أربعة مطارات عسكرية مع الآلاف من طواقمها أصبحت محاصرة وساقطة عسكريا في ريف حلب

المسلحون دخلوا مطار” الجراح” مساء أمس وبدأوا باقتحام”كويرس” و”النيرب”، والمنطقة الممتدة من حلب إلى الرقة أصبحت كلها خارج سيطرة السلطة

حلب، الرقة ـ الحقيقة (خاص): مع غياب شمس يوم أمس الإثنين، تمكن آلاف المسلحين من إطباق الحصار على جميع المطارات العسكرية في الشمال السوري، وهي مطار”الجراح”(كشيش) غربي بحيرة سد الفرات، ومطار “كويرس” إلى الغرب منه ، ومطار باب النيرب الملاصق لمطار حلب الدولي، فضلا عن مطار”منّغ” للحوامات في إعزاز ، المحاصر أصلا منذ أشهر. وقالت مصادر ميدانية موثوق بها لـ”الحقيقة” إن مئات المسلحين تمكنوا يوم أمس من احتلال أجزاء كبيرة من مطار”الجراح” ، لاسيما من الجهة الشرقية والغربية حيث تقع البوابة الرئيسية. كما وتمكنوا من الاستيلاء على جميع وحدات الدفاع الجوي في المطار ، وعلى مدافع م/ ط، وعلى غرف استراحات ونوم الطيارين ، وتدمير عدد من الطائرات الرابضة في المطار.

وفي مطار “كويرس”( قاعدة رسمي العبود)، وهو مقر “الكلية الجوية والمعهد الجوي”، تمكن المسلحون من الاستيلاء على قاعدة الدفاع الجوي الخاصة بالمطار، الواقعة في قرية “جديدة عربين” الملاصقة للمطار من الجهة الغربية، وعلى عدد من المنشآت العسكرية الملحقة بالمطار من الناحية الشرقية المتاخمة لقرية “رسمي العبود” ، حيث أصبحت جميع المهابط من هذه الجهة تحت مرمى نيران المسلحين ، فيما انكفأت وحدات الحراسة والطيارون وبقية العاملين في المطار إلى الأبنية والمهاجع الواقعة في الشمال الغربي من المطار وبدأوا يترقبون لحظة اقتحام المسلحين للقاعدة كما حصل في تفتناز، فيما تمكن بعضهم من الفرار إلى خارجها. وأكدت مصادر مطلعة لـ”الحقيقة” أن حوالي 15 ضابطا وجنديا من عناصرها استشهدوا أو جرحوا يوم أمس ، وأن السلطة حاولت مرتين إلقاء المساعدات الغذائية لهم ، لكنها فشلت ، حيث سقطت ( كالعادة!!) في أيدي المسلحين الذين يحاصرونها! ويضم مطار “رسمي العبود” سربا من طائرات “إل 39 ” التدريبية التي يستخدمها النظام في القصف حاليا، يقدر عدد طائراته بأربعين طائرة، فطلا عن سرب من الطائرات المقاتلة الأخرى وطائرات الهليوكبتر.

أما في مطار النيرب ، فقد اتخذ المسلحون منطقة “مخيم باب النيرب” للاجئين الفلسطينيين منطلقا لحصار المطار من الناحية الجنوبية ، فهو لا يبعد عن مهابط أسراب طائرات الهيلوكبتر سوى أقل من 500 متر. ويضم المطار سربا من طائرات الهيلوكبتر الهجومية يقدر عدد طائراته بـ30 طائرة ، وسربا من طائرات ميغ 23 يقدر عددها بحوالي 20 طائرة.

وطبقا لمعطيات ميدانية ، فإن قرابة مئتي طائرة مقاتلة وطائرة هيلوكبتر في المطارات المذكورة أصبحت عمليا مشلولة ولا تستطيع استخدام المهابط للإقلاع بعد أن أصبحت في مرمى  نيران المسلحين. وهو ما يعني أن قرابة ربع القوى الجوية السورية خرج عمليا من الخدمة بقوة الأمر الواقع! وقدر مصدر مطلع عدد الطيارين والفنيين وبقية الطواقم الأخرى من الإداريين وعناصر الحراسة ، المحاصرين في المطارات الأربعة، بما يتراوح بين 2000 إلى ثلاثة آلاف!

على صعيد متصل، سيطر المسلحون على معظم المنشآت والأماكن الحيوية الممتدة ما بين حلب والرقة، وبشكل خاص وحدات إنتاج الكهرباء ومنشآت الري ، وهو ما اختتم يوم أمس بالاستيلاء على سد الفرات. فقد اقتحمه المسلحون من جميع الجهات وأعطوا أوامر للعاملين مفادها “أنتم الآن تحت أوامر الثورة ، وجميع أوامركم تأخذوها منا”. وبعد ذلك خرج المسلحون من جسم السد ، حيث تقع  عنفات توليد الكهرباء، ورابطوا على بوابتيه من الجهتين الشمالية والجنوبية ، بعد أن قاموا طبعا بإزالة جميع “رموز السيادة”، ومعها صور بشار الأسد وأبيه واخوته وأفراد عائلته وسلالته كلها، الذين لم تبق مزبلة أو برميل قمامة في سوريا إلا ووضعت صورهم عليها ، كما لو أنها ممتلكات توارثوها  أبا عن جد! وبرر المسلحون خروجهم من منشآت العنفات إلى الخارج بالقول” إن الأسد شخص معتوه ، ولا يقيم وزنا لأية ممتلكات ، فيمكن أن يقصف السد بالطائرات من أجل قتل عدد من المسلحين، ونحن لن نعطيه هذه الفرصة”. وكان تدشين استيلائهم على السد بتفجير تمثال “هبل الأكبر” ، الأسد الأب، في مدينة الثورة ـ الطبقة”. وهذا هو الشيء الثوري الوحيد الذي قاموا به!

يضاف إلى المطارات الثلاثة مطار “منغ” في منطقة إعزاز، وهو مطار للحوامات . وقد أطبق عليه المسلحون الحصار منذ أربع أشهر، بينما عجزت قوة النظام البرية والجوية كلها عن فك الحصار عنه طيلة الأشهر الماضية، وبات المحاصرون في داخله يأكلون النفايات والحشيش وما توفر لهم. ومع ذلك لا يزال نظام “التعريص الوطني” هذا، حسب تعبير أحد زملائنا، يرفع عقيرته بالمقاومة والممانعة وهو أعجز من أن يفك الحصار عن مطار صغير منذ أشهر!!

المعارك التي أدت إلى السيطرة على السد ، وعلى محطة سد تشرين ، الواقعة إلى  الشمال من بحيرة سد الفرات، والتي كان سيطر عليها المسلحون سابقا، أدت إلى ضرب  أطوال كبيرة من كابلات التوتر العالي الخارجة من “سد الثورة”، ما تسبب بخروج المحطة الحرارية الكهربائية بحلب عن الخدمة كليا. وقالت مصادر في مديرية كهرباء حلب إن المحطة، ولكي تستطيع الإقلاع مجددا، بحاجة الى تغذية الشبكة العامة بمائة ميغا واط من سد تشرين على نهر الفرات ، و مائة ميغاواط أخرى من سد الفرات .وبالنظر لعدم توفر التغذية من سد الفرات ، و لعدم وصول تغذية سد تشرين الكهربائية للمحطة نتيجة استهلاكها في الريف الشمالي قبل وصولها ، ووصول كمية صغيرة يتم استهلاكها في بعض الأحياء بحلب ، فقدعجزت المحطة الحرارية عن الاقلاع و تغذية الشبكة حتى هذه اللحظة ، وهو مما ادى الى انقطاع تام للكهرباء في مدينة حلب منذ أول أمس الأحد!

هذا وقد توقفت محطات ضخ مياه الشرب على نهر الفرات أيضا، وهي التي تزود حلب بالمياه ، ما أدى الى انقطاع تام لمياه الشرب و لن تستطيع هذه المحطات الضخ دون توفر الكهرباء. وبهذا أصبحت حلب بلا ما وبلا كهرباء، ما أدى أيضا إلى توقف معظم المشافي عن العمل ، سواء منها العامة أو الخاصة، حيث لا يوجد “ديزل” / مازوت لتشغيل المولدات!

و “كله فدا صرماية الأسد بيهون” … هكذا يصرخ قطعان الكلاب من شبيحة السلطة على صفحات  التواصل الاجتماعي!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *