فرص ضائعة!

هل القيادة السورية هي المسؤل الأول عن ما حصل في البلاد ام إن دائرة صنع القرار الضيقة هي من أوصل الأمور إلى هذا المستوى من الاحتقان وربما نقطة الـ لا عودة .

إن من راقب إحداث الثورة السورية أو الحراك الشعبي في سوريا يعرف تماماً حجم الفرص التي أضاعها النظام والتي كانت سوف تسكت الشارع وربما تقلب الموازين بكل سهولة لطرف النظام ولصالحهم.

أول الفرص تلك التي كانت ما قبل الخطاب الأول للسيد الرئيس فا عندما أعلن انه سيخرج إلى العالم ويلقي خطاب بعد هذه الأحداث ، وقلت في نفسي إن زلزال إعلامي وسياسي سوف يحدث بعد هذا الخطاب وسوف يكون عبد الناصر رقم اثنان على مستوى الوطن العربي لما كانت له من شخصية محبوبة ومرغوبة في كل أنحاء الشارع السوري لأنهم كانوا ينظرون إلى شخص الرئيس على انه الدكتور المحبوب والمتفهم والمتواضع الذي لا يتوانى عن تلبية حاجات الناس ومطالبهم وان الشعب هوة البوصلة كما كان يقول دائماً.

لكن الصدمة الكبرى حصلت عند انتهاء الخطاب ، أنا من الذين كنت أقف مسمراً إمام شاشة التلفاز أتابع الخطاب كلمة بكلمة ولكن منذ إن بدأ يحلل نظرية المؤامرة عرفت أن الخطاب سيفضي الى نتائج كارثية .

وبالفعل هذا ما حصل اشتعلت البلاد وأصبح شعار الشعب يريد إسقاط النظام هوة الأول على الساحة الشعبية بعد ما كان شعار خجول لا يرفع ألا ما ندر وان رفع يكون من بعض الأشخاص الذين كنا نسميهم المتشائمين ،  لأننا كنا نظن في ذالك الوقت أن النظام اكثر ذكاءا من أن يقف في وجه الشعب وان يفعّل الحل الأمني في مواجهة مطالب الناس المحقة والمشروعة في العدالة والحرية .

إن هذا الكلام الآن لم يعد يفيد فقد جرى ما جرى والحراك السلمي أصبح حراك مسلح يقوده أشخاص لا نعرفهم ولا نستطيع التعرف عليهم انك انو صحيح قد انشقوا عن الجيش وليسو من الذين تمردوا من المدنين ولبسوا عباءة الجيش لكي يشرعنوا سلاحهم في وجه النظامز

إن المسؤل عن الذي أصبحت فيه سوريا هو النظام ، والمستغرب جدا حتى اليوم هو انفصال النظام عن ارض الواقع ، فقد كان هناك فرصة جيدة جداً لملاقاة طلبات الثورة في سوريا .

ولكن استمر العناد وخسر دول الخليج الذين هم الآن اللاعب الأكبر في الحراك الشعبي والذي يتمثل في الدعم المعنوي لهم وربما سوف يتطور إلى دعم مادي بالمال والأسلحة هذا أن لم يكن قد حصل بالفعل.

أنا اتساءل أن كانت سوريا والقيادة فيها قد أضاعت كل هذه الفرص الثمينة لكي تعيد الشارع إلى تحت مظلتها وان تعود إلى صدارة الجماهير فماذا تنتظر الآن لكي تقتنع أن هنالك ثورة على ارض الواقع ، وان هنالك ما يزيد عن 14 ألف شهيد وشعب مقهور ومقموع بسبب تلك الأجهزة الأمنية المسعورة التي اعلم تماماً إنها لا تنفذ حتى أوامر القيادة التي توجهها ،  وإن هنالك جنود وضباط يتصرفون من ذاتهم وهم مجموعة من “المجانين ” ليس الا .

ماذا تنتظر القيادة ربما تنتظر الموقف الخارجي الروسي الذي صرح انه غير مهتم إن تغير النظام في سوريا على لسان نائب وزير خارجيته ماذا تنتظر إيران التي تساوم على سلاحها النووي بشرط ترك سوريا ،ماذا تنتظر القيادة هل تنتظر وصول البلاد إلى حرب أهلية لكي تلعب نفس الدور الذي لعبته في لبنان وهذا ضرب من الخيال.

إن القيادة بعد كل هذه الفرص الثمينة التي أضاعتها لم يعد أمامها سوى الهروب إلى الأمام باتجاه التصعيد لكي تصبح سوريا ساحة حرب كبيرة ودولية أو إنها تنتظر حرب إقليمه تنقذها وتذهب بانظار العالم عنها ، أو حرب في خاصرة سوريا الضعيفة (لبنان ) الذي إن وخزت سوريا إبرة تألمت له وربما نزفت هي عنه .

إن ما تنتظر القيادة ، أحلام لا أتوقع أنها سوف تفيدها بشيء ولن يكون الخاسر سوها عليها أن تعيد حساباتها ، بعد ووصلو اليه في البلاد من دمار وخراب واحتقان طائفي ومذهبي لا يبشر بالخير ويدفع كل الاطراف للمضي مع الشعب الثائر من اجل حريته وكرامته وإيمانه بأن القادم رغم كل الضباب المحيط به هو أفضل من الواقع الحالي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *