عنان يدافع عن خطته المؤلفة من ستة بنود , والتي لم ينفذ منها أي بند لحد الاآن , فلا وقف لاطلاق النار ولا حوار ولا اطلاق لسراح المعتقلين السياسيين , وعنان سيقوم بزيارة دمشق في الأيام القادمة , وقد أفصح عن بعض ماسوف يقوله للسلطة السورية , ومن ضمن ماسوف يقوله على ان خطته تشكل الالفرصة الأخيرة لحل الأزمة التي بدورها ستمنع حدوث حرب أهلية , وقوله هذا يؤكد بشكل غير مباشر امكانية حدوث حرب أهلية , ستكون سوريا كدولة الضحية الأولى لها , ولا أظن على أن السلطة مهتمة بذلك , اذ انها ترحب بالحرب الأهلية , التي اما ان تنتصر بها , وتبقى سوريا مملكة وملكا للأسد , أو ان الأسد ينكسر سوريا ,وينتصر علويا ويحدث التقسيم والعودة الى أيام زمان , أيام دولة العلويين ,وغيرها من الدول التي تواجت في اوائل القرن العشرين , ولربما يختصرشعار ا”اما الأسد ,أو سنحرق البلد “الواقعة .
عنان يحذر بالقول “ان مهمته ليست فرصة مفتوحة الى اللانهاية” مردفا ضرورة تغيير مضامين مهمته وتبني منهجا آخر في حال فشل المهمة وتواصل العنف , الذي يحمل عنان السلطة والمجموعات المسلحة مسؤولية خرقه , وماذا سيكون بالتقريب “المنهج الآخر” هل يكون استسلام الأمم المتحدة للذين لم ينفذوا خطته , او أن يد الأمم المتحدة ستكون أكثر حديدية ؟؟؟, من المنتظر ان تكون اليد أكثرحديدية , لأن الأمم المتحدة ” انزلقت” في تفاعل مع الواقع السوري , والذي يتجه باتجاه مزيد من العنف ,لا عودة للأم المتحدة عن تدخلها في سوريا , لطالما لم تصبح سوريا كصوماليا بعد , كما أنه لاعودة للسلطة السورية عن الحل الأمني , ولا عودة للمعارضة عن المطالبة بسقوط السلطة .
لاقيمة كبيرة لاعلان السلطة السورية على أن عمل المراقبين يسير في الاتجاه الصحيح , فهذا الأمر يحدده المراقبون , الذين تحدثوا بدون أي شك الى عنان , لذلك سوف لن يأت عنان لتهنئة السلطة السورية على تعاملها البناء مع المراقبين , لأنه لاتعاون بناء في ظل قتل عشرات من أفراد الشعب السوري يوميا , واعلان السلطة على أنها نفذت ماترتب عليها هو اعلان فارغ من الحقيقة , ولا علاقة لعنان بالسعودية التي تمول وتدعم بالسلاح وغيرها من الدول , والقاء اللوم على دول الجوار غير مجدي , فعنان ملتزم فقط بالخطة التي أقرها مجلس الأمن , لأنه لايوجد بند في مبادرة عنان بخصوص هذه الدول .
لقد بشر عنان بفشله عما قال ان فحوى مهمته هو ايقاف القتل , ولما لم يتوقف القتل , فان الخطة فشلت , وبكل تلأكيد سيقول عنان ذلك للسلطة السورية ,وسيقول أكثر من ذلك عن مايتوقع حدوثه بعد الاعلان الرسمي عن فشل المهمة , وهذا الاعلان سيأتي شئنا أو ابينا, كما أعلن عنان على أن العالم سوف لن يسمح بانزلاق سوريا الى حرب أهلية شاملة , ذلك لأن الحرب الشاملة سوف لن تقتصر على سوريا , وفي هذا التنويه تهديد مبطن بالمادة السابعة , التي تعني بضرورة حفظ السيلام العالمي , تمدد الحرب الأهلية الى خارج سوريا , والمرشسح الآن هو لبنان , يعتبر تهديدا للسلام العالمي , الذي يسمح بتطبيق المادة السابع ..أي التدخل العسكري المباشر على غرار ليبيا أو يوغوسلافيا أو العراق , أو بشكل لانعرفه حتى الآن , وهذا ماعناه عنان” بالمنهج المختلف”, ويوم اعلان هذا المنهج المختلف سيكون يوما حزينا جدا للمنطقة , وهل يجب على عنان أن يكون اليوم أكثر صراحة ووضوح ؟؟؟
ماقاله عنان بخصوص الانتخابات التي جرت قبل أيام في سوريا , هو الفضيحة بعينها , لقد قال انه على الحكومة السورية أن تفهم على أنه هناك ثمة حاجة ربما الى انتخابات جديدة , لأن انتخابات يوم الأحد ليست مدرجة في خطته !! وفي اللغة السياسية يعتبر ذلك بمثابة اعلان عدم شرعية هذه الانتخابات , انها لاغية ! , ولو لم تكن لاغية , لما قال “ثمة حاجة الى انتخابات جديدة ” , والسلطة السورية سترد على ذلك في اللقالاء القريب بلغتها المعتادة ..حديث الى الذات , وليس الى عنان , مما سيزيد الطين بلة بدون أي شك .
عنان تحدث عن خشيته من تزايد انتهاكات حقوق الانسان في سوريا , مذكرا بالاعتقالات والتعذيب والاهانة التي شملت الكثير من دعاة اللاعنف , ومذكرا بالحوار السياسي الضروري بين السلطة والمعارضة , وبهذا يتهم عنان صراحة السلطة باعاقتها للحوار , لانها تعتقل شخصيات اللاعنف , وكذلك فان عنان لايقصر في تجريم السلطة , اذ يقول بشكل غير مباشر , على انها تنتهك حقوق الانسان …كلام كبير وخطر جدا وينذر بتطبيق “منهج آخر ” فما هو هذا المنهج الآخر ؟؟