إطلالات كيلو على الفضائيات التي تقتات على الدم السوري تكاد تكون شبه يومية إلى درجة تخاله يغار من سفيه مثل رياض الأسعد كونه بات يحظى بالحضور التلفزيوني الوهابي أكثر منه, ولأنه في أعماقه ينظر إلى نفسه باعتباره ذمياً وليس مواطناً سورياً, فهو أجبن من أن ينتقد الخطاب الفتنوي لتلك الفضائيات المجرمة التي تستضيفه, فجلّ همه ان لا يطويه الاهمال, وأن يبقى تحت الاضواء بمعزل عما يهذي به, مزاوداً بخطابه على خطاب يوسف القرضاوي ومحمد العريفي وجرائم الحمدين(اقرأها: الحمقين) وآل سعود.سبق لكيلو أن كتب آواخر القرن الفائت في صحيفة “الكفاح العربي” المدعومة (سابقاً) من القصر الجمهوري السوري مقالاً بعنوان “لماذا لا يحتج المثقفون العرب”, زعم في مقاله أنه يسجّل موقفاً على تعيين وزير الاعلام الوهابي السابق لمهلكة ال سعود وكان سفيراً لهم في بريطانيا(ربما كان اسمه غازي القصيبي) ممثلاً للعرب في منبر ثقافي أممي, إذ كيف -من وجهة نظر كيلو- يمثّل العرب وثقافتهم شخص يتبع لدولة لا تعترف بإنسانية الإنسان ناهيك عن حقوقه!.. لكن, على رسلكم, سنتذاك كانت “الموضة” تتطلب من مدّعي العلمانية والتقدمية في سوريا أخذ موقف حازم من آل سعود وثقافتهم الاجرامية, فكان كيلو سبّاقاً لهذه “المكرمة”, ضارباً عرض الحائط بالترويج لثقافة آل سعود التي كان من أوائل مدشينها شمبانزي الثقافة اللبنانية المدعو حام صاغية صاحب دار الساقي.قلّة هم الآن الذين يفخرون(خارج المنظومة الاعلامية الوهابية) بنشر ثرثرات ولغو ميشيل كيلو وأحقاده التي انفجرت دفعة واحدة مع “إشراقة” خريف الإسلاميين ووبائهم الأصفر, ومن هؤلاء القلّة طلال سلمان تلميذ سعيد فريحة, والأخير كان قواداً (بالمعنى الحرفي للكلمة) للأمراء الوهابيين في لبنان(1) طوال عقد ستينات القرن الماضي وجزء غير قليل من عقد سبعيناته. وبالرغم من ذلك, يخجل طلال سلمان من نشر أحقاد كيلو وتشفيه لاستشهاد القادة السوريين عبر صحيفته التي تمتهن معرفة كيفية أكل الكتف, عدا عن مساهمتها في سفك الدم السوري مطلع الأزمة..لا تعرف تخاريف كيلو وأوهامه ضوابطاً ولا حدوداً, فهو من سبق أن أفادني بما كنتُ قد ذكرته منذ سنوات (2) عن القلم المزعوم الذي كان برفقة رفيق الحريري الذي سجل من خلاله تهديد الرئيس السوري له! وبحسب زعمه أن الحريري أرسل نسخاً من التسجيل لكل من رئيس وزراء باكستان(كان سنتذاك براويز مشرف ان لم أكن مخطئاً) والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك والرئيس المصري السابق حسني مبارك(لماذا تجاهل إرسال نسخة إلى والده -الروحي إن شئتم- عبد الله بن عبد العزيز؟ لا جواب لديهم), وعلى عهدة ميشيل إن من أخبره بهذه الخبرية العصية على التصديق هو جوزف سماحة فتى بشير الجميل والمبشّر بمشروعه الطائفي المقيت قبل ان يكتشف أنه ناصري ويرأس تحرير صحف تزعم أنها قومية, وغني عن البيان ان لا وجود للقلم المُسجّل إلا في عقل ميشيل ومُحدثه إن كان صادقاً في نسب الرواية له.
استشهد آصف شوكت ورفاقه القادة, نعم استشهد آصف ورفاقه, دون أن نسمع من أحد باستثناء كيلو أن تهديداً وجّه له بالقتل أو محاولة للشروع بقتله, من قبل شوكت, وهاهو الكيلو ما زال يقفز –على خفة عقله لا وزنه- من فضائية دم إلى أخرى تختص بالفتنة نافثاً بغضاءه في الداخل السوري باسم الشعب السوري!
قبل المضي في سفر هذايانات ميشيل كيلو الذي يبدو ان لا نهاية له, لا بأس من تثبيت رأينا بآصف شوكت الذي نميل إلى أنه لم يكن في فساده المادي يختلف عن أي رجل آخر وصل إلى مواقع متقدمة في هرم السلطة, ويمكن أن تجد المئات في محافظة طرطوس يحدثونك عن استغلال أفراد من عائلته(بعض أشقائه وأبنائهم) لمنصب شقيقهم وفرضهم بعض مايريدونه على مستوى المحافظة, وأجزم أن بعض هذا قد جرى, بيد أن يكفيه لآصف شوكت فخراً ومناقبية انه ترفع عن صغائر من كنا نحسبهم كباراً ونُخباً ومثقفين وقادة رأي وفكر.. من كنا نتلهف للقياهم تلهف الإرهابي -ربيب ميشيل- للقاء الحورية المزعومة في الجنة.. يكفيه لشوكت(ورفاقه) فخراً أنه جاهد في الجولان وساند حركات التحرر في فلسطين ولبنان في ما كان الكيلو ومشتقاته وأشباهه يمتهنون تأجير أقلامهم وألسنتهم لهذا النظام أو ذاك وفق مجريات الرياح الدولية والإقليمية كعاهرة تتاجر بما تبقى من مفاتن جسدها.. بالمناسبة سمعت من حكم البابا(في أول اعتقال لعلي العبد الله) أن شوكت كان صديقاً لفؤاد بلاط(لا نعرف موقع بلاط هذا في الوقت الراهن وإن كنا نعلم إن ابنه عمر شمّر عن زنديه مطلع الأزمة دعماً لـ”الثورة”, ولا نعرف ان كان شمت كما فعل آخرون عقب استشهاد القادة) وفي إحدى المرات أراد شوكت الاتصال ببلاط ففوجئ بأن خط هاتفه مقطوعاً فاتصل بمسؤولي الهاتف طالباً منهم اعادة الخط لبلاط على ان يدفع ما ترتب عليه من فواتير أول الشهر.. كانت مناسبة حديث حكم البابا هي تفكيره أن يتوسط بلاط لدى شوكت بغية أخذ حاجيات لعلي العبد الله في السجن(الشهادة لله, كانت تلك مبادرة شخصية من حكم البابا الذي أظن أن من سماته الوفاء لمحبيه بالرغم من فيض أحقاده وطائفيته التي رائحتها تزكم الأنوف)..
كثيرة هي الشائعات التي قيلت في و عن شوكت وغالباً كان مصدرها اوساط المعارضة السورية بالتواطؤ مع حثالة 14 اذار اللبنانية, ومنها على سبيل المثال انه هو من قدّم التسهيلات لاغتيال عماد مغنية قبالة مبلغ مالي مغر! يومها سألت احد المسؤولين الأمنيين أصله من ريف دمشق كان يحظى باحترام غالبية المعارضين السوريين قبل أن يكتشفوا أنهم حلفاء للناتو وأحباء له, إن كان يوجد شيء من هذا القبيل؟ فأجابني بعد أن ابتسم: “يارجل, المنصب الذي يشغله اللواء آصف –كان رئيساً لشعبة المخابرات الغسكرية- أكثر أهمية من أن يباع أو يشترى بأربعين مليار ليرة أو دولاراً كما يشيع أصحابك(قاصداً المعارضة). ومن تلك الشائعات تلك التي كنتُ شاهداً على كيفية صنعها في صحيفة المستقبل اللبنانية, وقد ذكرتها في مقال لي منذ قرابة العامين. عدا عن شائعة اعداده لانقلاب في سوريا!
صحيح اني لم أكن أعرف آصف شوكت على الصعيد الشخصي, ولم يسبق أن رأيته إلا رسماً, والأصح من ذلك انه كان صديقاً حميماً للكثير ممن باتوا معارضين اليوم وفق مقولة “بدنا نركب الموجة”, والصحيح كذلك إن الكثير من مدّعي المعارضة اليوم كانوا يتوددن منه, وكنت أسمع من مصادر أخرى انه كان يقصيهم عن مجلسه لاعتقاده بنفاقهم أولاً وعدم صدقهم مع ذواتهم ومايزعمون انهم يطالبون به ثانياً, والاهم لمعرفته –بحكم موقعه- بتاريخهم الذي لا يشرف حتى كلباً أجرب.
لم يستشهد آصف شوكت (ورفاقه) في ساحات الجولان التي خبرها(وخبروها) في اكتوبر 73 , وهي ساحات أفترض أن ميشيل كيلو وأمثاله من قبيل العاهرة المُكناة بسمير العيطة مثالاً لا حصراً, أجبن من أن تطأها أقدامهم, بيد أن شوكت ورفاقه القادة استشهدوا وهم يقارعون ما هو أكثر خطراً وهولاً من حرب تشرين, ألا وهو صهاينة الداخل من حملة الجنسية السورية تسندهم الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها اسرائيل وزيلها المدعو بالاتحاد الأوربي وحركة طالبان والقاعدة بكل ما أوتيت من ارهاب مع تغطية “أخلاقية” لم يشهد لها التاريخ مثيلاً لجرائم هؤلاء الصهاينة من قبل ميشيل كيلو وأمثاله من مجرمين محترفين كياسين الحاج صالح وبرهان غليون مع بصاقه المستمر عبر الفضائيات والدعي لؤي حسين وحيزبونته ولن ننسى وزيرة السكس في سوريا في أول حكومة اسلامية بعد رحيل النظام, و لا يتسع المقام لذكر بقية المجرمين من زاعمي الفكر والثقافة الذين جعلوا الوسخ أكثر قذارة من بعد لعقهم له (التعبير للصديق عيسى أحوش في لبنان).
