عمر المقال الذي اقدمه اليوم عن التزييف والتزوير والكذب والغرور والغيبية السياسية والعسكرية عدة سنوات , لقد أصبح الكذب , خاصة منذ أن اغتصب البعث ومن بعده العائلة السلطة , ممارسة تلقائية لاتكلف أي عناء ..يكذب بيسر وتيسير , وكاذبنا اليوم هو وجه مخابراتي معروف , حيث على هذا الزلمة ممارسة واجبه من الكذب يوميا.
بعد أن قام بترطيب الأجواء وكيل المديح لبابا عمرو , اذ قال “لبابا عمرو خصوصيته الأثيرة، فهو، من وجهة نظر جغرافية وديموغرافية، وكأي حي شعبي سوري آخر، له مكانة خاصة في قلب كل وطني سوري، وشكل أنموذجاً لذاك التعايش التاريخي بين السوريين، والحاضن الطبيعي والموّلد لتقاليد الحياة الشعبية السورية، بما فيها من عبقرية، وإبداع، وجمال، وبساطة، وعراقة، وأصالة. اتخذ من جانب آخر، ومن دون رغبة من سكانه البسطاء الطيبين المسالمين، كبؤرة لتجمع عصابات الفاشيست الوهابية ومرتزقة وجرذان الناتو الطائفيين ، ومركزاُ دولياً مرتبطاً بالأقمار الصناعية للتحكم والاتصال وقيادة عمليات التمرد الأوسع في سوريا، كما كان مخططاً لها، تمهيداً لضرب استقرار وأمن سوريا، وتفكيك وحدة الوطن السوري إلى كيانات مصطنعة هزيلة متناحرة ومتصارعة طائفياً، ومذهبياً، وعرقياً وفق “الكاتالوج” البلقاني المعتمد أمريكياً، لضرب استقرار الدول وتفكيك وحدتها الوطنية، كما هو الحال في البلقان، والعراق، وفلسطين (دويلتي ابن عباس، وغزة-ستان)، وليبيا مع الإعلان الأحدث عن استقلال إقليم برقة الليبي.”
بابا عمرو مهم لقيمته الأثرية , وبالواقع فقد أصبح آثار بعد أن هدمت كتائب الأسد البيوت على رؤوس ساكنيها , والكاتب الكريم لايخفي اعجابه بما يسمى “قوة ” عصابات الأسد , التي هزمت حي بابا عمرو , بالحقيقة هزمت كتائب الأسد “أمريكا ” في باب عمرو , يقول السيد الكاتب .. “لكن الهزيمة الساحقة التي مني بها المرتزقة المسلحين وعصابات الناتو التي اتخذت من حي بابا عمرو الحمصي مركزاً لها، مزودين بتقنيات عسكرية وفضائية عالية، ومتطورة، وسقوط هذ المخطط لم يكن إلا تعبيراً رمزياً عن هزيمة أكبر لمن كان يقف وراء تلك العصابات المسلحة من قوى إقليمية، تقع إسرائيل(2) في مقدمتها، ويليها على التوالي عربان الخليج، والأوروبيون، وفوق هؤلاء جميعاً، الخاسر الأكبر في كل الحروب التي تخوضها والنزالات التي تتنطح لها، ويـُقصد بها الولايات المتحدة الأمريكية.”
المواجهة مع بابا عمرو كانت عالية المستوى ..يقول الكاتب ..مواجهة احترافية , حيث يقر الكاذب باستخدام الطيران في تحقيق النصر على بابا عمرو , ويقول : “لقد كانت المواجهة عسكرية الطابع، احترافية عالية المستوى بكل المقاييس التقنية والعسكرية والاستراتيجية والللوجستية، بين قوى مدربة جيداً،(3) وكانت في وجهها الآخر عملية تجريب، واختبار للقوة لإرادات القتال، وقدرات إدارة الصراع ومن ثم الانتصار فيه، وامتحاناً لمن لديه القدرة على امتلاك الأرض، والتحكم بها، وتوجبهها استراتيجياً بما يخدم أجندته، بقدر ما كان امتحانا لنوايا أطراف الصراع وقدرتها على الثبات. لقد تم إرسال تلك المجموعات المسلحة، وإدخالها إلى الساحة السورية، كبالون اختبار من قبل القوى الدولية لاختبار مدى قوة وصلابة الجانب السوري، وقدرته على الصمود، والسوريون لم يستخدموا إلا عشرة بالمائة من القوة السورية الضاربة براً وبحراً وجواً، وذلك قبل الإقدام على المغامرة والحماقة الكبرى التي يحلم بها المجلس الاسطنبولي، وعربان الخليج، وإسرائيل، والتي ستعني في ظل موازين القوى والكثافة النيرانية الهائلة على الأرض، دماراً شاملاً سيحيق بأربع أطراف الإقليم.”
الكاتب يعتبر زيارة كوفي عنان على أنها نوع من الاستسلام , وهنا اغتصبت تمنيات الكاتب الواقعية والتاريخ , الذي يقول على أن زيارة سياسي ككوفي أنان ستكون آخر الزيارات , وقد زار سابقه صدام حسين قبل احتلال العراق , وكانت تلك هي آخر الزيارات , والقول على أن كوفي أنانم هو موظف أمريكي , لايمت الا لقلقة الأدب بصلة, ويظن الكاتب على أن قلة الأدب تمثل انتصارا ما ..نعم قلة الأدب هي سحق للأخلاق , التي لايملم الكاتب المرتزق الكثير منها , والكاتب يتابع : “وفي الحقيقة كان هناك تضليل عام وشبه دائم من قبل ما تسمى بالمعارضة السورية، وحلفائها من الأعاريب، حول الأوضاع العامة في سوريا بشكل عام، بقدر ما كان هناك خداع وتضليل أيضاً وتهوين بالقدرة العسكرية السورية على نحو خاص، وتقليل من شأنها في محاولة تلك المعارضة لاستجرار واستجلاب تدخل عسكري سهل في سوريا. غير أن الأمريكيين، وبعد خسائرهم المذلة المتلاحقة، كانوا أذكى بكثير من أولئك الطامحين بتدخل عسكري مباشر ويدركون على ما يبدو حقيقة وطبيعة القوة السورية. فما إن خمد أزيز الرصاص في بابا عمرو، ورفعت العصابات المسلحة رايات الاستسلام وفر قسم منها إلى لبنان، حتى انبرى قوم “الناتو” إلى إطلاق سيل المبادرات الدبلوماسية، وتم إرسال الموظف الأمريكي السابق كوفي عنان إلى سوريا، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والحفاظ على ماء وجه الحلف التركي-الفرنسي- الأمريكي وأذنابه من العربان من الانهيار والاكتفاء من الغنيمة بالإياب. “
ثم ينتقل الكاتب الكريم الى كذبة أخرى , اذ يقول انه جرى اختبار لميزان القوى في بابا عمرو , والقوة الصاروخية السورية اثبتت جدارتها في بابا عمرو , وتدمير بابا عمرو هو انذار للعالم ..الصحراء ستكون مقبرة للغرب … الى جانب طالب ابراهيم وخالد العبود يجب وضع هذا الكاتب في قائمة البلهاء السورية , , اذ يقول “اللعب صار على المكشوف وأضحى الصراع عسكرياً بحت، ولذا أعتقد، وفي ضوء ميزان القوة الموجود وتجربة ودرس بابا عمر القاسي التي غيرت وجهة ودفة الصراع وأظهرت الجيش السوري كلاعب فاعل ومؤثر، لا يمكن تجاوزه، ووجودة كثافة صاروخية لا يمكن الوصول إليها وتدميرها، وانقلاب المعطيات، بسبب ذلك، كلياً، فإذا فكرت أمريكا والناتو وإسرائيل بارتكاب اية حماقة، وضرب سوريا، فإنه لن يكون هناك مطارات، ولا حاملات طائرات، ولا قواعد عسكرية سترجع لها الطائرات التي تفكر أن تغير على سوريا، وقد يكون البحر أو صحراء الجزيرة العربية خير قبور لها. على الجميع الإقلاع عن الخيار العسكري فالحرب على سوريا ليست نزهة ولا ترفاً لأحد وعلى الجميع إدراك هذه الحقائق، ومن دون الإشارة إلى العمق الاستراتيجي السوري الإقليمي والدولي، وتلكم قصة أخرى، لا لزوم للتذكير بها، في الوقت الحالي على أية حال.”
لابد في النهاية من تقديم التهاني لقيادة الجيش وللسيد نضال نعيسة بالنصر على بابا عمرو , ولو سمح الكاتب نعيسة بسؤال هامشي ..وماذا عن اسرائيل والجولان والتحرير وماذا عن الجيش لبعربي السزوري وانتصاراته في حرب كونية على مئة دولة على الأقل وماذا عن سوريا المتسولة للرغيف ؟؟
فعلا “بلاهة” !!!
فعلا كما قال الدكتور ضياء: فعلا “بلاهة” !!! وخاصة السؤال الأخير الذي يثبت ضحالة فهم طبيعة الصراع مع اسرائيل.