سجل أنا خالد أبو صلاح …. معجب “بخيا” رائد صلاح
سجل أنا فلسطيني…. حولني عرب ” ضرطي” إلى سوري
وإلى ثائر مأجور نبّاح
الثورة الإسلامية تدار من الخارج والسوريون ليس لهم فيها سوى دمهم ودم أبنائهم. اكتشفنا مؤخراً أن المناضل النصاب خالد أبو صلاح الذي تصدر اجتماعات المعارضة هو لاجئ فلسطيني أي أنه لا يحمل الجنسية السورية. الفلسطيني أبو صلاح هدد بأن ثوار الداخل سيشكلون مجالسهم. السؤال هنا من اختار أبو صلاح وغيرهم من النصابين لتمثيل “الثورة” وهيئاتها، ومن شكل هذه الهيئات ؟! الواضح أن عملية التعيين والتدريب تمت بالخارج وتمت بالمرحلة التحضيرية التي سبقت الأحداث في سوريا. المنطق يقول (إذا بقي منطق) أنه من الصعب أن يقبل الكثيرون بخالد أبو صلاح كونه فلسطيني لينطق باسم ثورة سورية. المشكلة والكذبة الحقيرة هي إخفاء خالد أبو صلاح هو ورعاع المعارضة هذه المعلومة إلى أن قرر أعضاء المجلس الوطني إخراسه وتذكيره بأنه فلسطيني. الكثيرون ممن أعجبوا بكذب خالد أبو صلاح وطريقته المميزة بالنصب والفبكرة والردح صدموا بمعرفة أنه فلسطيني، كرجل صدم بفتاة أحبها وتعلق بها وقرر أن يتزوجها ليتبين له في “المعمعة” بأنها “رجل”.
ربما أبو صلاح يحلم يأن يحرر سوريا ويقيم الخلافة وثم يجهز جيشاً ليفتح به بيت المقدس ويعانق شيخه رائد صلاح أو ربما عنده حلم بتحويل سوريا إلى فلسطين أخرى وأهلها إلى لاجئين. الإشكالية هنا في قضية أبو صلاح واسمه الحقيقي “عدنان الحميد”( ولا أعلم لماذا أخفى اسمه الحقيقي في حين أن وجهه مكشوف)،هو أنه لاجئ فلسطيني في سوريا لا يحق له الترشح لأي منصب في سوريا فكيف يكون ناطق باسم “ثورة” سورية و باسم الشعب السوري. اختياره لهذه المهمة جاء من قطر التي تربطها بالفلسطينيين من جماعة حماس والإخوان علاقة تحالف وطيدة والدليل سيطرة هؤلاء على مفاصل قناة الجزيرة. لا أدافع هنا عن النظام الذي أعطى الفلسطينيين الكثير من الحقوق وأحياناً على حساب أبناء البلد، ووضعهم في ظل النظام السوري أحسن من وضعهم في الكثير من البلدان العربية ومنها لبنان على سبيل المثال والذي لا يسمح للفلسطينيين فيه بالعمل. الثورة بالنسبة لأبو صلاح ومن أعده لهذه المهمة هي ثورة إسلامية لإقامة نظام إسلامي وربما هنا لن يحتاج أبو صلاح لجنسية سورية ليمثل السوريين حيث سيكون انتماؤه الديني هو جواز سفره. لم أسمع تعليقاً أو تنديداً من هذا الجرذ الثوري “المتأسلم” المأجور على أبناء جلدته من العسكريين الفلسطينيين الغير مسلحين الذين خطفوا وذبحوا وسلخوا كالنعاج من قبل عصاباته الإسلامية أثناء عودتهم من مصياف إلى مخيم النيرب في حلب فقط لأنهم يرتدون البدلة العسكرية!!!!!!!! ولكن أبو صلاح حزين ويتألم لدماء السوريين التي جعلت من شخص نكرة فاشل مثله من أعلام “الثورة”. لا يحق لأبو صلاح ولا لأي فلسطيني لاجئ ولا لأي شخص غير سوري أن يتدخل بشأن داخلي سوري أو أن ينصب نفسه وكيلاً عن الشعب السوري.
إنكار الحرب الأهلية
الطرفان متفقان على أمر واحد وهو إنكار وجود حرب أهلية لأن الاعتراف بوجودها بالنسبة للنظام هو اعتراف بالعجز والانهيار، وبالنسبة للمعارضة فإن اعترافها بوجود حرب أهلية سيظهرها للعالم وكأنها جبهة سنية تحارب نظام علوي. إخفاء المصيبة لا يلغي وجودها. من أجمل ما سمعته عن إنكار الحرب الأهلية هو كلام “الحرة” المفكرة والأستاذة السمراء الشقراء “معاً” فرح أتاسي على قناة البيبيسي (أقصد هنا هيئة الإذاعة البريطانية وليس المشروب الغازي المنافس للكوكا كولا) والتي ردت عندما سألها المذيع عن وجود حرب أهلية فقالت” لا وجود لحرب أهلية إطلاقاً” بل أنها قررت أن تبتكر تعريفاً جديداً للحرب الأهلية وأخذت دور الأستاذ لتشرح لمذيع القناة أن الحرب الأهلية هي عندما يكون هناك “حرب بين مدينتين أي بين حلب وحمص مثلاً”!!!
هذا النظام من ذاك الشعب وهذه المعارضة من ذاك النظام …. هذا هو ملخص الواقع السوري الأليم !!
وزارة المناكحة الوطنية
أصبح لدينا في سوريا وزارة خاصة للمناكحة الوطنية أو للمصالحة بطريقة التناكح “الوطني”. كلمة “وطنية” هي لتأكيد أن النكاح سيتم حصراً بين أبناء الوطن الواحد ودون محرضات أو”مقويات” خارجية.
أمير المؤمنين مناف بن مصطفى بن طلاس
عودنا النظام السوري على تحويل إخفاقاته إلى انتصارات. انشقاق مناف طلاس (إذا افترضنا أنه هرب من سوريا كما هرب عبد الرحمن الداخل) هو ضربة للنظام ولبشار شخصياً، وهو دليل على أن النظام يعيش سكرات الموت. ما أن انشق مناف طلاس حتى بدأ الهجوم عليه من مؤيدي النظام وبدأوا بالحديث عن آل طلاس وفسادهم وكأنه وأبوه لم يكونوا جزءاً من هذا النظام العفن لأكثر من أربعين عاماً. تحدثوا عن انشقاق مناف وكأنه نصر للنظام السوري وأن خروجه هو خلاص من أحد الفاسدين، لا بل سوريا ستكون أقوى بدون هؤلاء الأنذال…
لم تمضي بضعة أيام حتى أعلن سفير سوريا في العراق نواف الفارس انشقاقه عن قناة الدنيا وانضمامه لقناة الجزيرة. النظام وكالعادة وعلى لسان البوق الناطق باسم الشعب شريف شحادة، اكتشف أن الفارس لص وفاسد وضابط “أمن” سابق ومهرب آثار. وهي عادة أي نظام قمعي فاسد مكون من حلقات متصلة من الفاسدين….. نواف الفارس ليس سوى لص صغير لا يرقى لأن يكون مصنفاً مع علي بابا والأربعين حرامي الذي يحكمون البلد. نواف الفارس لص وحرامي وهي أهم المؤهلات لاستلام منصب في هذا البلد المافيوزي ولكل مسؤول في هذا النظام ملف جاهز للاستخدام إذا ما قرر أن يحرك “ذيله”.
ما يدعو للاستغراب هنا هو كيف وصل شخص مثل مناف طلاس (من دمشق) إلى تركيا ولماذا انتظر النظام وصوله ليعلن انشقاقه !!! الاحتمال الأول والأكبر برأيي أن خروجه تم بصفقة مع النظام والدول الراعية له ليكون ورقة أخيرة للنظام يرميها عندما يدنو ملاك الموت منه. والاحتمال الآخر هو أن تهريبه (إذا صحت مسألة انشقاقه) تم بخرق أمني وهذا الأمر أيضاً مرجح ولو أني أميل للاحتمال الأول. خصوصاً وأن الكاتب والمفكر والمناضل والفيلسوف والمبدع الكبير مشيل “بالكيلو” الذي خرج هو وصديقه فراس طلاس من سوريا بعرفة النظام،عين شقيق الأخير مناف طلاس بعد عدة أيام من خروجه حاكماً على سوريا.
لم يقدم عراب النظام “المريض” بشار الأسد أي تنازل يذكر حتى الآن ولا حتى الإصلاحات الهزلية التي قام بها ومنها انتخابات مجلس الشعب تظهر وجود نية لديه ولدى من حوله بإحداث تغيير حقيقي … هو يراهن على الوقت وعلى ما تبقى من دماء أنصاره الذي يدفع الخوف من المجهول أغلبهم للاستبسال في الدفاع عنه.
الأسد أخذ وقته للرد والحسم خمسة عشر شهراً وصمد لأنه نجح هو وخصومه بتحويل اللعبة إلى صراع طائفي، لكنه بالمقابل غير قادر على التصدي على المؤامرة الكونية الهائلة “على مستوى مجرة درب التبانة”. البلد تتفكك وأجهزة أمنه الفاسدة وجيشه “المهلهل” الجائع غير قادران على الحسم.
الوضع في سوريا لم يعد يُحتمل، النظام يحتضر وهو أقرب إلى عصابة مسلحة تقاتل عصابات أخرى بمنطق مافيوزي. لا وجود للدولة أو للسلطة إلا في قلبي دمشق وحلب. المخابرات السورية أثبتت أنها ابنة هذا النظام الفاسد وأنها غير قادرة سوى على التعذيب والقتل والسجن وضباطها كالعميد منير شليبي يخطفون من العاصمة و”يفلقون” على طريقتها من قبل عصابات مافيوزية أخرى. مشكلة بشار الأسد هو أن أعداءه في الداخل والخارج أكثر من مناصريه. من السهل أن ترث بلداً على صحن من فضة لكن من الصعب أن تحافظ عليه.
تحليل السياسة السورية لا يختلف كثيراً عن مشاهدة رائعة المخرج فرانسيس فورد كوبولا “العراب” للكاتب ماريو بوزو. ونصيحتي للمشاهدين هي الاستمتاع بهذا الفيلم والتألم لمشاهد الدم الناتجة عن الصراع الدائر فيه ولكن دون التعاطف مع شخصيات هذا الفيلم “الممتع” والدموي. السوري الحقيقي هو من يقف ضد النظام وضد ما يسمى بالمعارضة، وهو من يقف بالوسط ويتفرج على معركة الطرفين…. المهم في النهاية أخذ العبرة من هذا الفيلم إن كان هناك عبرة!.
أمة محمد وأمة حافظ … من قبريهما! محمد قائد الأخيار وحافظ قائد الأشرار.
أبحث منذ مدة عن قائد للثورة الإسلامية في سوريا… بالتأكيد هو ليس الوهابي السعودي عدنان العرعور ولا الفلسطيني خالد أبو صلاح. الجواب أتاني من لافتة للثورة السورية كُتب عليها “لن تركع أمة قائدها محمد”. محمد هو قائد الثورة السورية من قبره في المدينة، وقد أكدها اليوم على قناة الجزيرة أحد الناطقين باسم الثورة الإسلامية تعليقاً على مجزرة التريمسة بريف حماه أن الضحايا قتلوا لأنهم ينادون بمحمد قائداً لهم! تماماً كما يعتبر البعض أن من يقود النظام هو حافظ الأسد من قبره في القرداحة. من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات (قالها أبو بكر)، ومن كان يعبد حافظ فإن حافظاً قد مات “أيضاً”.
المعركة في سوريا هي معركة بين أموات …. الموت إذاً هو محصلتها الوحيدة.