لايمر يوم الا ويسمع الانسان السوري نعيق الأبواق , التي تفلسف الأحداث حسب مزاج طائفتها وطائفيتها , والمدعو حازم شحادة ليس بذلك الفيلسوف , ولاحاجة له أن يكون فيلسوفا ,انه يمثل شريحة سلطوية أحسن تمثيل , وممثل هذه الشريحة يجب أن يكون غبيا ورأسه مرتشحا برشاحة الديكتاتورية والعنصرية والطائفية , ذلك لأن الشريحة غبية وعنصرية وطائفية وديكتاتورية , وقد كتب هذا الاستاذ مقالا تحت عنوان “أين الزناة بالوطن من رأفت الهجان؟”, والمقال بدأ بالتالي :
“كان ( رأفت الهجّان)… حتى ساعة تجنيده في المخابرات المصريه شاباً شبه مفلس… لا عمل.. ولا حتى أهل… وكان كثيراً ما يتعرض للاعتقال لنشاطات كان يقوم بها في محاولة لكسب لقمة العيش…
وكان نظام عبد الناصر لا يختلف بشيء عن نظامنا في الوقت الراهن… لديه إنجازات على أرض الواقع… ولديه من السلبيات كقمع الحريات وغيرها الشيء الكثير… لكن رأفت الهجان لم يكن مستفيداً من هذا النظام…
عندما قام ( محسن ممتاز) رجل المخابرات في ذلك الوقت بالعمل على تجنيده.. والطلب إليه الذهاب إلى قلب إسرائيل ليكون ( جاسوساً)… يخدم بلاده… لم يقصر رأفت… وقبل المهمة… وخلال أكثر من عشرين عاماً بقي يعمل في إسرائيل ويأتي بالمعلومات الأكثر من هامة وقد كان من أبرزها( موعد عدوان 56)… وموعد حرب (67)…. وتصميمات خط بارليف… وغيرها الكثير…”
السيد السلطوي يريد على مايبدوا ابراز رأفت الهجان كقدوة يقتدى بها حيث يتابع الحديث عن الهجان بالقول :
“رأفت الهجان لم يقل إن نظام بلادي مستبد وديكتاتوري… وشمولي.. وإلى ما هنالك من هذه التسميات… عندما تعلق الأمر بالامن القومي لبلده… لم يفكر ثانيه في اتخاذ موقعه في قلب إسرائيل ليكون جندياً حسب علمه وعمله وقدراته”
فالكاتب يريد من الشعب السوري الامتناع عن وصف النظام السوري بأنه شمولي ومستبد وديكتاتوري , لأن هذا التوصيف ضار بالأمن القومي (المادة 285 من قانون العقوبات ..وهن الشعور القومي )!, الا أن الكثيرمن هؤلاء الآلاف من الشباب يرى العكس تماما , حيث أن الأمن القومي متعلق بقوة البلاد سلطة وشعبا , ولا يمكن للبلاد ان تدافع عن نفسها الا بمنهجية الديموقراطية واحترام الحريات وعدم السماح بممارسة الفساد , السكوت على المستبد والفاسد والديكتاتور هو من أفضل الطرق لاضعاف البلاد , وبذلك تحقيق أهداف اسرائيا , وأول أهداف اسرائيل هي صوملة سوريا , وسوريا بالواقع ,بفضل القيادة الديكتاتورية المستبدة الفاسدة ,ليست بعيدة اطلاقا عن صوماليا , فسوريا وصوماليا هم من العشر دول الأخيرة في قائمة الشفافية , التي تعبر عن جودة الحاكمية .. حاكمية سوريا فاسدة ومتهالكة كحاكمية صوماليا بما يخص الفساد , وهل يمثل هذا التطور تقوية للأمن القومي ؟ لا أظن !, هذا يمثل تقوية لماديات الأ سد وحاشيته وزيادة عدد المليارات التي سرقوها, الكاتب يتابع الحديث الآن عن فاجعته ويقول :
“أتابع مفجوعاً عشرات الآلاف من شباب سوريا… الذين بدلوا جلدهم… وبدلوا علمهم… وسلموا نساءهم للأتراك كي يغتصبوهن… وقرروا أن الجهاد ضد ( نظام بلدهم)… يداً بيد مع إسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا… هو واجب مقدس… فرفعوا خرقة عليها ثلاث نجوم… وبدؤوا بحربهم تحت شعار ( تشرين 1973 تشرين الذل)… وهي ذكرى انتصار الجيش السوري على الجيش الصهيوني… ونقطة مضيئة في تاريخنا المليئ بالخيبات…”
ما أنت من وقح ياسيد حازم شحادة , ومن أين تعرف على أن آلاف الشباب سلموا نسائهم لكي يغتصبوهم الأتراك , وهل يمكن للسلطوي الا أن يكون حقيرا تافها , آلاف الشباب لم يبدلوا جلدهم ولم يذلو علمهم , وعلمهم ليس “خرقة ” عليها ثلاثة نجوم , انه العلم الذي يكافحون تحته من أجل الحرية والديموقراطية , وبالواقع فان تشرين 1973 مذل , ولولا الجيش العراقي لاحتلت اسرائيل دمشق, وبهذه المناسبة اليكم بنبذة عن حرب الذل عام 1973 , ولمن يحلل الأمور بشكل جيد يصل الى النتيجة التي تقول ان حرب 1973 لاتقل مذلة عن حرب 1967 , التي قادها الجنرال حافظ الأسد , ونتيجتها كانت خسارة الجولان , ولم تسترد حرب ذ1973 الجولان , هذا بالاضافة الى الخسائر المادية والبشرية .
صحيح على أن الجيش المصري اخترق خط بارليف , والجيش السوري سيطر على مواقع مهمة في جبل الشيخ لبضعة أيام , الا أنه تراجع بعد ذلك الى حدود 67 حتى الى وراء حدود 67, ومقابل بقاء القنيطرة على الجانب السوري حصلت اسرائيل على اتفاقية فصل القوالت مع مصر وسوريا, حيث لم تطلق طلقة واحدة في الجولان بعد هذه الاتفاقية , والحرب أصلا لم تكن بنظر السادات للتحرير وانما للتحريك . من الملاحظ على ا، المواطن السوري لايقرأ نصوص التفاقيات بعد الحروب , والقليل من قرأ على سبيل المثال اتفاقية الهدنة بين حزب الله واسرائيل والحكومة اللبنانية , والقليل من قرأ اتفاقية فصل القوات بين اسرائيل وسوريا من عام 1973 , ولا أظن علىأن نص هذه الاتفاقية يوحي بأي نصر سوري الا في الايام الأولى , الحروب تقيم بنتائجها وليس بمعركة من معاركها, بعد ذلك يتابع السيد شحادة اطروحته بالقول :
“أتابعُ فنانين… ومفكرين… وكتّاب… وممثلين… عند أول فرصة أتتهم كي يبيعوا وطنهم…. لم يترددوا… وقالوا… لبيك يا حمد… هات ما عندك من دولار… وخذ الزوجة والولد)….”
الاتهامات الوقحة لاتقتصر على ارسال النساء للبغاء عند الأتراك , وانما يتهم الآن ” بالجملة ” فنانين ومفكرين وكتاب وممثلين ..كلهم باعوا وطنهم ! , ولماذا أنعم الله على السيد شحادة بهذه “الوطنية” ولم ينعم على الكتاب والممثلين والمفكرين والفنانين بنوع من الوطنية , التي يستطيع بياع الوطنيات مباركتها ؟ , يشعر الانسان بنوع من الذل من محاولة شحادة احتكار الوطنية ويشعر المواطن بالذل عندما يضع شحادة وغيره من رجال السلطة انفسهم على رأس قائمة الوطنيين , وهل معيار الوطنية هو السرقة والنهب أو ممارسة الفساد, شحادة أصبح بقدرة قاددر “مأمور” الوطنية وشهادة حسن السلوك الوطني يحجب ان تكون ممهوره بأسمه , ومن عينه “مأمورا ” للوطنية ؟ ,الوقاحة السلطوية هي التي عينته مقيما للبشر ومقيما لوطنيتهم . ويتابع السيد شحادة أطروحته بالقول :
“واليوم قرأت ما كتبه واحد من أتفه الناس على صفحته ويدعى ( موسى عمر)… حيث قال… يبدو أن إسقاط بشار لن يتم إلا من خلال حرق وتدمير البلد… ومن لا يوافق على ذلك فليجلس كالنساء)…
من هو القذر الذي ضاجعك يا سوريا كي تنجبي هكذا أبناء… من فتح الباب لكلاب الخليج كي يشاركونا نساءنا وينجبوا من نطافهم العفنة أبناء آوى يحملون الجنسية السوريه؟؟”
لا أعرف من هو موسى عمر , ومن غير المهم التعرف عليه , الا أن السيد شحادة لايخجل من قلب الشعار رأسا على عقب , على الجدران وعلى السيارات وعلى لوائح الاعلانات مكتوب , الأسد أو نحرق البلد .. ومن كتب ذلك على الدبابات أيضا هم زبانية الأسد , ولم يكتب الثوار الأسد أو نحرق البلد , ولم يكتب الثوار رحيل الأسد أو نحرق البلد , هذا الشعار هو من ادبيات السلطة والشبيحة , وعلى درجة عالية من الشهرة , من المشين أن يمارس الكاتب اكاذيب مفضوحة من هذا النوع , أكاذيب لاتنطل على أحد بعد !, ثم يتابع الطائفي بالقول :
“أهكذا إذا… كي تستبدلوا رجلاً من غير طائفتكم… برجل آخر من طائفتكم… تحرقون وتدمرون البلد… وأي بلد..
أرجو أن يكون سعيداً حزب البعث بما فعله بسياسته الاقتصادية وبفتحه غرفة نوم الوطن لكل قوادي الليل من بدو ورعاة بقر…”
أقول ..هكذا اذا … كي يبقى رئيسا من طائفتكم تحرقون وتدمرون البلد !والذي مار التطييف في البلد هو فخامة الرئيس أيها المتملق , ثم يأتي الشحادة الى الفخر الأجوف ويقول :
“لكن سوريا العظيمة… سوريا الشامخة أبداً… لا تنجب فقط أبناء الليل ملتفين بعلم من ثلاث نجوم سوداء.. فهي قد ولدت أبناء الشمس… جنود الجيش العربي السوري… الذين يحملون علمها ذي العينين الخضراوين بقلوبهم ويدافعون عنه ضد همجية كلاب العالم…
هؤلاء الجنود الفقراء… الممتلؤون غنى بحب تراب بلادهم… يدافعون عن أمهم سوريا… ( تماما كما فعل رأفت الهجان)… بدون أن يكونوا منتظرين درهماً واحداً…
لأن أرضهم… لأن بلادهم… لا تباع بكنوز الدنيا…”
قبل سطرين قلت ان شحادة متملق , الا تبرهن أسطره الأخيرة على ذلك ؟؟..فيا أيها المسترزق , افهم على أن سوريا لم تعد عظيمة ! ..افهم على أن سوريا لم تعد شامخة !, والجنود فعلا هم فقراء ومساكين , فمن أفقرهم ؟؟ومن ارسلهم الى الموت ؟؟ ومن حول الساحل السوري مقبرة كبيرة , واذا لم ينتظر الجنود درهما واحدا ,فهل يمارس أكبر ضباط الجيش هذا التقشف ؟؟ على فكرة 83 من أكبر ضباط الجيش البالغ عددهم 90 ينتمون الى طائفة الرئيس , ونصف هؤلاء ينتمون الى عائلة الرئيس , وكل منهم اما ملياردير أو مليونير بالدولار وليس بالليرة وهؤلاء هم حماة الوطن , يا للمسخرة !