عندما يعلن الأسد عن استطاعته حسم موضوع الثورة عسكريا خلال اسبوع , فهو يغالط , ليس باستطاعته ذلك اطلاقا , ولا خلال سبع سنوات , وعندما يعلن الثوار انهم على مشارف النصر فهم يغالطون ,كلهم يبالغون , والذي يبالغ في السياسة سوف يتراجع , ومؤشر التراجع كان واضحا من خطاب الرئيس بشار الأسد , الذي عرض الموضوع في خطابه الفارغ , وكأنه على استعداد لقبول استسلام المعارضة بدون قيد أو شرط , وكل ماسيحدث في سوريا يجب أن يتم من خلاله وبرضاه ومباركته , انه الوطني الوحيد , وما تبقى هم عصابات ارهابية , ونظرا للقيمة الاعتبارية لدمشق العاصمة , فقد ركز هنا كل ماعنده من عسكر علوي للدفاع عن القصر , الذي أصبح في مرمى اسلحة سورية الصنع .
.من ناحية المعارضة , خاصة المسلحة, فقدكان موقفها أقل غرورا من موقف الأسد , وهذه المعارضىة شعرت بشكل متزايد على أنه ليس من المسموح لجبهة النصرة أن نكبر أكثر من المطلوب, وهكذا دوزن الغرب طبول الحرب على أغنية ..لاغالب ولا مغلوب …كل شيئ محسوب … ومن ذو خبرة بالسياسة رأى على أن نزيف السلطة والمعارضة ضروري للأسف لكي يمارسوا بعض الليونة والمرونة , فلا نصر مؤكد وسهل حتى مع جبهة النصرة , ولا نصر للأسد حتى مع الشبيحة .
بعد أن كشر الرئيس عن انيابه وبعد اكتشاف نوعية هذه الأنياب االصينية حيث يمكن لاي انسان شرائها من سوق “الخردة”, ذهب قسم من المعارضة السلمية الى جينيف واعلن بعد اجتماعاته عن أمور كثيرة , الا أن كلمة “حوار مع السلطة” وردت مرة واحدة فقط , والائلاف اجتمع في باريس واعلن عن أمور عديدة , منها مثلا قبوله حوار السلطة بشروط منها مثلا مكان الحوار خارج سوري ومنها الافراج عن 160000 معتقل ومنها تنظيم امور جوازات سفر السوريين في الخارج.
الوصول الى نتيجة ايجابية بعد مرحلة التهديد والوعيد واعلان النصر من جانب واحد والتكشير عن الأنياب له دلالة مؤلمة , ألا وهي أن الاستنزاف أوصل الذين يريدون الأسد الى الأبد الى مرحلة قريبة من الشلل ,وعدم عدم الوصول الى نتيجة ايجابية يدل على أن الاستنزاف لم يبلغ مايكفي من النضوج , عندها يجب على الحرب أن تقتل من لم يقتل لحد الآن , وعلى الحرب أن تخرب ما لم يتخرب لحد الآن , وبالنهاية لايحق الا الحق ,بالنهاية يكون الرفيق بشار قد ختم نصف القرن الأسدي بفاجعة وجريمة سوف لن ينساها التاريخ له ..انه الأسد الى الأبد ,تسمية على مسمى.
الآن توجد بوادر رد من السلطة على عروض الحوار , والبوادر توحي برفض الحوار لأنه تأخر سنتين على الأقل! , السلطة تريد ان تستمر في الحرب , ليس لأنها قوية حربيا , وانما لأنه ليس عندها ماتحاور حوله , تريد بقاء الأسد , وهذا لايقبله أحد , حتى ولو استمرت الحرب الى الأبد !.
لاحسم في المدى القريب , ولا حوار في المدى القريب أو البعيد , الى أين ؟
وحول أي موضوع سيتم الحوار , موضوع الأسد هو بقائه وسيطرته , موضوع المعارضة هو رحيله , وحتى الاصلاح مع بقائه غير ممكن , يقول على أنه يصلح بيد ويحارب باليد الأخرى , فلا نجاح في الحرب ولا نجاح في الاصلاح , وكل شيئ ازداد سوءا , الطوارئ أسوء من الماضي , المادة الثامنة أسوء من الماضي , الفساد أسوء بكثير من الماضي , هذا اضافة الى الفقر والجوع والمرض والقتل والذبح والنزوح ..فيا بشار الأسد لو كنت من ذهب وألماس لرميتك على المزبلة , وكيف سينظر االسيد بشار في وجه الناس الذين دمر بيوتهم وقتل اطفالهم , هعناك عدد من الأخطاء يرتكبها عزيزنا بشار :
1- يظن على انه اذا انتصر , سيسير المسيرات والتلاميذ للهتاف بحاية وأبديته …كالماضي , وهذا الماضي غير قابل للتكرار ..هناك الكثير من الدم .
2- ماذا سيكون مصير عشرات الألوف بل مئات الأوف من المقاتلين , وقد صدق بشار كذبته على أنهم كلهم أجانب , وسيعودون الى بلادهم , من النادر رؤية أجنبي وعدد الأجانب القتلى لم يتجاوز 142 قتيل , لاتوجد قوة في العالم تستطيع لملمة الناس ولملمة اسلحتهم , وحتى عند انتصار الثورة ستكون اللملمة صعبة .
من الخطأ الاعتقاد على أن لنتصار بشار الأسد ممكن , خاصة بعد الفرز العلوي -السني وبعد الاستقطاب العلوي السني , واذا اعتقد الرفيق بشار ذلك فهو بدون شك خالي العقل , أظن على أنه يعتقد ذلك
معاذ الخطيب يريد الحوار بعد اطلاق سراح المعتقلين ,وبعد تمديد جوازات سفر المغتربين ,السلطة تريد الحوار بدون شروط , الا أن ما اشترطه معاذ الخطيب ليس بالشروط بالمعنىى التنازلي للشروط , أي انه يريد مكاسب لجهته , وانما ماطلبه هو ادنى حد من الطلبات , طلبه هو التقيد بالقانون السوري , الذي يلزم السلطة وتمثيلها الخارجي أن تنظم أمور المغتربين , والسلطىة , التي لاتريد تنظيم أمور مواطنيها المغتربين , هي سلطة لاتعتبرهم مواطنين سوريين , اذ أن للمواطن السوري المتواجد في الخارج ان يحصل على وثيقة تبين انتمائه , لكي يستطيع البلد المضيف أن يتعامل معهم , السلطة لاتريد ذلك , وبذلك تحول نفسها الى عصابة منكرة , ثم ان السلطة لاتطلق سراح المعتقلين , ولا تقول شيئا عن عددهم وعن اسمائهم وعن الجرائم التي ارتكبوها وعن العقوبات الصادرة بحقهم , وهذا أمر لاتمارسة سلطة حكومية , أي حكومة , هذا الأمر تمارسه عصابة لصوص ومرتزقة جبانة منحطة , سلطة تطلب الاعتراف بها من العالم , الا أنها التتقيد بأبسط القواعد التي على سلطة حكومية التقيد بها .
من هنا يلام معتاذ الخطيب على مبادرته , التي سبقتها عدة مبادرات مماثلة فشلت , السلطة لاتحاور ولا تناقش , السلطة تريد الأسد أو ستحرق البلد , ومن يوافق على ذلك فليذهب الى شريف شحادة ويقول له لا اله الا بشار الأسد والى الأبد , عندها يتواسط له شريف شحادة لدي أمير المؤمنين , الذي هو الله بشار ..يستسلم ويسلم البلاد الى الأيدي الأسدية الأمينة , وبذلك نعود من حيث أتينا , لا اعمار بعد الدمار بقي الأسد واحترقت البلد