ادانة أو اهانة , الجيش وألغازه المحيرة

صحفي الأخبار يتحدث عن اللغز المحير  بين الجيش والسلطة , والعجب كل العجب من تسمية الوضع على أنه لغز , والأكثر من ذلك لغز محير , وأين اللغز عندما يستطيع  صحفي الأخبار فك طلاصمه ؟؟, ثم ان ماقاله الصحفي  هو أمر يتداوله كثير من المواطنين , وما قاله الصحفي في نقاطه الخمسة  , ليس الا تأكيدا  لمحذور  لايريده المواطن السوري .

قام الصحفي بتعداد  صفات الجيش , قائلا تحت رقم (1)  انه جيش حزب البعث  , وهو جيش النظام أولا وأخيرا , وفي هذا الاعتراف  انتقاص من الجيش , الذي عليه أن يكون جيش الدولة السورية , التي تتألف مما هو أكثر من البعث  , كما ان القول , ان الجيش هو جيش النظام  أولا وأخيرا  يتضمن الكثير من التحقير للجيش ,  على الجيش السوري أن لايكوم جيش النظام أولا وأخيرا , انما الجيش السوري أولا وأخيرا , ثم القول ان  الأسد الأب  اخضع الجيش لسلطته  وسيطرته الكاملة   تتضمن انتقاصا شديدا من الأسد الأب  ,  اذ ليس من مهمات رئيس جمهورية ان يخلي الجيش من معارضيه , انه بذلك يحول الجيش الى فرقة خاصة  , وبالواقع تحول الجيش الى فرقة خاصة تسمى “كتائب الأسد ”  وهذا ليس بالمفخرة  للجيش , وليس مفخرة لسوريا اطلاقا .  .

الطامة الكبرى أتت تحت رقم (2)  اذ يقول الصحفي  على أن الأسد الأب أمسك بالبجيش  بقبضة من حديد  , لايصل الى  مراتب عليا في هرميته  الا الضباط العلويون  , ولا يرقى سواهم  الا الضباط  البعثيون مسيحيون وسنة , بالواقع ان توصيف  الصحفي للجيش حقيقي , اذ من بين 90 من أهم ضباط الجيش 83 علوي  , والباقي يتوزع على الطوائف الأخرى  , ونصف الضباط العلويين تقريبا هم من عائلة الأسد وفروع هذه العائلة  , أي أن الجيش ذو بعد طائفي شديد جدا ..الجيش هو جيش الطائفة العلوية , حسب  طروحات صحفي الأخبار , وتحول الجيش الى جيش طائفي هو من أعظم مذلات هذا الجيش ,  ثم ان تحويل الجيش الى جيش  طائفة معينة هو من أعظم خيانات الوطن , وهوالعامل الذي سيقود عاجلا أن آجلا الى  فقدان  اللحمة بين الجيش العلوي  وبين باقي فئات الشعب , وقد قاد الى ذلك , وكل جيش  يتحول الى فرقة لطائفة معينة  , هو جيش حول نفسه الى عصلبة , , ثم ان عدم ترقية الضباط الآخرين هو عمل منافي لأدنى قيم العدالة والحاكمية الجيدة , ومن يقوم بذلك هو من يريد تدمير الجيش , الذي دمرته الطائفية , التي تحدث عنها السيد الصحفي بشيئ من الفخر والاعتزاز , لقد انقلبت القيم  , وأصبح  تطييف الجيش فضيلة , لاعلاقة للفضيلة بتطييف الجيش , انها من أكبر الرذائل , التي يجب محاكمة مرتكبها  والحكم عليه  بأقصى العقوبات . والقول ان ذلك انتقل الى النجل  , لهو اتهام  للأب والابن  بالتلاعب في مقدرات الدولة ,

من المفاخر التي اتى صحفي الأخبار الى التنويه عليها  تحت البند رقم (3) , كانت مفخرة المادة الثامنة , التي   ألغيت (نظريا) مؤخرا  ,  والاعتراف بأن الجيش -لا المؤسسات الدستورية والوطنية- هو الأقدر  على وضع هذه المادة موضع  التطبيق العملي , هذا الاعتراف هو بمثابة ادانة لحاكمية آل الأسد , انه اعتراف بتفريغ المؤسسات الدستورية والوطنية من مضامينها , وهل توجد مكيدة أكبر من هذه المكيدة , هل افراغ المؤسسات الدستورية والوطنية من مضامينها  ليس من أفظع  الأعمال التخريبية بحق الوطن ؟؟

أما البند رقم  (5) فلا يمثل الا اعادة للبند رقم (4) , وبشكل عام  فان  حل اللغز بالشكل الذي قام به الصحفي , ليس الا اهانة غير مسبوقة للجيش السوري  ,  هذا اذا لم يصدق في ادعائه !, واذا صدق ,  فان هذا يمثل ادانة غير مسبوقة  لقيادة الجيش والقييمين عليه .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *