ضاق السلطوي ذرعا بحاله وحال السلطة ويبدو كأنه يريد الانتحار , وقد كتب رسالة كأنها وصية , التي تضمنت الأسباب الموجبةلهذا الانتحار المفترض , ومن نصه في الفيسبوك نستطيع استنتاج سبب حسرته وخيبة أمله وشعوره بالعدمية والحنق أذ يقول :ايها القاتل كفى , إن إختبأت اليوم في جلباب حمد , ودشداشة خادم الحذائين الأمريكي والاسرائيلي ملك الوهابية السعودية ، إن تقاسمت اليوم الهرج والمرج على مناظر وطنك يهدم مع الآفاق الحريري , إن إتبعت اليوم خطى الخونة العرب في الجزيرة العربية , إن نفذت أجندة اللوبي الصهيوني , وضربت تعظيم السلام للعلم الاسرائيلي , إن التقط الصور مع وزير الخارجية الامريكي , تذكر أن اللون الأحمر مكياج حفلكم التنكري , هو من دم أطفالنا , لن ترحمكم أم طفل بكت , ولا وطن يشهد مجازر تحت اسم الدين الاسلامي.
وبناء عليه فقد قرر الانتحار ,أقول انتحار لأن ماأراده هو بمثابة انتحار , وما أراد لخصه في أربع نقاط يمكن القول على أنها تمثل امنيته الأخيرة :
1- إعلان حالة الطوارئ في البلاد2- التخلي عن قفازات الدبلوماسية ورفع السبابة بوجه الأعداء3- تلقيم السلاح وتوجيهه الى اسرائيل4- تطبيق القانون على ارض البلاد
جيشنا قوي متماسك جبار .. نثق به ونثق بمن يتخذ القرار .. لكن الحرب قائمة فعلا فلم الإنتظار؟؟
انه يريد مجددا حالة الطوارئ , وقد غاب عن ذكائه على أن حالة الطوارئ لاتزال قانونيا موجودة , لقد علق العمل بها فقط , والممارسة تشير الى وجود حالة طوارئ مضاعفة , لذا يمكن القول على أن امنية السلطوي محققة بما يخص البند الأول , اما البند الثاني والسبابة , فلا لزوم لرفع السبابة لطالما السباب متأجج , والسلطوي هو المنتصر في السباب بدون أي شك , ويستطيع الانتقال الى رحمته تعالى وهو عالي الجبين وفخورا في مقدرته الشتائمية وسيذكره التاريخ بكل تعجب بسبب مقدرته على السباب , وعن البند الثالث من امنيات السيد يمكن القول , على انه ليس من المؤكد على ان هذا التلقيم مفيد , وقد كانت هناك مناسبات عدة لتلقيم هذه الأسلحة , الا أن القيادة الحكيمة لم تحرك ساكنا , فطائرات العدو تتنزه احيانا فوق القصورالرئاسية غير آبهة بتلقيم السلاح , وقبل فترة ليست بالطويلة قام العدو بالقاء القنابل على بعض الأبنية قرب دير الزور ودمرها , ولم يلقم القائد اسلحته , لماذا ؟ العلم بيد الله ,أما عن الأمنية الرابعة بخصوص القانون وتطبيقه , فقد نالني العجب , , حيث أفهم هنا على أن القانون غير مطبق لحد الآن على أرض البلاد , والمنتحر يريد تطبيقه , وأنا معه في مقاصده , والسؤال لماذا تتأخر السلطة في تطبيق القانون ؟؟ ولأي سبب ؟؟هل لوجود قانون آخر ..قانون الغاب مثلا ؟؟
ثم اني اشارك العازم على الانتحار مشاعره بخصوص الجيش السوري , والثقة بمن يتخذ القرار , وذلك بالرغم من بعض التشويش في عبارته الأخيرة , التي أصيبت بخطأ املائي , المنتحر يريد القول , ان الحرب قادمة وليست قائمة , فعلا الحرب “قائمة ” في البلاد , انها الحرب الأهلية , وليست الحرب ضد اسرائيل , والحرب الأهلية كلفت من القتلى أضعاف ما كلفته الحروب ضد اسرائيل , وقد اطلق على الشعب السوري من الرصاص أضعاف ما أطلق على اسرائيل , ومن يعرف ذلك ينتحر فعلا , وما ستقوم به هو عين الصواب وفقك الله وأسكنك فسيح جناته .