الرئيس السوري بشار الأسد تحدث قبل سنوات خلال استقباله وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح»، وقال : إن الشعب السوري واع «للمخططات» التي تدبر ضد بلاده وقادر على تجاوز الظروف الراهنة، الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات، والمدرك ما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه، قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة,، موضحا :أن دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل , وكل ما تتعرض له سوريا هدفه إبعاد السوريين عن عروبتهم التي طالما تمسكوا بها».
فالكلام الاسطواني هو الكلام الموجود على اسطوانة , تضع الاسطوانة على الجهاز وتكبس الزر , تدور الاسطوانة , وفي كل دورة تردد مناقالته في الدورة الأولى , ومؤسسات بيع الاسطوانت الشريفة تقول للزبون سلفاعلى أن الأمر هو “اسطوانة ” مثلا يستطيع الانسان شراء ” اسطوانة” عطر الكلام جزء وجزء ثاني للشيخ ابن اسحاق الحويني , حيث يعطر كلامه الأجواء بعد كل دورة للاسطوانة , فالكلام المعاد هو كلام اسطواني , بغض النظر عن نوعيته.
اما الكلام الخشبي أو اللغة الخشبية فهي اللغة المكونة من قوالب وصياغات جاهزة لاروح فيها ولا حياة , واللغة الخشبية تصف -الخطاب السياسي-,الذي لامضمون له ولا رصيد
في الواقع , صياغات ميتة , لذا يقال انها خشبية , لاروح بها ..وما قول الرئيس على أن الشعب السوري واع , الا صياغة كلامية اسطوانية خشبية , فالشعب الواعي لايسمح أن تتحول سوريا الى مزرعة أو مملكة , انه شعب لايعرف الوعي اطلاقا , والقول انه واع ليس الا محاولة للتستر على الواقع الأليم , ثم قوله ان الشعب السوري قادر على تجاوز الظروف الراهنة , هو قول أكثر اسطوانية وخشبية من القول الأول , ولو كان قادرا على التجاوز لما وقع في مطب الديكتاتورية ومضاعفاتها .
اما قمة خشبية الاسطوانة فنجدها في قوله ان الشعب السوري متكسك بوحدته , وكيف هي هذه الوحدة , والتقتيل على الهوية , اليس الحديث عن وحدة الشعب السوري كلام معلب جاهز وفي قالب , وعن العروبة ومدى حب الأعراب لها يتحدث الرئيس قائلا ان الشعوب تتمسك بالعروبة , انها ليست فقط لغة خشبية وأسطوانية , وانما أيضا لغة سوفييتية مشوهة للفكر , الذي يعمد كل نظام تسلطي استبدادي على تشويهه , وهدف ذلك تعطيل الادراك واغماض العين وثقب الذاكرة واغلاق الأذن , وذلك لكي يرى الانسان الأسود وكأنه أبيض , ولكي يرى الرزيلة على أنها فضيلة , والهزيمةعلى أنها نصر , والفقر على أنه يسر .
اللغة الخشبية أصبحت قسيمة الدخول الى البلاطات الملكية السلطوية للعمل كشاعر بلاط والتكسب , ومن يتقن هذه اللغة ويتقن احداث الضجيج بها ينال اكرامية الفرعون , ومن لايتقنها ولا يستخدمها فهو خطير ويهدد النظام .
هناك نمازج عديدة وصياغات معروفة للغة الخشبية , حيث يعرف الانسان مايريد مذيع قناة الدنيا قوله قبل أن يفتح فمه أو مباشرة بعد تلفظه بأول الأحرف ..هنا يمكن اعطاء هذه اللغة صفة اضافية ..انها لغة غوغلية , ابدء بالحث في الغوغل بكلمة العصابات تأتيك فورا عبارة العصابات المسلحة التي تروع المواطنين , ابدء بالبحث بكلمة العملاء , يأتيك العملاء المندسين والمتآمرين من الخارج , ابدء بكلمة يتعاطون ..تأتيك عبارة يتعاطون حبوب الهلوسة ,والبدء بكلمة ينفذون يقود الى عبارة , ينفذون مؤامرة ضد النظام , أو كلمة ارتكبوا , فتقود الى ارتكبوا اعمالا تخريبية وهكذا يمكن اكتشاف وجود اللغة الخشبية في كل كلمة يقولها متسلط عربي ..محور الممانعة ..المجابهة .. مقاومة الاحتلال الصهيوني ..الخ
لكي يستطيع الانسان استخدام اللغة الخشبية باتقان , يجب أن يكون هذا الانسان متأخر عقليا , لأن العقل الناضج والفكر الناضج لايسمح بالترداد الببغائي لعبارات , هي اصلا بدون أي خلفية, اضافة الى أن الاستخدام المتكرر يستهلك كل مضمون فكري لأي لغة , لقد فقدت لغة “المؤامرة ” كل أو معظم مضامينها , والبعض يصاب بنوع من التحسس عند سماع هذه الكلمة , التي اوقعها مستخدموها في حالة افلاسية ..اللغة الخشبية هي لغة الافلاس !