المقاومة والممانعة والأستاذ رامي مخلوف

قال  الأستاذ رامي مخلوف «إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا، فلن يكون هناك استقرار في إسرائيل. لا يمكن لأحد أن يضمن ماذا يمكن أن يحدث، لا سمح الله،  وماذا يمكن أن يحدث يا أستاذ رامي ؟

على الأستاذ رامي التأكد من حقيقة  انه محظوظ جدا لكونه ابن خالة الرئيس ,فالرئيس  مدمن على تطبيق نصوص المادة 268 من الدستور السوري , ومحبوسية مقولة من هذا النوع  هي  عشرة سنوات على الأقل , وهذا ماتبرهنه ممارسات القضاء السوري أو المخابرات  , ففي معظم الأحوال تكون المخابرات متأكدة من الحكم الذي سيصدر  في حال عرض القضيه عليه , لذا يسجن الجاني أكثر من عسشرة سنوات  على ذمة التحقيق , ولماذا المزيد من البيروقراطية  وعرض الواقعة على  القضاء  الحر ,  عندما يكون الأمن متأكدا من الحكم الذي سيصدر , لذا الى السجن ياميشيل كيلو ويا  حسن عبد العظيم ويا ياسين الحاج صالح  ويا اكرم البنيي  ويا  رياض الترك  ويا..ويا .. عشرات الألوف من السوريين , ماعدا رامي مخلوف , قدس الله سره ,   وهل عند الرئيس 23 مليون ا بن خالة , وكما هو معروف , فالأقرباء أولى بالمعروف .

قيمة هذه المقولة  هي  بقيمة  تهمة الخيانة العظمى  حسب المعتاد في سوريا  , الا أن  الرئيس لايهتم كثيرا  بالتعمق في  التحليلات والتفسيرات , وخاصة التناقضات التي برع بها في أكثر من مناسبة ,  وهنا اريد القول  معتذرا من الرئيس وابن  خالته ,  على ان الاسيتقرار  هو الرحم الذي تولد منه القوة , أي أن استقرار سوريا يعني قوة اضافية لسوريا ,  وبسبب العداء التاريخي مع الصهيونية  , ستكون القوة السورية الاضافية  متعبة لاسرائيل , وقول الأستاذ رامي , على أن أمن أسرائيل  هو من أمن سوريا , يوحي  بوجود شيئ من  الاتحاد بين سوريا واسرائيل , وهذا مانسميه عربيا   وحدة المصير , أي أن  هناك مصير واحد لسوريا وايسرائيل  , ومن المنطقي والبديهي  أن  يعمل الطرفان على تحاشي كل مكروه .

هل من العجيب أن اصاب بالغثيان عند سماعي رامي  مخلوف و كلاما يشير الى وحدة المصير بين سوريا واسرائيل  , وقد تعلمت في المدرسة الابتدائية على أن مايجمع العرب اضافة الى التاريخ المشترك واللغة وغير ذلك أيضا وحدة المصير, وأمرنا مع اسرائيل هو أمر وجود وليس حدود , وطبقا لأقوال رامي مخلوف لايمكن لدولة المقاومة والممانعة   ان تسعى الى اقتلاع اسرائيل من الوجود  , عنما تجمع سوريا واسرائيل وحدة المصير !

هناك وقائع تشير فعلا الى وحدة المصير , وأحيان كان العدو المشترك هو الفلسطينيين , كما حدث في تل الزعتر في يوم 14-8-1976, حيث حاصرت القوات السورية التل  ,وبقي الفلسطينيون دون  ماء اوغذاء , كما هو حال السوريين الآن , وحتى في تلك الأيام كانت موضة الاعدامات الميدانية معروفة جدأ , العقيد على  مدني أبرع بهذه  الفنون الميدانية   , كما يفعل الآن  خلفه من عسكر الأسد , وان كان من الضروري  تقديم مثل آخر  ,  فمثل احتلال بيروت عام 1982  تحت سمع وبصر القوات السورية معروف جدا , حيث أمنت لها القوات  الاسرائيلية مخرجا  آمنا للقوات السورية  برعاية فيليب حبيب ,  وبنتيجة ذلك  رفض عرفات الخروج  الى دمشق  وفضل الذهاب الى اليونان , كاشارة سياسية عن المشاعر الفلسطينية تجاه الأسد الأب . ا

الوضع تكرر في عام 1983 , حيث  حاصرت القوات السورية  ياسر عرفات في طرابلس  بعد عودته الى هناك بسبب مخيم نهر البارد  , وبعد سقوط أكثر من 1000 قتيل  فلسطيني  , كان على عرفات أن يغادر طرابلس   الى الخارج  , وليس الى قلب  العروبة النابض سوريا , وقد حالف الحظ عرفات  عام عام 1983 , اذ نجحت وساطة السعودية ومصر لدى الرئيس حافظ  لترك عرفات يذهب  , وذهب الرجل دون عودة .

مايخص الوضع السوري الداخلي  , يمكن القول على أن السلطة الأسدية  أكثر حزما وجزما  في مكافحة    فئات من الشعب السوري , ومن المنطقي أن تكون السلطة الأسدية  أشد حزما وجزما , لأنها , كما تقول , تواجه عصابات مسلحة , في حين تواجه في حالة اسرائيل دولة  وجيش , ولم تصف السلطة السورية يوما ما اسرائيل بأنها عصابات مسلحة , لذا فان التعامل مع اسرائيل  هو غير التعامل مع العصابات المسلحة , التي انتشرت في البلاد  وبائيا  من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب  ومن الشرق الى  الغرب .

الشعب الذي  تصفه السلطة بالعصابات المسلحة , هو الشعب الذي احتضن الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين , وهو الذي قدم  كل شيئ برسم  المقاومة , التي لم تقاوم اسرائيل ,وانما  تقاومه    وتقتله وتسرقه  وتذله وتغتصبه  وتلغي حريته  وتزور ارادته ,  هو الشعب المخدوع , الذي اراد أن يفخر بجيش البلاد , واذ جيش البلاد قد تحول الى كتائب خاصة ,  هو الشعب الذي اراد أن يفخر بوطنه  سوريا , واذ بسوريا تتحول الى مزرعة خاصة .

قد  تمثل مفاكرة رامي مخلوف  سياسيا    الكثير من الارهاق  لعقله   , وبعض التضخيم   لرأس  بدون فكر , رامي مخلوف  مخلوق متخصص في كار السرقة والنصب والاحتيال , وما يقوله سياسيا  هو بمثابة الضراط على البلاط , اعتذر من  القارئ لاعطائي هذا المخلوق  أهمية لايستحقها  , الا أني اردت بهذه الأسطر تقديم مثل حي  عن رجالات السلطة , ومنهم من هو حقيقة  أسوء من رامي مخلوف بدرجات .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *