قاموس الرئيس بخصوص “العفوية”

لقد كان معظمنا طالبا  في نصف القرن , والبعض  أصبح مستخدما أو موظفا , أو  مخابراتيا أو معارضا  او غير ذلك , وأظن على أن معظم أو حتى كل الشعب السوري , لربما ماعدا شخصا واحدا هو الدكتور بشار الاسد,   يعرف تماما كيف يتم تنظيم المسيرة , وكيف يقود القوادون المسيرة  , وما هي مغبة عدم التواجد في المسيرة  بالنسبة للمستخدم  أو الموظف أو العامل في  القطاع العام ؟, وأن باصات الدولة تنقل  المقادين الى ساحات الفضيحة للهتاف  والتصفيق  والتلفيق الفاضح  , حيث تجري  فصول تمثيلية الاغتصاب الشنيعة ,  ولا لزوم حقيقة للوثيقة المدرجة  مع  هذه السطور للبرهنة على  أن ماقاله سيادة الرئيس في لقائه مع  القناة الرابعة  للتلفيزيون الايراني  , من أن تظاهرات التأييد كانت “عفوية ” هو  التفاف على الحقيقة  وخداع لامثيل له , ,  الا أن هذه الوثيقة  وقعت صدفة تحت يدي  , وأردت  التوثيق بها , وأكرر  لاحاجة لذلك  , فكلنا نعرف كيف  تم ويتم  تسيير المسيرة  وترتيبها  وتنظيمها .

ماهي مضامين   ادعاء الرئيس بخصوص “عفوية  ” التظاهرات ؟

المضمون هو واحد , احتقار لامثيل له  للانسان السوري , وهذا الادعاء ليس الا فصل تافه من فصول هذا الاحتقار , فهناك أشياء أخرى أهم من  عمل القوادين  في المسيرات , هناك   الافناء التام للعمل السياسي  , وهناك الافناء  الشامل  للعقل والحرية , هناك  الاغتيال المحكم لارادة  المواطن , ليس بالكلام فقط ..مثلا التخوين   وغير ذلك , وانما  بالسجن والقتل والتعذيب والخطف ,    وحتى التذويب بالأسيد  الذي تعلمته السلطة من عبد الناصر ( تذويب فرج الله الحلو  وغيره ) هناك قطع اللسان ( حسن الخير)  , وهناك   التعذيب حتى الموت (لا أود ذكر أسماء هنا  , الصفحات  لاتكفي  لذكرهم   , أكثر من أن يعدو ا ) , هل لي أن أشعر بالفخر عنما قراءة  ماقاله  الرئيس  بخصوص العفوية ؟ ,  المستوى الذي وصلت اليه البلاد  رئاسيا  هو مستوى  منحط  , وهذه الأعمال وما شابهها هي التي فجرت الوضع  , وليس كما قال السيد الرئيس في  فاجعة  المقابلة مع القناة الرابعة .

لاتوجد نقطة في هذه المقابلة  , الا  وتسودها الشوائب ,  وسأأتي على  بقية النقاط مؤخرا  ..فلي  عودة .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *