يقال عن وجود مخططات شيطانية امريكية غربية صهيونية امبريالية اسرائيلية , ومنها مايمكن فهمه تحت عنوان مخطط الشرق الأوسط الجديد , وبهذه المناسبة اراهن على أن من يستعمل هذه العبارة من رجال السلطة السورية لايعرف ماتعنيه, يعرف فقط على أن مصدرها أمريكي , لذا يجوز الاتجار بها والتنكر لها بقصد الاسترزاق , المواطنة الأسدية الصالحة تقتصر تقريبا على التنكيل بالسوريين وقتلهم ثم شتم أمريكا .
ماذا تريد هذه المخططات الامبريالية الأمريكية الصهيونية الغاشمة ؟, انها تريد تدمير سوريا برمتها وتجزيئها شعبا وكيانا , وللأسف يمكن القول على أن المؤامرة نجحت والتدمير أصبح واقعا كما أن التجزئة الشعبية والكيانية أصبحت حقيقة مؤلمة, وليس منذ فترة قصيرة , فمنذ عشرات السنين يلاحظ المرااقب في سوريا نوعا من الفرز الطائفي حيث تستأثر طائفة معينة بمعظم المناصب المفصلية المهمة في الدولة ,ومن الممكن القول على أن جميع السلطات في سوريا هي صورة مكبرة عن بشار وأخيه ماهر وابن خاله رامي اضافة الى محمد حمشو , والأخير يمثل (رمزيا) الحصة والنصاب الغير علوي في السلطة , والادارة الأوسع تمثل تكبيراللادارة الرباعية , وذلك حتى الوصول الى القاعدة الشعبية , حيث تنقلب الأمور الى عكسها ,ثلاثة أرباع القاعدة الشعبية معارض حتى الدم , وأقل من ربعها بكثير مؤيد حتى الدم , والدم أصبح مادة التفاعل والتعامل الشعبي الحلال , أي أن الشعب مؤلف من كتل متعادية حتى الدم ,وهذا العداء لم يسقط من السماء , ولم يصنعه الخالق عز وجل ,وانما هو منطقيا من صنع السلطة ورأس هرمها , ورأس الهرم يتمتع بصلاحيات أوسع من صلاحيات وسلطات أمير قطر أو الأميراطور بوكاسا , لذا يجب القول على أن بشار الأسد هو المسؤول عن هذا المفسد, وهو الذي قام بتفتيت الشعب وشرذمته .
من الصعب التأكد من حقيقة وجود المخططات الامبريالية , الا أن من السهل التأكد من أنه يتم الآن تنفيذ هذه المخططات (تدمير سوريا وتجزأتها ) , ومن السهل التعرف على الجهة التي تنفذ هذه المخططات , فالذي يدمر سوريا الآن بشكل رئيسي هو سلاح الطيران والمدفعية الثقيلة , التي تقصف المدن والقرى والأحياء بالصواريخ والقنابل , وكل ذلك تحت امرة القائد العام للجيش والقوات المسلحة , كما أن هذا القائد العام للجيش والقوات المسلحة هو بنفس الوقت رئيس للجمهورية , وهناك العديد من البراهين التي تؤكد على أن هذا الرئيس , وخاصة سوء ادارته وفساده هو الذي أشعل نار حرب تدمير سوريا وتقتيل ابنائها , كما أنه الرئيس الذي لم يقتدر لحد الآن على ايقاف هذه الحرب , وما يقوم به يوميا ليس الا تصعيد للحرب .
مهما تعددت وتباينت التفسيرات والتحليلات بخصوص الحرب الأهلية المدمرة والقاتلة للوحدة الوطنية , فان رئيس الجمهورية , الذي بيده صلاحيات قيصرية ملكية , هو المسؤول الأول والأخير عن تطور الأحداث في سوريا , وعن أمن المواطن والدولة وعن وحدة الشعب والأرض , وهو الذي اغتصب أصلا تلك الصلاحيات الأمبراطورية , وعائلته هي التي تحكم منذ حوالي نصف قرن من الزمن , وحتى ان حصته الشخصية من الخمسين سنة كبيرة , لايزال يحكم كالله منذ 13 عاما وبودهه اطالة فترة حكمه الى 21 عاما أو 28 عاما ,أو على الأقل حتى يصبح المحروس حافظ الثاني في سن تمكنه من وراثة أبيه .
المخطط الأممريكي يرمي الى تفتيت سوريا , والمخطط الأمريكي يرمي الى تدمير سوريا , والسيد الأسد يقوم بهذه المهمة بشكل فعال وبنشاط , وعلى الأقل يمكن القول “مجازا” على أن ينوب عن الأمريكان بكل جدارة ومقدرة , انها مهمة على مقاسه , حيث انه من مقدرات الاستبداد تدمير ماضي البلاد وحاضرها ومستقبلها أيضا , وعن المستقبل يمكن القول, على أنه لو انتهت الاشكالية هذا اليوم , فان اعادة البناء تتطلب مبالغا تعجز عن تأمينها دولة كبرى مثل أمريكا أو الصين , هناك تدمير بقيمة 150 مليار دولار , في حين أن ميزانية سوريا الأسد لاتتجاوز 16 مليار دولار, اضافة الى التدمير المادي هناك تدمير للحمة الشعب وتماسكه ووحدته وحتى انتمائه , الشعب لم يعد واحد وانما مقسم الى عشائر وملل وطوائف , ومن المضحك القول على أن أمريكا استأثرت واحتكرت السلطة في سوريا ومارست الفساد والاقصاء وبنت السجون ولاحقت الرأي الآخر وعذبت المساجين وقتلتهم وشردت مئات الألوف لابل الملايين من أفراد الشعب السوري , حيث يقال على أن هناك 18 مليون سوري مغترب ..انه التهجير الذي لايسببه السوط فقط , وانما الافقار أو عدم تمكن الدولة السورية التي تحولت الى جمهورية الاسد من دمج واستيعاب كافة السوريين , لاتوجد دولة في العالم بتلك النسبة , نصف يعيش في البلاد والنصف الآخر مهاجر , والنصف المهاجر الذي يغطي حيزا كبيرا من الميزانية بالقطع النادر متهم بخيانة البلاد التي هي الأسد أو سوريا الأسد .
تدمير سوريا وتفتيتها وارجاعها الى حالةالطائفية والعشائرية والعائلية ,التي لاتعرفها بهذا الشكل حتى في سنوات الاستقلال الأولى , هو أمر يستعصي على الفهم , هو أمر لايستقيم اطلاقا مع استمرار أي شكل من الأسدية في قيادة البلاد , لقد انتهت الأسدية وأنهت وجود الدولة السورية وحطمت مستقبل هذه الدولة , ومن أين لنا ال 150 مليار ؟ وكيف نزيل الكره والخوف المتبادل بين فئات الشعب ؟هناك اضافة الى ذلك مئات الأسئلة التي لاجواب عليها , لاتستغربوا نهاية الدولة السورية , فقد انتهى وجود العديد من الدول في الخمسين سنة الأخيرة وسوريا الأسد سوف لن تكون آخر دولة تسقط
كلنا شركاء
بشار الأسد لايريد تدمير مزرعته , ولا يريد تدمير نفسه وأولوياته واضحة هو اولا ثم اقربائه واخيه واخواله واعمامه وبعد ذلك جيرانه وزبانيته , وفي المركز العاشر الوطن , لذا نرى على انه لايتورع في تدمير أي شيئ , بل أصبح للتدمير قاعدة معروفة والقاعدة تقول : كل مؤسسة أو مطار أو ثكنة أو أي شيئ يحتله الجيش الحر يجب تدميره ..هكذا يحدث الآن في فرع المخابرات في الرقة وحدث في في مطار تفتناز و مدرسة الشرطة واكاديمية المشاة أو حتى الأحياء السكنية والكنائس والجوام والمدارس , واذا استمر تطبيق هذه القاعدة واستمر الجيش الحر في احتلاله لمزيد من المرافق , فسنصل الى الوضع التالي عند سيطرة الجيش الحر على كامل سوريا , وهذا الوضع هو سوريا المحروقة والمدمرة نهائيا , ولماذ نرفض تصديق الشعار ..الأسد أو نحرق البلد ؟ نرفض تصديق هذا الشعار لأنه لامثيل له في انحطاطه في العالم ولا يعرف التاريخ شعارا من هذا النوع , لربما نيرون الذي احرق روما بدون شعار , الأسد يحرق بشعار , يجب ان نصدق مايقوله الاسد , هذه المرة على الأقل