياسي , رشاش أوزي هو  أداة قتل وحرب ,واقتنائه أو شرائه  يخضع لمعايير تجارية  وتقنية بحتة  , وفي الحرب  يستخدم المقاتل ادوات قتل, ولا علاقة لطبيعة وهوية وانتماء الثورة بقطعةالسلاح التي  يحملها المقاتل ,فكم  من مقاتل حمل  رشاشا روسيا   أو قطعة سلاح أخرى اغتنمها من كتائب الأسد ,تحديد هوية الثورة  ان كانت وطنية أو اسرائيلية له علاقة بالوضع الذي  تثور علية , وبهوية الانسان الثائر,فالوضع سوري داخلي بامتياز ,والثائر سوري أيضا, لذا فالثورة سورية  , وغير ذلك من  التعريفات هو تضليل  ودجل .

قد  تكون الثورة مدسوسة  ومدفوعة من الخارج , فقط عندما   لاتوجد لها داخليا من الأسباب  التي تبررها ,  وبالنسبة للثورة السورية  فلها الكثير مما يبررها, الوضع الداخلي برمته  يحتاج الى عمل ثوري , أي الى تغيير  سريع , ولا يوجد في الوضع الداخلي  ما يستحق الابقاء عليه , ان كان موضوع الحريات  أو العدالة الاجتماعية أو الفساد  أو الديكتاتورية  أو توزيع الثروات  أو حالة الطبقة الوسطى  , وخارجيا  لايمكن  السكوت عن وضع الاحتلال..الجولان  , وضع الاسكندرون أو كيليكيا ,حيث هناك ضرورة حياتية للبت  بهذه الأمور , كما أنه لايمكن  اعطاء الطغمة العائلية المتسلطة مزيدا من الوقت  لانجاز حلول لهذه المشاكل  ,العائلة الحاكمة  لم تنجز أي حل لأي مشكلة , لم تنتج الا الثرثرة  , وفشلت في اشراك الشعب  في حل  المشاكل الخارجية  , ذلك لانعدام الديموقراطية وانعدام التمثيل الشعبي , فمن قال للسلطة مثلا على أن الشعب موافق على حذف اسكندرون من الخريطة  بعد تقبيل  الشوارب , ومن قال للسلطة على أن الشعب مصر على  ابقاء اسكندرون على الخارطة السورية  , ومن قال للسلطة على أن شوارب اردوغان  وتقبيلها أمر مهم أو غير مهم  , بشكل عام يريد الشعب التقدم  , ويريد انهاء وجود المشاكل التي تعيق تطوره  ,حتى ولو كلف ذلك بعض التنازلات , الشعب هو الذي يتنازل أو لايتنازل  , وليس الأسد!  ,وعلى فرض أن   رئاسته دستورية وشرعية , وهي بالحقيقة ليست دستورية وليست شرعية , فانه ليس أكثر من موظف  في الدولة  والجمهورية هي الجمهورية السورية , وليست جمهورية الأسد , والمواطن السوري غير معني  بادراك الأسد لوضعه , فقد يعتقد الأسد على أنه  الامبراطور الأكبر , الا أنه بنظر المواطن هو  الشخص  الذي لايستحق أن يكون رئيسا, والأكثرية لاتريده ,انما تحملته ,لأسباب عدة , على مضض .

 قبل أن يدخل رشاش أوزي المعركة ,ويحول الثورةالسورية الى ثورة اسرائيلية  , تم بذل العديد من المحاولات من جهات مختلفة  للمساعدة والمساهمة  في اصلاح الوضع  , المحاولات بذلت بسخاء وصبر  وعناد وعلى مدى نصف قرن من الزمن , كل ذلك لم يجد الا في ملئ السجون بمزيد من  النزلاء  , كل ذلك لم  يجد الا في احكانم القبضة الأمنية على الشعب , ولم يجد الا في تطويرأساليب  الاستبداد  بشكل جنوني ,مثلا  في ادخال الطائفية والفرز الطائفي في معادلة  التأييد والمعارضة ,وبالتالي توريط البلاد  بمشاكل من الصعب حلها, مشاكل قد  تعرض البلاد الى الانهيار  كدولة .

ادخال الطائفية  والفرز الطائفي  في معادلة التأييد والمعارضة  , أي في معادلة البقاء أو الرحيل , ترافق مع هجمة من الدجل , مثلا  ادعاء السلطة على أنها لاتريد الطائفية  , وتريد محاربتها , وهي التي أوجدتها بشكل لاتعرفه سوريا لحد الآن  ,هناك أيضا  ادعاء باهت وكاذب حول العلمانية , فالسلطة التي هي دعامة من دعامات  المحاور الطائفية الشيعية ’ تدعي العلمانية   ,وليس من المستغرب أن يدعي حزب الله أو الملالي الايراني العلمانية ,  وكم أتمنى   لو شرح لنا أحد اعلام السلطة , وليكن السيد الرئيس المضمون العلماني  لسلطته ,  اذ لا أظن على أن السيد الرئيس  يعرف تماما معنى  العبارات التي يستخدمها  , فربع مثقفغ    وحتى طالب المدرسة الابتدائية أوالاعدادية  يعرف  على أنه لاشيئ علماني في  سلطة الاسد ..سلطة الشخص العائلية العشائرية الطائفيةمع أخيه وابن خالته وخاله وعمه  وجيرانه وأقربائه لاتستقيم مع أي تعريف للعلمانية , التي لايمكن لها أن تكون ديكتاتورية ,العلمية  أي العلمانية  بكسر العين  قد تكون ديكتاتاورية ..هتلر  وستالين  وغيرهم ,  وحتى  شروط العلمية  غير متوفرة عند الأسد االبدائي.

 لايقتصر الدجل على  محاربة الطائفية  وعلى ادعاء الانتماء الى  الفيلق العلماني (بفتح العين ), هناك ادعاء التعددية  السياسية , ,اين هي هذه التعددية  عندما يلغي  الأسد حتى وجود البعث , وعندما يعتبر الأسد كل معارض ارهابي , ثم عن  وضعه لللبنة الأساسية  لبناء الدولة العصرية  , وما هو عصري ر في الدولة السورية , التي تأخرت حتى بمقارنتها مع الدولة السورية من الخمسينات ؟ , ولا أظن على أنه من الضروري  تفنيد  معالم التأخر  في سوريا ..كل هذه الأمور معروفة من قبل كل مواطن .

عودة الى السلاح , ومقدرته على تحديد الهوية  , هل يمكن القول على أن السلطة هي سلطة روسية أو ايرانية   لأن الأسلحة التي تستخدمها   في حربها الأهلية هي اسلحة روسية  ؟, او أن الكلاشينكوف  وطني   وغيره متآمر   أو خائن , فلا وطنية لقطعة السلاح التي  تقتل زورا  ,ولا وطنية لقطعة السلاح  التي تساهم في احقاق الحق ..ان كانت أوزي أوكلاشينكوف , الانسان  هو الوطني  أوهو اللاوطني, ومن  هدم البلاد واسقط  البراميل  المتفجرة  على    البيوت    لايمت للوطنية بصلة ,  طائرات    حملت    براميل   المتفجرات , وعجزت  عن  حمل  براميل  الماء   عندما  احترقت  البلاد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *