لم يتهم أي معارض أو حتى مؤيد السلطة السورية ورأسها بالذكاء , وقد برهنت حقيقة في العديد من المناسبات بعدها عن الحذاقة واللياقة وقربها من البلاهة , وآخر مناسبة , وسوف لن تكون الأخيرة , هي ايعازها لمفتي الجمهورية الحسون لاعلان النفير العام والجهاد , قاصدة الدعم بالعنصر البشري , ومنتظرة تدفق الجهاديين على الجيش الوطني الذي شكل حديثا , وذلك للحرب الى جانب السلطة ضد الثورة السورية المسلحة , االتي أصبحت , ويجب قول ذلك بدون حياء , ثورة سنية , في حين أصبح الجيش الأسدي الذي يقاتل علوي , وانتماء الشبيحة والجيش الوطني لايخضع لاي التباس ..انهم فرق علوية … هكذا أصبح الحال بدون مواربة وبكل صراحة .
عودة الى الذكاء المفقود لدى السلطة , عندما تفكر السلطة بخطوة كاعلان النفير العام من قبل المفتي السني , فانها تنتظر من خلال ذلك نتائج , ولو استطاعت التفكير بالنتائج لوجدت مايلي :
1-كما لمحت في البداية , من يستطيع التفكير ويجيد التحليل لاينتظر انضمام أي سني مجاهد الى صفوف الأسد , ولا يجوز القول على أن اعلان النفير العام من قبل مفتي سني سيشجع المسيحي أو العلوي على الانضمام الى مقاتلي الأسد , المسيحي يمارس النأي بالنفس , والعلوي منخرط في الحرب وغارق حتى اذنيه في ممارسة عدمية الاقتتال ,
2- من يستطيع التفكير ويجيد التحليل يجب عليه أن ينتظر ارتكاسا سنيا على اعلان النفير العام من قبل سني في خدمة الأسد , والارتكاس أتى هذا اليوم بشكل اعلان النفير العام من قبل رابطة علماء المسلمين , اليكم البيان :
المجتمع السوري يتأسلم , ويصبح أكثر غيبية وغباء , وهذا التطور ليس وليد أمس ,فاللغة كما هو معروف هي الحاضنة للحضارة , وقد لاحظنا في سياق حكم الأسدية دخول تعابير جديدة في حيز الاستعمال , من هذه التعابير “البيعة ” يقول اعلام الأسد على أن الشعب بايعه , وكأنه أحدالخلفاء , عهد بشار الأسد!! وكأننا في عهد علي ابن أبي طالب أو عثمان , ثم هناك اعلان” النفير العام” من قبل الجيش السوري ( وزير الدفاع ), واللغة الحضارية تتحدث بمفردات أخرى , يقال اعلان التعبئة العامة وكلمة النتفير العام قد نفهمها اذا استخدمتها جبهة النصرة , أما أن يستخدمها نظام يدعي العلمانية فهذا شيئ غريب , هذا ناهيكم عن مفردة الولاية , يقال ولاية بشار الأـسد , الولاية مفردة تعود الى أيام الخلفاء , اضافة الى ذلك الأسد الى الأبد , أي الى الوفاة و وهذه أيضا خاصة من خواص الخلفاء , ويمكن ايجاد الكثير من الملامح التي تدل على أن السلطة السورية حضاريا تتطابق مع جبهة النصرة , من هذه الملامح السلطة المطلقة للرئيس وكأن الرئيس يحكم بأمر الله , منها أيضا طريقة التعامل مع اموال وأملاك الدولة , وكأن مال الدولة موجود في بيت المال , يأخذ الخليفة منه مايشاء , ويعطي من يشاء ..انها مكارم رئاسية كمكارم الخلفاء
طوشة النفير العام الأخيرة مذهلة وشريرة ..لقد عدنا مع الأسد الى كربلاء والى الحسين ويزيد , ياله من تقدم !