هروب ..لماذا ؟

تمكنت صياح هذا اليوم مجموعة من الجنود السوريون وعائلاتهم   من الهروب جماعيا الى تركيا  , عدد العساكر , ومن بينهم ضباط من رتب عالية , كان 85 عسكري , والمجموع  مع العائلات كان  حوالي 250 سوري .  وقد كانت  هذه المجموعة من أكبرالمجموعات التي لجأت الى نركيا  دفعة واحدة .

من المنتظر  أن تقول الجهات الرسمية على أن هؤلاء خونة ,مرددة ما تقوله دائما  , وهل يمكن علاج  ظاهرة الهروب والانشقاق , بتصنيف البشر بين خائن ووطني ,  وهل البقاء  في الجيش   وممارسة  تقتيل المواطنين هي وطنية ؟, ولما لهؤلاء اشكالية مع بشار الأسد,هل  الاعتقاد بأن شخص بشار الأسد هو المشكلة في البلد  خيانة للبلد ؟

القول ان بشار الأسد  هو مشكلة البلد ليس خيانة حتى لبشار الأسد , وليس من واجب الانسان السوري أن يكون  وفيا  لبشار الأسد   , كما أنه ليس من واجبه تأييد بشار الأسد , الا أنه من  واجبه الطبيعي أن تكون للانسان رؤية معينية مبنية على قناعة شخصية , كا أنه من واجبة  استخدام مبدأ الشك الديكارتي -الخلدوني , ومن واجبه   الشك بنتائج استفتاء , يقال ان بشار  الأسد  نال به به لمرتين على التوالي ما يعادل 99% من الأصوات,  كم انه من واجب الانسان أو المواطن  أن يسأل السلطة عن تفسير لهذه  التزويرة  ,  على السلطة البرهنة على أن الاستفتاء لم يكن مزور , واذا لم يكن بمقدورها ذلك  , فعلى الرئيس الاعتذار  من الشعب الذي شوه الرئيس ارادته ,هكذا تجري الأمور  في  بلاد البشر , وغير ذلك  هو من ممارسات مجتمع البقر .

السلطة لاتستطيع ان تبرهن , ولا تظن على أنها ملزمة  للبرهنة للمواطن عن أي شيئ ,  لأنه لاحدود  لاحتقارها للمواطن , هنا اريد ايصال السلطة الى نتيجة لذلك , فنتيجة ذلك هو رفع السلاح بوجه السلطة الغبية الغاشمة , وحيث أن كل المحاولات الضرورية  السلمية لردع السلطة عن   غواها  فشلت ,وأساسا مكتوب عليها الفشل  , لذا فان قسر السلطة لكي ترحل   أصبح أمر لايتعلق  بالرغبة أو المنهجية أو  المبدأ  , وانما مع الضرورة , التي تفرض نفسها شئنا أم أبينا , العنف ليس هواية  ولايرغب به أحد  ,انما هو  وضع قسري  , ومن اجبر المواط ن على ممارسة العنف هي السلطة , وذلك عن طريقين , الطريق الأول هو  التربية التي  تلقاها المواطن  في السنين الخمسين الماضية  , والتي لامعالم لها الا العنف السلطوي , والطريق الآخر  هو الحاجة الى  افهام السلطة  , على أن الأمر لايمكن له أن يستمر  بالشكل السابق , الشكل السابق يمثل اعتداء مزمنا على ارادة المواطن , ويوما ما  سينفجر الوضع  , وقد انفجر  !, ولا يمكن لأحد   أن ينتظر  الا الانفجار بعد الاحتقان .

لايوجد مسالم  أبدي  , وحتى السيد المسيح لم يكن مسالما في كل الأحوال   , ولا يوجد  عنيف أبدي , من  يطلق الرصاص هذا اليوم  , قد  يتسلح بغصن الزيتون غدا  , ومن  يتسلح بغصن الزيتون هذه الأيام , قد يطلق الرصاص غدا …  لاحدود لأملي  في مقدرة الانسان  وفي امكانياته  الغير محدودة , الا أنه لا أمل   في سلطة فاسدة  وغبية ومستبدة  , أن تتمكن من الانقلاب على نفسها ,  ديناميكية الفرد هي غير ديناميكية المجموعة  ,  ومجموعة السلطة التي نحن بشأنها  هي مجموعة ساقطة  , ثم انها بالواقع سقطت , لا أذرف دمعة واحدة عليها !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *