ليس دفاعا عن سليمان الاسد…الشعب هو السبب !

 انقسام سوريا الى دويلات استمر  منذد دخول الجيش الفرنسي  , وحتى عام 1936 ,  حيث اصبحت سوريا دولة واحدة تحت الانتداب الفرنسي , ومنذ عشرينات القرن  والبعض يتحدث عن تقسيم  وتوحيد  البلاد !, والحديث ازداد حدة وجدية  في الآونة الأخيرة , ومن المنطقي والطبيعي والضروري  جدا أن  يناقش المواطنين  اشكالية  التقسيم أو التوحيد ,   وحدة سوريا أمر مهم جدا  وتقسيم سوريا أشد أهمية , ويجب أن لايترك هذا الأمر المهم  الا للشعب السوري .
من ناحية أخرى أظن على أن الشعب السوري قد تأخر جدا  في التعامل الجدي الواعي العقلاني مع هذه القضية . ولاتوجد فائدة من التحسر  والبكاء  والنحيب على سوريا ووحدتها , بعد ان احترقت سوريا  وتلاشت وحدتها  , لقد كان على الشعب السوري  أن  يحكم نفسه  بنفسه   , وكان عليه أن  ينتزع حريته  من يد الجلاد , كان عليه أن يثور  قبل  أربعين عاما , الشعب السوري تخاذل تحت سطوة السلطة  لامثيل لها ,فالسلطة  قسمت وشرذمت  وطيفت  من أجل أن تسود , وسادت حتى  عام 29011 بشكل مطلق .
التقسيم  الاجتماعي الآن أصبح للأسف واقع   , ولم يبق الا بعض الأمور الثانوية  والشكلية  الجغرافية  التي  سيتم انجازها  شاء  المواطن  السوري أم أبى ,  التقسيم الاجتماعي هو الأهم  , وبعد التقسيم  الاجتماعي يصبح أمر التقسيم الجغرافي   تحصيل حاصل.
حقيقة لايريد الرئيس مبدئيا  التقسيم الجغرافي  , لطالما  بقيت دمشق   ملحقة بالقرداحة  , ولايريد التخلص من التقسيم الاجتماعي الطائفي , لطالما  أمن له هذا التقسيم ولاء مجموعة يزداد تراصها , والأفضل  بالنسبة لكرسي الأسد  ان تبقى  دمشق تحتها , اما اذا ارادت دمشق  ممارسة الشغب  والفوضى والتمرد! , فالرئيس مستعد لكي ينقل كرسي الولاية الى مكان آخر  ..الى القرداحة , ولما لا ؟  الملك  يبقى ملك , واذا كان من غير الممكن أن تكون المملكة كبيرة ,فلتكن صغيرة , وكل ذلك ليس ذنبه ! , البعض لايريد الأسد الى الأبد , ولايريد احراق البلد , وهناك محاولات لسحب الكرسي من تحت مؤخرته في دمشق .وعلى ماذا يجلس   الرئيس عند سحب الكرسي .؟هل .يبقى معلقا في الهواء؟ هذا ما لايرضاه لنفسه  ولرئاسته  الأبدية , لذا فانه سيتوجه غربا, ويركز كرسيه  في القرداحة ..والمسألة هي مسألة وقت  , والأمر   لايتعلق بالارادة أو الرغبة أو الرفض ,  الواقع يلوي  أطول وأغلظ  رقبة , الواقع هو الذي سيفرض نفسه  بغض النظر عن الارادة أو الرغبة  أو عدمها , اما “أنا” أو الطوفان !اما”أنا” أو لا أحد .
النظام لم يرتكب ,  قياسا  على أهدافه  العائلية والشخصية , أي خطأ , هدف  العائلة أن تحكم وتنهب وتستغل وتسرق وتستبد وتعذب وتسجن , وقد حققت كل ماتريد  ,  اضافة الى ذلك  جمعت اموال  الشعب السوري  , واودعتها  في البنوك  الروسية والايرانية , الذهب  ذهب الى الساحل  والصواريخ ايضا , وللعائلة جيش  وأسلحة  ودبابات , وأموال لاتأكلها النيران   ,من اسخف القول على أن الرئيس يجب أن يرحل  الى روسيا  , ولماذا روسيا ؟ هل محيت القرداحة من الوجود؟؟
سليمان الأسد  , وجيه قرداحي , كالاله سليمان المرشد , وكالزعيم العشائري الهواش وغيرهم , وهؤلاء صاغوا رسالة الى فرنسا عام 1936 , وهذه الرسالة  منشورة طيا , وسبب   التلويح بالرسالة الآن  هو  التحدي  , تحدي فرنسا  للجعفري! , الذي يمثل سوريا  في الأمم المتحدة , ولا أجد سببا للتعاطي مع هذه الرسالة  الآن الا السخف , اذ لاعلاقة  للوضع السوري الآن مع مضمون هذه الرسالة , واذا كانت فعلة  سليمان الأسد قبل حوالي ثمانين عاما  نوعا من الخيانة, فان الخيانة لاتورث  وذلك بعكس الرئاسة , ولا نعرف الآن   الكثير عن  الوضع الذي ارغم    الموقعين تحت الرسالة على صياغتها بالشكال التي صيغت به , هناك أمور كثيرة لاتعرفها ..لقد ارتأى سليمان الأسد  ذلك , و هذا حقه  الطبيعي , وشتمه الآن لايقدم ولا يؤخر !.
أحب التأكيد على أنه لاعلاقة  لنشاطات سليمان الأسد مع واقع التقسيم السوري الآن   ,والذي بدأ  في عام 1963 , ومنذ  عام 1963  والشعب السوري يتخاذل وينفعل , الحرية تؤخذ ولا تعطى   , ولم يكن الشعب السوري لحد عام 2011 فعالا  وفاعلا بل كتخاذلاا متملقا  وبدائي جدا في فعمه وممارسته لوظيفة “المواطنة” , ولم  تكن العائلة هي  الوحيدة التي اذلت الانسان السوري , الانسان السوري أذل نفسه  وخرج في المسيرات  ثم عمل في المخابرات ,ووشى بجاره ..كل ذلك من أجل حفنة من الليرات , ولم يصبح كل مخبر  ومخابراتي ملياردير , والنذالة لاتقتصر على العائلة , انها تتمثل بغالبية الشعب السوري , الذي قبل وتقبل  ما  لايقبل به مواطن أوروبي ليوم واحد , تصورو الأسد كرئيس لدولة أوروبية ؟؟؟ الا أنه من الواضح أيضا  على أن متطلبات  التحرر من  براثن السلطة العائلية الطائفية  فاقت   مقدرة الشعب نفسيا وتربويا وأخلاقيا وماديا , ونتيجة ذلك كانت تملك سوريا من قبل العائلة ..سوريا الأسد , وتخريبها منهجيا  تحت رؤية وسمع مواطنيها , ولم  يعترض  أحد بصوت مدوي على  تحويل جيشها الى فرقة أسدية خاصة  ..كتائب الأسد ….اليكم الرسالة التي وقهعا سليمان الأسد  والتي نشرتأول  أمس من قبل الخارجية الفرنسية :
“نص الوثيقة رقم 3547 بتاريخ 15/6/1936دولة ليون بلوم …رئيس الحكومة الفرنسيةبمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرف نحن زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سورية أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط التالية:إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل .1- إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة إلى الدين الإسلامي، يُعتبر كافرا. لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح بإمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها.

2- إن منح سوريا استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلفان مثلاً طيباً للمبادئ الاشتراكية في سوريا، إلاّ أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا واسكندرون وجبال النصيرية. أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية. إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها أية قيمة ، بل يخفي في الحقيقة نظاماً يسوده التعصب الديني على الأقليات. فهل يريد القادة الفرنسيين أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس؟

3- إن روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام. فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية. لذلك فان الأقليات في سوريا تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد، وها إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين.

وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على عنف القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام. فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونشروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا. لذلك فان مصيراً اسود ينتظر اليهود والاقليات الأخرى في حال إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.!

4- إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال، لكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون إليه لأنها لا تزال خاضعة لروح الاقطاعية الدينية. ولا نظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلون أن يمنح السوريون استقلالاً يكون معناه، عند تطبيقه، استعباد الشعب العلوي وتعريض الأقليات لخطر الموت والفناء. أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سوريا فمن المستحيل أن تقبلوا به أو توافقوا إليه، لان مبادئكم النبيلة، إذ كانت تؤيد فكرة الحرية، فلا يمكنها أن تقبل أن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه.

5- قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة، أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أية قيمة إزاء العقلية الإسلامية في سوريا . وهكذا استطعنا أن نلمس قبلاً في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق التي تمنع من ذبح الأشوريين واليزيديين.!! فالشعب العلوي، الذي نمثله، نحن المجتمعين والموقعين على هذه المذكرة، يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما، ضماناً لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير، ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين، وهو واثق من أنه واجد لديهم سنداً قوياً أميناً لشعب مخلص صديق، قدم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء.

الموقعون:

عـزيز آغـا الهوّاش، ومحمد بك جنيـد، وسـليمان المرشـد، ومحمود آغـا جديـد، وسـليمان الأسـد، ومحمد سليمان الأحمد.”

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *