اختفى الدكتور عبد الحليم قنديل عام 2010 بعد إن كتب مقالا عبر به عن شعوره بالعار لكون مبارك رئيس لجمهورية مصر, وقد عدد الدكتور قنديل الأسباب الموجبة للشعور بالعار , وبهذه المناسبة يسأل السوري نفسه عن مشاعره تجاه السلطة الحالية ورأسها , وأظن ان هناك من هو فخور بهذه السلطة وخاصة رأسها , أظن أيضا على أن هناك من يشعر بالعار بسبب رأس السلطة والسلطة أيضا , ومن يسال الفخور عن أسباب فخره يجد الجواب في جريدة البعث , ومن العبث تكرار ذلك , الا انه من المفيد تفنيد اسباب الشعور بالعار , لأنه من غير الممكن تداول هذه الأسباب في الصحافة المحلية, واذا اختفى الدكتور عبد الحلينم قنديل في مصر بعد نشره لمقال العار , فانه من غير الممكن نشر مقال من هذه النوعية في سوريا , ومن ينشره أو يكتبه يعرض نفسه للتصفية الفورية , شنقا ..ذبحا .. اعداما ميدانيا ..سحلا حتى الموت ..الى آخر التفننات السورية في فن التصفيات .
وعلى منوال د. عبد الحليم قنديل , أقول اني أشعر بالعار لأن الأسد لايعرف سوريا وحضارتها وتنوعها وتسامحها , ولو عرف ذلك واحترمه , كما ينتظر من أي انسان , , لما حول سورية الى عصابة مسلحة شعبيا وسلطة , وأقول شعبيا , لأنه بالواقع توجد عصابات مسلحة بين فئات الشعب , الا أن السلطة برمتها عبارة عن عصابة مسلحة ومنذ أكثر من أربعين عاما .
بغض النظر عن شعوري بالعار بسبب رئاسة المرحوم حافظ الأسد لسورية لمدة ثلاثين عاما وتخريبه لسوريا تخريبا ممنهجا , أشعر بالعار بسبب ماحصل يوم 10 حزيران من عام 2000 حيث تم ترفيع الطبيب بشار الأسد بقدرة قادر الى رتبة فريق , وعمره لايتجاوز 34 ربيعا وعشرة أشهر , ولو سمع ذلك الجنرال مونتغمري أو المارشال رومل , لنهضوا من قبورهم وصفعوا الفريق بشار الأسد صفعة مدوية , أين هو الدكتور بشارمن ثاني اعلى رتبة عسكرية في العالم , لم يبق له الا رتبة واحدة ليصبح بشار الأسد مارشال !
في طور مبكر جدا مارس الطبيب فن التزوير (رتبة فريق), وذلك قبل أن يصبح بعونه تعالى رئيسا لهذه الجمهورية البائسة , بعد ساعات وفي نفس اليوم مارس التزويرة الأكبر , حيث عدل الدستور بموافقة 100% من اعضاء مجلس التصفيق والنفاق , ثم أصبح بقدرة قادر أمينا عاما لحزب البعث , وقائدا عاما للقوات المسلحة , ثم رئيسا للجمهورية , ونسبة من صوت الى جانبه كانت 99% , ولم تتغير نسبة التزوير في الاستفتاء التالي لسبع سنوات لانزال ننعم بها , وأريد أن أسأل الفريق ورئيس الجمهورية والأمين العام لحزب البعث والقائد العام للقوات المسلح , اذا كان يشعر بالعار عندما يفكر بهذه التزويرات ؟ وهل يشعر القائد العام للقوات المسلحة بالعار لأنه أول شخص عربي يرث رئاسة جمهورية , وهل يشعر الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي بالعار لأن قدوته كانت كوريا الشمالية (الجبهة الوطنية), ولأنه أصبح قدوة للراغبين بالتوريث في الشرق العربي , دون ادراك حقيقة بلدانهم على أنها جمهوريات وليست مملكات .
اشعر بالعار عندما يشعر الرئيس أيضا بالعارأيضا , لست أكثر حسلسية منه , وأريد التفكير مع الرئيس سوية , وليأخذي فخامة الرئيس على قد عقلي , اليس من المنطقي الشعور بالعار , لكون رئاسته أوجبت اختراع مفردات جديدة فبي اللغة العربية , ويا ليتها مفردات يمكن الفخر بها , منها مفردة “جملوكية ” وهذه المفردة لاتمت الى كنز مفردات اللغة العربية بصلة , وابتداعها, كان ضروريا لتوصيف حالة التوريث في الجمهوريات , الذي لم يسبق عائلة الأسد عليها الا عائلة أيل سونج وجونج في كوريا الشمالية , ويا ليت جملوكية آل الأسد كجملوكية آل كيم سونج وكيم جونج من حيث مؤشر الفساد , ومرتبة كوريا الشمالية متقدمة جدا على مرتبة سوريا الأسد التي تحمل الرقم 147 , لقد جلب آل الأسد وباء التوريث الى العالم العربي , وبالتالي سساهموا في أفساد الأجواء السياسية أكثر مما هي فاسدة وهذا ما ساهم بشكل كبير في انفجار الربيع العربي , ومن هذا المنطلق أقدم لك ياسيادة الرئيس جزيل الشكر , حيث كنت عاملا مهما في انفجارات الربيع العربي ’ بالطبع أنت لاتعترف بشيئ اسمه الربيع العربي , انك نعيش في اسطورة الربيع الأسدي .
عودة الى مؤشر الفساد , عندما بدأت ولايتك المبروكة , نالت سوريا علامة 3,8 /10 , وعلى مدار السنين وخاصة في الولاية الثانية نالت سوريا علامة 2,1/10 , في حين نالت النرويج تقريبا 10/10 , وترتيب سوريا الآن قريب من ترتيب الصومال , ولا يوجد أي مؤشر على تحسن العلامة , أليس من العار أن تتأخر سوريا تحت قيادتم الحكيمة بدلا من أن تتقدم ؟
اضافة الى زيادة ثراء كنز المفرات العربية بمفردة -جملوكية- فقد توسع الثراء بمفردة أخرى , لا أفخر بها , وهي مفردة -الشبيحة- حيث ان هذه المفردة ولدت في الولاية الأسدية الكريمة , وذلك تلبية لضرورات ملحة , لقد عرف عهدكم الكريم ولادة مجموعة من الحيوانات , وبعد الولادة كان من الضروري اطلاق اسم على المولود الجديد , وقد فرض أسم -الشبيحة -نفسه بقوة , وأصبح الاسم الجديد لكامل اركان السلطة , الشبيحة في كل مكان , مجلس شعب الشبيحة , وزارة الشبيحة ..اعلام الشبيحة ..الخ ومن المؤكد على أن التاريخ سيشهد الى يوم القيامة بوجود الرابط بين مفردة بشار الأسد ومفردة الشبيحة ..فهنيئا لك يادكتور بشار , لقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه !ا
ولي مع الدكتور بشار جولة أخرى بخصوص الغاب والأسود وغير ذلك ,فيا سيدي الرئيس الا تشعر بالعار عندما يقال على ان حكمكم حول البلاد الى غابة , ولا أقصد هنا اخضرار الغابة وكثرة اشجارها , ولربما الأصح القول على أن حكمكم الكريم حول البلاد الى صحراء للقانون والقيم ,واستعمال كلمة “غابة “مجازي , ويا ليت سوريا نضرة كنضارة الغابة , الا ان سوريا توحشت , حيث يصول ويجول الوحوش بها, يفترسون كل شيئ باسم الحل الأمني , الذي ليس بحل ولا هو أمن , ولا يمكن تسميته حلا , لأن المجتمع السوري انحل تحت وطأة هذا الحل وتشتت وأصبح حسب تعريفكم له مجرد عصابات , تتصدرها عصاباتكم من الشبيحة , ولا هو أمن , لأن الخوف والهلع ازداد بشكل لايتصوره انسان , وما هو معنى “أمن” عندما يتوجب على الأمم المتحدة تقديم الغذاء لمليون ونصف مليون سوري , وعندما يتواجد أكثر من مليوني نازح داخلي , هذا ماعدا النزوح الخارجي , وهل النزوح دلالة على شعور المواطن بالأمن ؟ياسيادة الرئيس ؟
المضحك المبكي ياسيدي الرئيس يتمثل بتصرفات ممثلكم في مجلس حقوق الانسان , حيث لاذ الحموي بالهروب أمام طوفان من التهم الموجهة الى سيادتمم , يقولون انكم أجرمتم بحق الانسانية …..معاذ الله ! وبالرغم من الغضب الذي ألم بممثلكم في هذه الجلسة الهائجة , لم يفتقر السيد الحموي على الرد المناسب لهذه التهمة الجائرة , اذ اتهم الأمم المتحدة بالتقاعس في تقديم المساعدات الغذائية والطبية للشعب السوري , ولم يقدم من هذه المساعدات الموعود بها الا 25% ,ولم ينتبه النبيه الى الاشكالية هنا , الأمم المتحدة تقول ان مرتبة سوريا في قائمة الفساد في العالم هي المرتبة 147 , وهذ هو دليل على ان المساعدات الغذائية غير ضرورية قياسا على وضع البلادالطبيعي وقياسا على ثروات البلاد , الا أن الفساد التهم كل شيئ , وقد اعلنت الأمم المتحدة عدة مرات عن حاجتها للتبرع بمبلغ أقل من مليار دولار من أجل اطعام الناس , والأمم المتحدة تعرف انه يوجد في جيوبكم العامرة أضعاف أضعاف هذا المبلغ , وحتى ابن خالتكم رامي مخلوف يملك من المسروقات أكثر من عشرة أضعاف هذا المبلغ , والدكتور المغفور له جميل يملك من المسروقات أكثر من خمسة أضعاف هذا المبلغ , وأخيكم المرحوم باسل ترك على حسابه اكثر من عشرين من أضعاف هذا المبلغ , وبالنسبة لكم , فيقال الكثير ولايجوز الآن اجراء جرد لموجوداتكم , لأن الحبل على الجرار والرقم النهائي سيعرف بعد عشرات السنين من حكمكم الميمون .. سوف أكتفي الآن بهذا القدر من العار , والى اللقاء في مناسبة أخرى