الخيانة العظمى!

المعروف عن حرب العصابات على أنها من أصعب الحروب  وأكثرها ضراوة وعنفا , لذلك  يريدالسيد الرئيس  جيشا جديدا اضافيا قوامه 10000مقاتل  , ولماذا الجديد ولماذا الاضافي ؟, ألا يكفي الجيش  النظامي الباسل  ..كتائب  الأسد! اضافة الى الشبيحة  واللجان الشعبية  ونقابات العمال  ومايأتي من لبنان  ثم مايأتي من ايران والخبراء الروس والخبراءالايرانيين , كل ذلك لايكفي  للانتصار على الجيش الحر  وغيره من الفئات المقاتلة ؟.

هناك على مايبدو  خلل كبير !  , فالجيش الحر بدأ قبل عام من الصفر   وحارب في البدء ببنادق الصيد  , ولا يمكن ان تفوق قوته قوة الجيش النظامي بعدده وعتاده  وبسالته  ,الا  اذا كان الجيش النظامي يعاني من مشكلة كبيرة  ,  وهي كما يقول البعض مشكلة الانشقاقات  والولاء  والأمانة, فقد  انشق لحد الآن مايقارب 100000 عسكري  ,وكثر هم المتعاملون من الجيش النظامي مع الجيش الحر , ثم ان معظم اسلحة الجيش الحر  هي اسلحة تم شرائها من افراد الجيش النظامي  , الذي لايستحق , بناء على ذلك, أي اطراء فلا هو باسل ولا هو  أمين على الاسلحة التي استلمها , وضباطه مقاولون وسماسرة  ,والفساد  أتي منه  ثم الانقلابات   وغيرذلك .

الجيش العامل الآن هو الجيش الساحلي العلوي ,  لقد رأيت مئات الأشرطة  ولم أصدف في شريط واحد عسكري يتكلم اللهجة الداخلية ,لقد كانت دائما اللهجة العلوية الساحلية, وليست الساحلية فقط , لأن ابناء الساحل يتكلمون لهجات مختلفة , الطرطوسي السني  ذو لهجة غير لهجة  طرطوسي آخر  من الطائفة العلوية  واللاذقاني السني   له لهجة غير لهجة اللاذقاني العلوي , وهذا ينطبق على جبلة وبانياس  وكامل الساحل , فمن يحارب هم  علويون  ومن منطقة القرداحة  والمناطق المجاورة العلوية  , ومن يقتل هم من العلويين أيضا , ومن هنا أفهم على أن عددهم لايكفي ,وذلك بالرغم من كون 95%  من الضباط الكبار في الجيش النظامي علويين , الا أن نسبة السنة في الجنود  تعادل أكثر من 75%  , وهؤلاء سينشقون بمجرد  سنحت لهم الفرصة  , والجيش العلوي المحارب الآن  مثقل بالمهمات  ألتي منها مثلا مراقبة  الجنود السنة  والحيلولة دون انشقاقهم  وابقائهم في الثكنات  تحت الحراسة  , أي في الاعتقال .

بناء على كل ذلك يجب  تصحيح  الوضع  ,والآن أفهم السيد الرئيس  أكثر  , فسيادته يحتاج الى جيش جديد اضافي لأن الجيش العلوي  لايكفي , وهذا الجيش موجود أصلا  ومكون من  الشبيحة , حيث يصبح الشبيح  جنرال ويقبض راتبه  ومكافآته مني ومنك ومنه , وليس من  رامي مخلوف  , الذي سيستمر في العمل  على تجنيد شبيحة جدد  في اطار اعماله الخيرية في  مؤسسة البستان  الخيرية ..
يجدر بالسيد الرئيس  أن يقف  ويلقي  نظرة تأمل من قصره  على الجبل   الى دمشق  وقد يرى بالعين المجردة داريا , ويمكنه تصور الكثير  من نموزج داريا في الوطن من حماه وحمص وحلاب ودير الزور وادلب واللاذقية والبوكمال   والقنيطرة والزبداني وجوبر ثم الحسكة والرقة والقامشلي  وادلب  واللاذقية  ودرعا ..الخ ,   ثم يسأل نفسه بكل  روية  وحيادية  وصدق  اذا كان هو شخصيا المسؤول عن كل ذلك وعن قتل عشرات الألوف  وتهجير الملايين ثم تحويل مليون ونصف الى جائعين , بعد ان حول قبل الأزمة  9 ملاين سوري الى فقراء  بنظر الأمم المتحدة , وسوريا لم تعرف  منذ وجود الأمم المتحدة  اوضاع مشابهة , نصف سكان سوريا تقريبا فقراء , فمن هو المسؤول عن افقارهم ؟
هناك جوابين :
1- قد يقول على انه غير مسؤول اطلاقا, وهذا يعني على انه غير جدير بأن يكون رئيسا لهذه الجمهورية , وبالفعل فقد ورث المنصب  أولا    واغتصبه ثانيا وزور نتائج الاستفتاء ثالثا ,التوريث  غير مقبول في الجمهوريات, ناهيكم عن كون التزوير والاغتصاب جريمة يجب معاقبة مرتكبها
2-قد يقول  على أنه مسؤول عن ماحدث ويحدث , عندئذ يمكن القول على أنه رئيس للجمهورية , الا أن  مافعله وما اعترف بالمسؤولية عنه  كاف لن يحاكم السيد بشار الأسد بتهمة الخيانة العظمى , ويعاقب حسب الدستور الجديد  الذي  ستتنم صياغته في سوريا الجديدة
عودة الى  النقطة رقم واحد ,  اغتصاب السلطة وتزوير نتائج استفتاء  ليس أمر هامشي , الرئيس الذي يقوم بذلك  هو مجرم ويجب محاكمته بتهمة الخاية العظمى , لذا لامفر من تهمة الخيانة العظمى .

قد ينزعج البعض  من هول هذه التهمة , لهم اريد القول  على أن   فخامته لم يكن بخيلا  بتوزيع تهما من هذا النوع  على  كامل الشعب السوري  ماعدا زبانيته , ولأسباب تتعلق فقط  باختلاف الرأي  , ويوجد أصلا في سوريا  سجناء “رأي” , وسجين الرأي   يفقد في الكثير من الحالات حياته ( المهندس الرستناوي كان آخر منلاقى حتفه في سجن الرأي ), لذا فانه تهمة الخيانة العظمى لاتمثل  اجحافا بحق الرئيس ..كما تراني ياجميل أراك !