كلهم اعلنوا النصر , الأول اعلن انتصاره على الكون في الحرب الكونية , والثاني اعلن انتصار العرب على اسرائيل عام 1967 واالثالث اعلن انتصار صدام على قوى التحالف ..كلهم انتصروا باذنه تعالى , وهذا الادعاء الكاذب هو القاسم المشترك بين الجميع , الا أنه توجد فروق كبيرة بين الأسد وبين سعيد والصحاف , فالأول هو الآمر الناهي , ولاتوجد يد فوق يده الا يد الله , والثاني قال مرارا , على أنه كمذيع ملزم باذاعة مايقدم له من أخبار ,ولا يستطيع ابتكار اخبار من ذهنه , أما الثالث فقد كان مهرجا من النوع المحترف, والعارفوق بخفايا الأمور ادركوا ذلك , ولم تجر محاكمة الصحاف بعذ سقوط صدام , كما أن أحمد سعيد لم يمثل أمام القاضي , لأنه مأمور وليس آمر , أما الأسد فهو الآمر وهو المروج لأخبار الانتصارات , وبالرغم من ذلك سوف لن يقف أمام القاضي بسبب ترويجه لهذه الأخبار , توجد اتهامات أكبر ضد الأسد , والتهمةالأكبر تلغي التهمة الأصغر .
ما يجمع بين الثلاثة هو حرصهم على المعنويات !! , بهذه الأخبار أرادوا تشجيع الأتباع وشد العزيمة , وهذا الأمر هو منطقي بالنسبة لسعيد وبالنسبة للصحاف, الا أنه اجرامي بالنسبة للأسد , فتقوية المعنويات يقود عادة الى الاستمرار بالقتال , ولما كان الوضع ميؤوس منه قتاليا , لذا فان الاستمرار في القتال هو بمثابة تعريض الجنود لخطر الموت قتلا , ومن أهم وظائف القائد العام للجيش والقوات المسلحة هو الحرص الشديد على ارواح المقاتلين , والقائد الذي يرسل المقاتلين الى الموت هو قائد مجرم ويستحق العقاب , والقائد العام للجيش والقوات المسلحة برتبة مارشال يجب أن يعرف الكثير عن حيثيات الصراع , هل الصراع واعد بالنصر , أو ان الصراع سييقود الى الهزيمة حتما , وعلى القائد العام للجيش والقوات المسلحة برتبة مارشال ادراك التردي العسكري لكتائبه , وبالتنالي الكف عن زج البشر في طاحونة الموت ..اكبر جريمة ارتكبها هي عدم استسلامه , وعناده الذي كلف حياة العديد من الأبرياء , ليس وطنية ! وانما اجرام بحق الوطن.
الرئيس اعلن النصر في الوقت الذي هوى به تمثال الوالد المتوفي في حفلة السقوط ..وما أشبه سقوط صنم الأسد بسقوط صنم صدام , الا أن هناك فرقا مهما , من أسقط صنم صداد كان الجيش الأمريكي , ومن أسقط صنم الاسد كان الشعب السوري , ومن رقص ابتهاجا بسقوط الصنم السوري كانوا أبناء الرقة وليس الجنود الأمريكان .
نحن الآن في ذكرى اغتصاب السلطة من قبل البعث قبل حوالي خمسين عاما , والعجيب الغريب هو التالي : البعث يرى الحطام والأنقاض والقتلى ويرى أفظع فشل لحركة ارادت ان تنهض بالعرب من المحيط الى الخليج , بدلا من النهوض قضت هذه الحركة على دولتين هما العراق وسوريا, وقد كان من االلائق ان يحل البعث نفسه ويعلن فشله ويعترف باجرامه وبكونه من أحط المدارس التي تؤهل المستبدين لممارسة الديكتاتورية , وهل توجد ديكتاتورية أحط من ديكتاتورية الأسد وديكتاتورية صدام ؟