قدوتنا , أسد الغابة راكب الدبابة !

 ماحدث في قرية  عقرب  صعب التصور,  والشهادة المرفقة من بعض المصابين  وخاصة من سيدة تدعى أم أيهم  تدل على ان الفعلة الشنيعة هي فعلة الشبيحة , وليس الجيش الحر , وملابسات المجزرة  شرحتها أم أيهم  بطريقة توحي بالصدق .

لم يكد دم القتلى  يجف  حتى عرفت المواقع الطائفية  مثل فينكس والحقيقة  من هو القاتل  ,فالقاتل هو بشكل تلقائي الغير ودائما الغير (طوبى للشبيحة  كما  قال نضال نعيسة , الشبيحة هم من يدافع عن الوطن   !), وأصلا لايجوز  اختزال  الفاجعة فقط في البحث عن  القاتل المباشر , هناك القاتل الغير مباشر , والذي يتحمل الجزء الأعظم من المسؤولية ,  فمن هو  المربي  والقدوة  ومن مارس مايسمى “تأهيل الحيوانية”  لتصبح النموزج  السائد في التداول  الاجتماعي والسياسي ؟؟. السلطة   بتصرفاتها  هي التي  حيونت الانسان السوري , وهي التي  مارست قبله  وأمامه الحيوانية  وهي بالتالي التي علمته الحيونة  , الحيونة لم تسقط من السماء, وانما أتت من السلطة  المزمنة.

قد يسأل  أحد هنا  , كيف علمت  السلطة المواطن الحيونة ؟. السلطة تدعي   على انها  المنفذة للقانون  , وبنظر كل مواطن , على الأقل لاشعوريا , تمثل السلطة القانون , وبالرغم من كون معظم تصرفات السلطة لاقانونية خاصة عند تحليلها عقليا وشعوريا , فان اللاشعور  يحفظها في الخانة  المعدة لها بشكل طبيعي , وبشكل طبيعي تمثل تصرفات سلطة  أو حكومة  القانون ,  أي أن تخزين  اللاقانون تم في مستودع القانون  .

معروف على ان الغريزة لها علاقة  أصيلة مع اللاشعور ,  ويمكن القول على ان الغريزة هي تصوير لللاشعور, وعندما تنفلت الغريزة  وتطفوا عل  سطح  مسلكية الانسان ,  يطفو في سوريا   مخزن القانون  والمخزون به هو اللاقانون ,  ويصبح اللاقانون  غريزيا هو القانون بالنسبة للانسان السوري  , ومن  صنع ذلك , لربما جهلا ولا شعوريا , فهي السلطة  الجاهلة والغبية  والتي لاتفكر الا  بمكاسبها المادية  وعدد المليارات التي  سرقتها , لقد غيرت السلطة خواص الانسان السوري  وغيرت قيمه  , وأصبحت السرقة  هي الطريقة المحمودة لتأمين مستقبل الأولاد , والرشوة  هي  الطريقة الأمثل  للاستفادة من العمل  , ومن يكتفي براتب العمل هو حمار .

يمكن اسقاط الآلية التي ذكرت  آنفا على  كل  اطياف حضارة السلطة , العنف  وممارسته مثلا  أصبح أمان  , ولطالما تعتدي السلطة على حرية المواطن  بدون سبب معروف ..اعتقال تعسفي ..سجن بدون محاكمة  ولعشرات السنين  , فان المواطن يعتدي  على المواطن الآخر  بدون سبب وقد  يقتل المواطن الآخر ,  السلطة هي التي  حولت قيمة الانسان الى  قيمة رصاصة  , وهي التي حولت البلاد الى  غابة .. حيث القوي يأكل الضعيف  .. تروى قصص عن ارتكاس أجهزة السلطة تجاه  الخاطفين والمخطوفين , من يشكو اختطاف أخ له  أو أب أو ولد  لأجهزة السلطة  طالبا المساعدة  , يسمع الجواب التالي ..دبر نفسك , أي أن السلطة  استقالت من مهمة حماية المواطن ,وبالتالي تحولت البلاد الى غابة  هي غابة  الأسد  , غابة أسد  الغابة , راكب الدبابة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *