يرفض موالو الرئيس بشار الأسد بحساسية مفرطة توجيه أي انتقاد له، حتى لو كان منطق المتحدث دامغاً، وسرعان ما يحتجون بأن أكثر من 130 دولة تحاربه، وهذا يكفي بنظرهم لإثبات وطنيته وحكمته وقوته القيادية، لن أخوض في حساسية أؤلئك أو أسبابها، وسلفاً أقدرها لهم، وسأذهب معهم أبعد من ذلك لأقول كل انتقاد للأسد يخرج عن إطار السياسة ليس سوى كلام في الهواء لا يستحق الرد، ومقابل هذا، يتوجب على الرئيس وعلى من يؤيده أن ينطلقوا في ردهم من سلطة الحق والمنطق، أليس الرئيس مواطناً مسؤولاً أمام القانون قبل الشعب؟
يلمّح البعض عند تقييمه لمأساة البلد إلى خطأ هنا أو هناك لدى “القيادة” في التعامل مع أزمة دمرته لعشرين عاماً كي لا نقول أكثر، متفقين على براءة الرئيس، علماً أنه أعلى سلطة في هذه “القيادة”، ما يعني أن إعفاءه من المسؤولية مناقض للعقل، ولو اتفقت مع القائلين بهذه النظرية “براءة الرئيس”، فهل له ولهم الإجابة عما يلي: لماذا لا يكشف الرئيس عن خيانات الأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية التي أوصلت سورية إلى هذه الحالة وفق الصلاحيات التي يمتلكها، ويستطيع بموجبها محاسبة أي شخص متورط بقوة الدستور، وفي حال لم يكن هناك خيانات، فلماذا تدهورت الأوضاع الأمنية خلال عامين وانعدم الاستقرار، ولماذا دفع الجيش الوطني الذي يُعتبر قائده العام ثمن أخطاء الأجهزة الأمنية على مدى العامين الفائتين، كي لا نقول عشرة أعوام من توليه منصب الرئاسة، ولو كانت تلك الأجهزة الأمنية تواجه مخابرات العالم كله على أرض سورية كما تسري الأقاويل، فأين عنصر أو اثنان ممن ألقي القبض عليهم من محاكمة القضاء السوري، إما أنهم غير موجودين أصلاً، وإما أنه جرت مقايضتهم بعلم الرئيس أو بغير علمه، وفي كل الأحوال هذا لا يعفي الرئيس من المسؤولية عن دماء الشهداء من عسكريين ومدنيين، تحدث الرئيس دائماً عن مؤامرة، ومؤكد هي موجودة ولها أطراف عدة، ليس لعاقل أن يتجاهلها، وهنا لن أتحدث عن أسباب نجاحها بل سأنوه لطرفين فيها هما “التركي-القطري”، فمن أدخل الأتراك إلى أدق تفاصيل حياتنا اليومية كانت السلطة ورئيسها بشار، ومن نفخ في رأس الساسة القطريين حتى تضخموا فوق المعقول، كانت السلطة ورئيسها بشار، والمهم بعد قرابة عامين اتضح الفرق بين هذه المؤامرة وانتفاضة المواطنة بموجب ما كشفته الأحداث المتتابعة، إلى جانب اعتراف السلطة أن هناك مطالب واحتجاجات محقة، وعليه مؤكد لهذه المؤامرة أدوات داخلية من جسم السلطة نفسها، وإلا ما استنزفت الدولة ككل بشكل يهدد كيانها ووجودها، فأين هي هذه الأدوات؟ كل رد يتلقاه السائل أو تسربه السلطة بوسائلها الخاصة يشخّص “س أو ص” من الناس لاحتواء الصدمة مؤقتاً، ولا خائن أو بائع للوطن في قبضة العدالة وعلى الملأ من الشعب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأسماء الكبيرة من الفارين من الجيش وبعض المسؤولين الرسميين كانوا الأقرب إلى الرئيس، ندفع اليوم وأمس ومنذ عامين وسندفع للمستقبل ثمن التعامل بعاطفة مع دماء تسيل وأرواح تزهق بلا طائل، وكل ما يقوله الرئيس ومؤيدوه هناك أخطاء، فما هي هذه الأخطاء، أين مصدرها، متى تنتهي؟ لا جواب، المهم أن الرئيس سيقهر الخليج وأمريكا وتركيا ويبقى في منصبه، ولو اتفقنا على حق الرئيس في ألا يستجيب لمطالب الخارج بالتنحي فليس من انتخبه أو حتى وضعه في منصبه، فلماذا لم يقدم الوطن والدولة العميقة على نفسه، ولماذا لم يخطب للشعب شارحاً الأبعاد الحقيقية للقضية، تاركاً الخيار لمجلس عسكري يرتب مرحلة جديدة يستطيع من خلالها طرح نفسه وحزبه كمنافس سياسي ورئاسي، مشكلة السلطة ورئيسها وحلفائها أنهم لا يعرفون أصدقاءهم أو أعداءهم حق المعرفة، ولا يقدرون تأثيرهم، ومطلوب من الشعب أن يدحر المؤامرة، ومن لم يستجب لدحر المؤامرة رغم إقراره بها وخلافه على طريقة التصدي لها، فهو مندس، خائن، عميل، مجموعة تهم لا يخشى المرء من تبعاتها الجسدية بقدر ما تقهره في صميمه الوطني وتضعه في أزمة أخلاقية مع نفسه ومجتمعه.
قبل شهر من خطاب الأسد الأخير في دار الأوبرا بدمشق، قال لي معارض عتيق: “إن ربط مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية بشخص الرئيس ضرورة وطنية للخروج من المأزق الراهن”، وعندما سألته هل مشكلة الأطراف المتحاربة أصبحت شخص الرئيس أم خلاص البلد؟ أجاب إن القضية معقدة والمسافة بيننا تحول دون الحديث في الحقائق كما هي، “انتهى”، لو أسقطنا هذا التصور على ما يقوله جيش المحللين الاستراتيجيين السوريين وأشقاؤهم من “عرب أوفياء”، نلاحظ أن هناك تقارباً كبيراً بين الطرفين، لكن هناك حقيقة غائبة، ودون شك هناك أمور عدة في علم السياسة والدفاع والأمن الوطني لا تقال للعامة، لكن ما عجزت عن فهمه، هو عدم توضيح حقائق صارت خبز الشعب اليومي وملحه، في حين نجحت جيوش إعلام الأعداء في تحويل الإنسان السوري إلى رجل آلي يحفظ ما ترويه عن ظهر قلب، ومن تابع آلية علاج الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ قرابة العامين، يعلم جيداً من خلال خطابات الأسد ماهية التعامل مع المراحل التالية في “المؤامرة”، لكن الخطاب الأخير احتمل نهاية كل المراحل والتمهيد لبداية جديدة، والنتيجة –حتى اليوم- أن شيئاً في أسلوب التعاطي مع الأزمة لم يتغير، والمتنازعون ما زالوا على قناعاتهم، وطبعاً يصف الأسد كل مرة الماضي محللاً ومعللاً، يضع برنامجاً للمستقبل مسبوقاً بـ”سوف وإذا”، لتثمر المحصلة بعد شهر أو اثنين وقد تصل لثلاثة أو ستة أو أكثر، في حين أن المسألة كانت في كل مرة لا تحتمل أكثر.
تطاردني جملة أسئلة أخرى غير ما سبقت، أولها: لو مات الرئيس-الأعمار بيد الله، لا أتوقع أحداً يعترض على هذا-، لو مات الرئيس، ما الذي سيحدث لنا ولسورية؟ سيجيب البعض أن هذا السؤال خبيث ومشكوك فيه ومحاولة لإقناع الكثيرين بعدم أهلية الرئيس للقيادة، علماً ليس هذا هدف السؤال وليستمر الأسد حاكماً -طالما يريده الشعب- بغض النظر عن رأيي بعدم أهليته وهذا أبسط حقوقي، لماذا انتظرت السلطة ومعها الرئيس عامين حتى أكرمتنا بالمبادرة الأخيرة وما قبلها من مبادرات، الجواب: انحُ للسلام واجنح له فقد لاحت بواكيره، ولو نحونا للسلام لا نجد إشارة تدل عليه أو على مصالحة وطنية شاملة، من جانب آخر يقول بعض المتحالفين مع السلطة داخلياً إن تنحي الرئيس سيقسم البلد وكأن سورية اليوم متماسكة قوية موحدة، يقول آخرون إن سورية مستهدفة بشخص الرئيس، وهم يرددون في كل حديث بأن سورية منذ استقلالها وحتى ما قبله مستهدفة، يقول البعض إن الرئيس لا يهمه المنصب ولو تنازل فلن يسكت أعداء سورية عن المطالبة بالمزيد حتى تعم الفوضى وتضيع البلاد.. الخ، حسناً، مقابل هذا وحتى تهدأ العاصفة التي أخذت في طريقها البلاد حجراً وبشراً، يفترض أن يقدم لنا جميع مناصري فكر الرئيس السياسي والاستراتيجي خطاباً يحترم عقول الناس وجراحهم، لكن دون جدوى، ماذا سيفعلون مع مواطني “درعا وحمص ودير الزور وريف دمشق ودمشق وحلب وطرطوس واللاذقية وباقي محافظات سورية”، ماذا سيفعل الرئيس معهم؟ أتحدث هنا عن العقل المدني وليس العقل السياسي، أخشى أن يكون الجواب: إن مفعول المصالحة الوطنية كـ”الإصلاح ليس عصا سحرية”.
بعد قرابة عامين من غسيل الدماغ الذي شارك فيه العالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه بحق المواطن السوري، لم تغير السلطة وإعلامها الخاص والعام ولا حتى الرئيس من آلية تعاملهم مع الرأي العام حتى بعد “خطاب النصر” كما كل خطاب سابق، مثلما لم يغير أي محلل سياسي أو استراتيجي، يتحدث، يكتب، أو يدير موقعاً يعتبره معارضاً من طريقة طرحه للأزمة، الجميع يهاجم الخارج، والمحور الأمريكي التركي الخليجي، أي “مكانك سر”، في حين أن الخارج وذاك المحور لم يعد يريد أن يحقق انتصاراً له في سورية أكثر مما حقق، فقد استعمر العقول والنفوس لخمسين عاماً قادمة، واكتفى بما خلّف من دمار وخراب وتهجير ونزوح، طبعاً سيقول البعض هذه حرب وطبيعي أن يكون لها هكذا نتائج، لكن السؤال كيف تجهزتم لهذه الحرب، وكيف تعاملتم معها بعد قيامها؟ من يتابع وسائل الإعلام السورية بشتى صورها يلاحظ أننا لسنا في حرب-متابع تلك الوسائل يدرك ما أعني-، بينما تعتمد وسائل الإعلام الأخرى عدوة الدولة الحقيقية لا سورية بقيادة الأسد أساليب أكثر جدة وفعالية عما سبقها، فلماذا كل هذا التضليل المعرفي والأخلاقي، صحيح أن بلادنا تعاني من الإرهاب، ويجب القضاء عليه، لكن لماذا إخفاء الحقيقة، نحن أمام احتمالين، إما أنهم مستفيدون من الإرهاب ونتائجه، وإما أنهم عاجزون عن إيصال مشروعهم الوطني للشعب، في الحالتين يقول المنطق بوجوب مغادرة المشهد السياسي وهذا ما لم يحدث، علماً أنه لم يعد ذا تأثير حتى لو حدث، وكي لا نتهم بأننا غير وطنيين أو أننا ندعم الإرهاب، فليحيا الوطن وليسقط الإرهاب وممولوه أياً كان مصدره وليحاسب كل من تورط به وفق القانون، ومن كل الأطراف بلا استثناء.
لايوجد انسان سيستفيد من رحيل الأسد أكثر من المواطن العلوي , الأسد كارثة للعلويين قبل أن يكون كارثة لغيرهم , انه المنقذ للاخوان المسلمين , خيث لم تكن لهم يوما ما تلك الشعبية , لقد فشل أخلاقيا ختى بالمقارنة مع القاعدة , المؤلفة من المجرمين , فشل سياسيا واجتماعيا , دمر البعث , مع أنه كان من الممكن تطوير الحزب بشكل تستفيد منه الأمة السورية , حزب البعث لم يولد بالشكل الذي حوله الأسد اليه , لم يكن حزب اللصوص ولا حزب التلفيق وحزب التطبيل والتزمير , كاتب المقال علوي ومعارض , ولو كان هناك الكثير من هذه النوعية في الطائفة , لما وقعت الطائفة في مطب الأسد , وقعة الطائفة مؤلمة للجميع , وقد كان بالامكان تلافيها
لايمكن لمن يحترم النقاش والحقيقة وذو نصف عقل ان يدافع عن بشار الأسد , لأن الدفاع يتطلب الكثير من الموضوعية , انه رئيس للجمهوريةوبالتالي له وضع اعتباري ,والعلاقة معه ليست علاقة ليست شخصية.. لاحب ولا كره . لو طلب مني كتابة مقال حول هذا الموضوع لكتبت بشكل رئيسوتقييمه يخضع للأرقام , وعندما يزداد الفساد تحت سلطته يعني على انه فاسد , وماذا يعمل فاسد في القصر الجمهوري السوري , انه اول من احتقر القانون والدستور , وانه أول رئيس تنزلق البلاد تحت اشرافه الى حرب أهلية , والموضوع ليس موضوع دفاع عنه في سياق تبادل آراء أو نقاش , الموضوع أصبح “جنائي” داخليا وخارجيا , عليه , حتى ولولم تكن له علاقة عملية بالفظائع, أن يقف أمام القضاء , وذلك لأنه مسؤول عن كل شيئ في البلاد
لايوجد انسان سيستفيد من رحيل الأسد أكثر من المواطن العلوي , الأسد كارثة للعلويين قبل أن يكون كارثة لغيرهم , انه المنقذ للاخوان المسلمين , خيث لم تكن لهم يوما ما تلك الشعبية , لقد فشل أخلاقيا ختى بالمقارنة مع القاعدة , المؤلفة من المجرمين , فشل سياسيا واجتماعيا , دمر البعث , مع أنه كان من الممكن تطوير الحزب بشكل تستفيد منه الأمة السورية , حزب البعث لم يولد بالشكل الذي حوله الأسد اليه , لم يكن حزب اللصوص ولا حزب التلفيق وحزب التطبيل والتزمير , كاتب المقال علوي ومعارض , ولو كان هناك الكثير من هذه النوعية في الطائفة , لما وقعت الطائفة في مطب الأسد , وقعة الطائفة مؤلمة للجميع , وقد كان بالامكان تلافيها
لايمكن لمن يحترم النقاش والحقيقة وذو نصف عقل ان يدافع عن بشار الأسد , لأن الدفاع يتطلب الكثير من الموضوعية , انه رئيس للجمهوريةوبالتالي له وضع اعتباري ,والعلاقة معه ليست علاقة ليست شخصية.. لاحب ولا كره . لو طلب مني كتابة مقال حول هذا الموضوع لكتبت بشكل رئيسوتقييمه يخضع للأرقام , وعندما يزداد الفساد تحت سلطته يعني على انه فاسد , وماذا يعمل فاسد في القصر الجمهوري السوري , انه اول من احتقر القانون والدستور , وانه أول رئيس تنزلق البلاد تحت اشرافه الى حرب أهلية , والموضوع ليس موضوع دفاع عنه في سياق تبادل آراء أو نقاش , الموضوع أصبح “جنائي” داخليا وخارجيا , عليه , حتى ولولم تكن له علاقة عملية بالفظائع, أن يقف أمام القضاء , وذلك لأنه مسؤول عن كل شيئ في البلاد