لقد تم نشر ذات الشريط من قبل “اخبار الثورة السورية ” ومن قبل موقع سلطوي “فينكس” , وموقع “اخبار الثورة السورية ” قال ان الشبيحة دهست المقتولين بالجرار او الشاحنة وذلك في ريف دمشق , اما فينكس فقال ان افراد الجيش الحر دهسوا القتلى . ولم يذكر المكان الذي تم به ذلك وكلاالطرفات اعتمدا الشريط كوثيقة “وحشية ” ضد الآخر , ماذا يستطيع المواطن في هذه الحالة أن يفعل ؟
شريط فينكس
شريط أخبار اتلثورة السورية
المواطن يحاول تفسير هذا التناقض عن طريق التحليل , فالحقيقة هي أول ضحايا الحرب , وليس من الغريب أن يكذب طرفا من الأطراف , بل يجب القول على أنهم كلهم يكذبون عند الحاجة, وحقيقة لايقدم الشريط جديدا على سجل التوحش السوري , حيث رأيت قبل أكثر من سنة شريطا يظهر دبابة وهي تدهس قتيلا ليصبح بعد ذلك مسطحا كالصفيحة , ولم يقتصر الأمر على حادثة واحدة , انما رأيت عدة حوادث من هذا القبيل .
الشيئ الواضح والأكيد من الأشرطة هو ان الضحايا مدنيين , وأحدهم مذبوح من الوريد الى الوريد , ولا توجد أي دلالة على انهم عسكريين , انهم مدنيين وكلهم تفقريبا في سن الشباب , فالى أي جهة ينتمون ؟
أظن على أنهم من المدنيين المعارضين والذين حملوا السلاح بوجه السلطة , ولا أستطيع التخلص من مظهر ترسب في اللاشعور , وهو منظر الدبابة التي تدهس القتلى ولعدة مرات , في حين ان الجيش الحر آنذاك لم يملك دبابات بأي شكل من الأشكال ,استيلاء أو مساعدة , آنذاك كانت الدبابة ملك حصري لجيش الأسد , فكون هؤلاء مدنيين وكون الدهس ممارسة اعرفها من الدبابة , وكون عملية الدهس تمت في ريف دمشق , فاني ارجح مسؤولية جيش الأسد , اضافة الى ذلك فان الوضع النفسي للجاني يرجح مسؤولية جيش الأسد , الذي انفلت نهائيا وقدم “قدوة ” للغير في كل مماسرة متوحشة ان كان الذبح أو تقطيع الأوصال والأطراف أو الدهس , ولو كان الأمر “قطع رؤوس” لرجحت مسؤولية الجيش الحر, فقطع الرؤوس نفسيا هو غير الدهس , لقطع الرأس خلفية تراثية اسلامية لايمكنت تجاهلها .
بغض النظر عن مرتكب هذه الشنائع , فمن الثابت على أنها وقعت على الأرض السورية , وفي هذه الحالة يجب اعتبار السلطة التي تحكم والتي تدعي الشرعية وتدعي سيطرتها على كافة اجزاء الوطن , مسؤولة بشكل مباشر , أو غير مياشر عن هذه الواقعة المؤلمة , سلطة ترمي البراميل وقنينات الغاز والصواريخ والقنابل العنقودية على الشعب هي سلطة قادرة على ممارسة الدهس , في أحسن الأحوال بالنسبة للسلطة , عندما يقال على أن الفاعلين هم من اتباع السلطة , والكثير من اتباع السلطة يمارسون أفعالهم بدون الرجوع الى رئاسة الجمهورية , ولم يقم علي خزام أو غيره من الشبيحة باستشارة أحد قبل ان يفظع بالبشر في بابا عمرو والحجر الأسود وحلب ودير الزور ..الخ ممارسة الاجرام انفلتت ولن تعد مقيدة بشخص أو بقانون , ناهيكم عن الأخلاق التي اندثرت تماما .
الانسان يولد وحشا , ويبقى تحت تصرف غرائزه الوحشية حتى السنة الخامسة من عمره , وبعدها يبدأ باستيعاب معالم الحضارة الانسانية , ان أنه يبدأ بالتحول الى انسان , وما هي القيم التي اعطتها سلطة تحكم منذ خمسين سنة للمواطن ؟؟؟ القيم التي تعلمها من ولد قبل 55 عام هبي القيم التي مارستها السلطة , هي القيم التي يجري تداولها الآن في الوطن , وليس من الصعب القول على أن هذه القيم تمثل من الفها الى يائها التوحش , ولا ألوم الانسان الأربعيني أو الثلاثيني أو الخمسيني على توحشه , ومن أين له أن يتعلم أشياء أخرى ؟؟ فوعيه هو وعي المجازر والموت في السجن من جراء التعذيب ووعي الفساد والاستبداد والاختطاف والاغتيال , وهل علمت وتعلم المدرسة البعثية-الأسدية غير ذلك ؟