آخر مرة قابلت من كنتُ أرى فيه المثل والقدوة (ميشيل كيلو) كانت آواخر صيف 2009 بعد خروجه من السجن, فقد صحبتُ أحد المفكرين السوريين قاصداً تهنئته بالخروج من السجن.. خلال جلستنا نفى أنهم وجهوا إليه اي سؤال في التحقيق حول مقاله الطائفي سيء الذكر (نعوات سورية), مبرراً أنهم سجنوه -وفق ما قالت له نجاح العطار, على عهدته- لأن بعض أجنحة النظام منزعجة منه وتريد قتله, فارتأى الرئيس بشار الأسد وضعه في السجن كي لا يُقتل حسبما نقل لنا عن لسان الدكتورة العطار.. لحظة انتهائه من سرد روايته نظر إليّ وقال لي: “هذا ليس للنشر”, فربما كان سمع بعد خروجه من السجن عن التغير الذي طرأ على مواقفي بدليل أنها المرة الأولى التي يطلب مني ذلك الطلب “ليس للنشر”.. إذاً, يزعم ميشيل أنه سجن للسبب المذكور آنفاً, وهو كاذب في زعمه هذا كما كانت تكذب محكمة أمن الدولة علينا وعلى محكوميها بالتهم التي كانت تنسبها لهم, فببساطة سجن ميشيل للقائه علي صدر البيانوني في المغرب ذات يوم من عام 2005 وعلى أثر لقائهما أتى إعلان دمشق, والصواب إعلان قندهار كما أطلق عليه نضال نعيسة في حينه, الذي باركه الاخوان المسلمون لحظة صدوره!
ثمة الكثير مما يستحق ان يُقال لكني أكتفي بهذا القدر الآن, فمن ترفع عن النيل من جيفة تعيش بين ظهرانيننا فلم يقربها تعففاً, حري به أن يُقتدى, وأعني الشهيد آصف شوكت, أما الجيفة فأفترض أنها عرفت نفسها.
(1) يذكر الروائي السوري عبد الكريم ناصيف في روايته “الحلقة المفرغة” وهي أول عمل روائي له وصف بالفضيحة السياسية سنة صدورها, أن الأقدار تسوق بطلة الرواية الفلسطينية “ناديا” إلى رئيس تحرير إحدى الصحف العربية الذي يعجب بجسدها فيرسلها لبعض أمراء الكويت.. في حوار صحفي أجريته مع الروائي ناصيف لصالح جريدة “النور” منذ قرابة العشر سنوات ذكر لي أن المقصود بالصحفي هو سعيد فريحة الذي كان يعمل قواداً لأمراء الخليج.
(2) ذكرت هذه المعلومات في مقال لي في نشرة “كلنا شركاء” بعنوان “إلى صديق أحبه في فريق 14 آذار”, وذلك في ربيع 2008, لكن يومها امتنعت عن ذكر اسم ميشيل كيلو باعتباره كان سجيناً.
أُبيّ حسن
“الحقد المشترك على النظام لأسباب شخصية” هذا هو منطق أبي حسن ..المعارضة هي “حقد” ورقض النظام لأسباب موضوعية هو لأسباب شخصية , وهذا يوحي بأن النظام موضوغيا غلى أحسن حال , ولا غبار غليه !. !
لطالما كان أبي حسن متأكدا من ثبات النظام عارضه , وعندما شعر أبي حسن بالمخاطر المحدقةبالنظام جند نفسه في خدمته كأي شبيح ’آخر , ومعارضة المذكور أبي حسن لم تكن الا تمثيلية تهريجية , ثم استقالته من المعارضة عن طريق اصداره لبيان الاستقالة ماهو الا تمثيلية سمجة , ومن هو أبي حسن ليصدر البيانات ..الشبيح يذبخ بدون بيان, , وأبي حسن يذبح الآن بشكل غير مباشر , وعنما يتطلب الأمر الذبح المباشر فلا أظن على أن شيئا يردعه , المخلوق الطائقي يذبح ويشرد ويقتل , ولا يردعه شيئا عن ارتكاب الفظائع .
لقد بلغت وقاحة أبي حسن درجة متقدمة جدا , تحسر أبي حسن لمقتل آصف شوكت , وهذا طبيعي , الا أنه تمنى موت ميشيل كيلو , وهذا هو منتهى البربرية الوقحة .
وصم أبي حسن المرحوم آصف شوكت بالفساد , وصفة الفساد هذه لم تعيق الفاسد لأن يصبخ بطلا قوميا , لقد أفلست القيم , ومن الممكن القول الآن ..هناك بطل فساد …لايمكن الصاق كلمة البطولة بالموبقات ..الا من قيل أبي حسن !
الهاوية التي وصل اليها نعيق أبي حسن ليست غريبة , الاحونجي كالعرعور وحسن لايتورعون عن شيئ , الفساد يستقيم مع المواطنة الصالحة , وبطل 1967 هو بطل بالرغم من فساده , وأصلا لاوجود في67 الا لأبطال الهزيمة والخيانة ..كفانا تشدقا