حتى المخيمات اعلنت الحرب على النظام

المخيمات الفلسطينية تشكل كتائب الأقصى وتنضم الى المعارضة المسلحة , وبعد دقائق من الاعلان عن ذلك عرفت ابواق السلطة على أن هذه الكتائب تشكلت من حثالات الاسلام الوهابي الاخونجي الفلسطيني , وعرفت الأبواق على أن هدف الكتائب هو تحرير فلسطين عبر ابادة الروافض والكفار في سوريا , فورا بدأ الهجاء , الذي يمثل أحط اشكال العنانة الفكرية والسياسية , الأبواق تترفع عن السؤال , لماذا يفغل الفلسطينيون ذلك ؟, وذلك لأن الأبواق لاتشك يوما ما بحكمة القيادة الحكيمة , كل من يعترض على القيادة عن طريق تظاهرة أو رسالة في الفيس بوك أو تشكيل كتائب للحرب ضد السلطة هو حثالة وهابية ,وحتى ميشيل كيلو اصبح حثالة وهابية وجورج صبرا أيضا ..المسيحية تنقلب الى وهابية ..هذا هو تشخيص عباقرة السلطة .
ليس الهجاء المنحط هو الوسيلة الوحيدة , التي توظفها السلطة ورجالها في خدمة الدجل الوطني , وانما هناك , كالعادة , الاقصاء ..حيث يعتبر رجال السلطة تشكيل كتائب الأقصى في المخيمات وانضمام هذه الكتائب الى الثورة السورية , تدخل سافر في الشؤون السورية الداخلية, تدخل فلسطيني في شؤون سوريا , ولهذا التدخل عواقب وخيمة  يمكن الاستدلال على نوعيتها  من التاريخ , من تاريخ المرحوم حافظ الأسد مع المرحوم  ياسر عرفات , من تل الزعتر  ومن طرابلس  ومن ايلول الأسود , يقول رجال السلطة مجددا على أن فتح حاربت مع الاخوان المسلمين في حماه 1982  , وحماس وفتح يقومون بنفس الشيئ هذه الأيام ..ادعاء جديد , الا أنه ضروري في هذا الوقت , وذلك  لتبرير  هجمات السلطة على مخيم اليرموك  وعلى الفلسطينيين ,يجوز للسلطة التدخل في شؤون الفلسطينيين  والاتجار بقضيتهم , الا أنه ممنوع  ان يتخحل الفلسطيني في شؤون سوريا , حتى أن الدفاع عن   النفس ضد هجمات الجيش والشبيحة ممنوع,  نظرا للعداء بين السلطة السورية  وكل من حماس وفتح , والآن حتى مع  اللاجئين الفلسطينيين في سوريا , فهل يعد للممانعة والمقاومة  أي معنى الا معنى محاربة الفلسطينيين .

سبحان مغير الأحوال , فخالد مشعل  الوطني   الشريف  أصبح بين ليلة وضحاها بنظر السلطة السورية عميل للمخابرات البريطانية , ثم ان  الادعاء  بأن سبب تشكيل كتائب الأقص هو  اقدام النظام  والشبيحة على  قصف االمخيمات, ليس الا “ذروة  العهر والكذب  والفجور” , اذ لايحق للفلسطيني  ان يشكو من قنابل السلطة ..قنابل للمداعبة , ومن يشكو  يتحول  الى ارهابي وهابي حسب القاموس الأسدي .

منطق السلطة قطعي , ومن الصعب جدا اكتشاف أي تطور الى الأفضل في هذا المنطق العقيم , الذي قاد  الى خراب البلاد والى الحرب الأهلية .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *