مالم يقوله الرئيس في خطابه تقوله الشبيحة

خطاب الرئيس الأخير دام أكثر من ساعة , وهو بذلك يعتبر قصيرا جدا مقارنة بالخطب الأخرى , الا أنه طويل جدا مقارنة بخطب رؤساء الجمهوريات مثل ديغول  وكينيدي وغيرهم ,  وقياسا على طول الخطاب يجب اعتبار الرئيس , كما تفضل  وقال  أحد اعضاء مجلس الشعب الموقر , على انه رئيس للعالم,  ولا توجد قامة أطول من قامته , ولا لسان أطول من لسانه , هذا اذا استثنينا  المرحوم الأخ العقيد معمر ,والمشرف على الانتقال الى رحمته  تعالى كاسترو  والمرحوم عبد الناصر , الذي كان  , والحق يجب أن يقال , خفيف الظل  ومرتجل لخطبه  التي حركت الجماهير ,والسيد بشار الأسد حرك جماهير  الشبيحة  في دار الأوبرا  تحريكا  قويا  , فقد تواجد من الشبيحة في هذا الدار  1500  رجل  هتفوا بصوت واحد ..بشار لاتهتم …, وراك شبيحة بتشرب دم ,  انه تطوير سوري لدورالأوبرا  ,حيث  يتم بها الآن  شرب الدم ,  وذلك بدلا من سماع  بافاروتي  أو ماريا كالاس , هنيئا للشعب السوري  بهذا الابتكار ..حيش يتم شرب الدم الآن في كل مكان , حتى في دار الأوبرا  !,

اصطحاب الرئيس ل 1500 شبيح  في دار الأوبرا , لايعني  اصطحاب كل شبيحة البلاد , والحمد لخالق الكون,  يوجد الكثير غيرهم  في سوريا وفي الخارج ..مثلا في المانيا  حيث يتطفل هناك الشبيح ابراهيم الحمدان على مرافق المساعدة الاتجتماعية الامبريالية الألمانية , ويقتات من  خيرات دافع الضرائب  الألماني , وهذا الشبيح اراد أن يفصح عن بعض الأشياء التي لم يتطرق الرئيس  الخجول اليها  , لذا  وجد المطرب ابراهيم الحمدان  مرغما (ادبيا) لأن يقول مالم يقله الرئيس  المؤبد , وقد نشر الموقع  مقالة الحمدان  الذي نشرها هذا الأخير في الحوار المتمدن .

بعد عصي القلم على الكاتب “شب” (للتعريب  يعني المكاتب بكلمة شب  تقريبا انتفض) , وبعد انتفاضة القلم  اعترف صاحب القلم بثقته بالرئيس  , وتوقع الكثير من التهجم على ماسيقوله , وكأن يعرف على أن ماسيقوله هو نشاذ وهراء  وليس صهيل  جياد  وانما نهيق حمار ,  ومباشرة بعد النهيق  أكد الكاتب المتشبح  انتصار الأـسد  بعد سنتين من  صراعه لمعظم دول العالم  في حرب كونية  انتصر بها رمز الوطن المارشال بشار الأسد نصرا ساحقا !!!.

تزامنت كتابتي لهذا التعليق على المتملق  مع  اخبار عن   ضرب اسرائيل  لمركز  خاص بالجيش  وخاص بتطوير الأسلحة  الكيماوية وغير الكيماوية , ثم تصفية قافلة  من السيارات  كانت تحمل اسلحة لحزب الله , وهنا أصابني التعجب  , كيف انتصر  سيد الوطن على العالم في حربه الكونية , ثم تأتي   هذه الصعلوكة اسرائيل  وتضرب ضربتين  في آن واحد ..ضربت سيد الوطن  , الذي كان نائما  في قصره على بعد 5كم من المكان الذي دمرته اسرائيل, وضربت سيد المقاومة , الذي  كان ينتظر قدوم السلاح , ولماذا السلاح لسيد المقاومة , الذي وقع على اتفاقية هدنة مع اسرائيل , وهذه الاتفاقية  تحرم على سيد المقاومة  وعسكره  تجاوز الليطاني جنوبا , كما أن اتفاقية الهدنة تنص على تجريد حزب الله من السلاح , وهل تجريد طرف من أطراف نزاع ما من السلاح دلالة على انتصاره , كما أعرف   المنتصر هو الذي يجرد المنهزم من السلاح وليس العكس , يا حسرتي عليك يا ابراهيم الحمدان  , انك  مصاب بمرض الهذيان !.

لقد كان الحمدان منبهرا من العلم السوري , وخاصة من  تقييم الرئيس للوضع السوري ” نحن في بلدنا آمنين ”  وعن أي أمن تحث  المهبول ؟ وهناك في سوريا 7000 مخطوف  وحوالي 16000 سجين سياسي  وحوالي 60000 قتيل   ومدن مدمرة عن بكرة ابيها  , هل يكذب الرئيس ؟ معاذ الله  ! , اذن لايعرف الرئيس ماذا يقول , والكاذب هو حقيقة ابراهيم الحمدان  , الذي قال على أن الرئيس دخل مبتسما دون مظاهر الحراسة , ولماذ اذن ال 1500 شبيح   في القاعة ؟.

بعد هذه المقدمة البغيضة تناول الشبيح  موضوع اعلان  نهاية الحرب في سوريا , وأين هي نهاية الحرب  وقد  اغتالت  المخابرات الجوية في حلب قبل يومين دفعة واحدة  81 شابة وشاب  , كل بطلقة رصاص  واحدة في الرأس؟ , والرئيس اعلن  اضافة الى ذلك  قبول  الأطراف صاحبة القرار التسوية السلمية , وهل مقتل كل هؤلاء من ضمن التسوية السلمية ؟ , ثم اني اعجب من الذيل الحمدان ادعائه  قبول الأطراف صاحبة القرار التسوية السلمية  , ومن أين اتى بهذه المعلومات الخاطئة ؟, لربما يقصد الحمدان  ان الرئيس قبل  التسوية التي اقترحها هو شخصيا , تلك المفارقات معروفة عند سيادته , فهو يحاور نفسه , لأنه لايعترف بالغير  ولا ير الا نفسه ..

ثم يأتي اخصائي العلوم السياسية الى التحليل , قائلا  ان من الحكومة الانتقاليبة الموسعة هو ابرام اتفاقية مع اسرائيل  تعود بواسطتها المناطق المحتلة امنقوصة السيادة الى الوطن , حيث رفض الرئيس كل ذلك , لذا كان من الضروري  تأليف حكومة تقبل بالجولان ناقص السيادة , وهنا اعجب من الذيل , فالثورة اندلعت ليس بسبب الجولان , وانما  بسبب الفساد  , واسرائيل لاترد مترا واحدا دون ارغامها على ذلك , ومن يرغمها هو الجانب السوري القوي بديموقراطيته وحريته  ,  وفرخ البط لايستطيع ارغام أحد   , لأنه فارغ   ولا حول له ولا قوة ..والجدير به ارغام الطائرات الاسرئيلية على الفرار قبا تدمير المركز وقبل تدمير القافلة , ثم ينتقل الحمدان الى بنوده الثلاثة , حيث البند الأول يعني  وقف تمويل ومساعدة المعارضة العسكرية , ولينتظر البوق دهرا , وهل يوجد سبب لاستسلام المعارضة العسكرية , التي  تسيطر على  أكثر من نصف البلاد ؟ وعن ضبط الحدود , فالحدود مضبوطة حسب رغبة الثوار , وليست وظيفة الثوار ضبط الحدود حسب رغبة الأسد , كما أن تسلل الأسد  الى الحكومة الانتقالية  أمر مكشوف , فلا وجود للأسود في أي  منظومة جديدة  , والحوار لايهدف الى ترتيب  بقاء الأسد  وانما الى ترتيب رحيله , وليحاور من سيرحل من يشاء  من أسياد أو عبيد , وهو  حقيقة لايحاور الا نفسه , وليبقى كما هو مع نفسه ,والمحلل السياسي أخطأ في تعريف النظام السوري , انه نظريا رئاسي وليس جمهوري  وعمليا فالنظام ليس رئاسي ولا جمهوري ولا  تعريف له الا ديكتاتوري   طائفي قمعي  وأساسا لايمكن الحديث عن “نظام” انهم عصابة مؤلفة من ثلاثة  رؤوس  بشار وماهر ورامي  وأتباعهم .

لايعرف الشبيح  الحمدان مامعنى عبارة حكومة موسعة  , ولكي لايبق في جهله  نقول له , هذا يعني حكومة بدون بشار الأسد وبقية الشبيحة  وتشكيلاها سوف لن يتم بقرار من الاسد … انتهى الأسد  ياسيد حمدان !والأسدية انتهت  أيضا ,ومعها سينتهي التخوين والتكفيروالمخابرات والفساد والمحسوبية ,ونهاية ذلك سوف لن تكون بين ليلة وضحاها  , اذ يكفي البدء في النهاية ,يكفي انتخابات  حرة , يكفي أن تستطيع ابداءرأيك دون خوف حقيقي ودون التعرض للاعتقال, وعن المغامرات مع اسرائيل  واشغال المواطنين بالحروب  التي ليس الهدف منها التحرير  ,وانما تصدير أزمة داخلية الى الخارج  , وذلك بغض النظر عن كلفة هذا التصدير ,الأسد مستعد للتخلي  عن نصف سوريا لاسرائيل ,اذا ضمن له ذلك بقاء سيطرته على النصف الآخر ..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *