الرحيل الآمن ونهاية الظلام

ماذا يعني  التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة  وادانة النظام السوري   بنسبة 137 صوتا  ضد 12 وامتناع 17 عن التصويت بالنسبة للسلطة السورية ,؟ , لايعني  أي شيئ  , لأن من يصل الى مرحلة العهر السياسي المفضوح لايهتم  بأمور كهذه , ومن يصل الى هذه المرحلة المتقدمة  من الانفلات  لايشعر  بالقيمة المعنوية  لهذه الادانة ..

كل ذلك حدث  خارج سوريا , ونسبة 12/137  يمكن ترجمتها بأن كل العالم تقريبا  يريد من الرئيس التنحي , وزبانية الرئيس يقولون ..ليس مهم مايقوله الخونة والمتآمرون  في الخارج , المهم هو الداخل . عادة لايوجد الكثير من التباين في تقييم وضع ما بين الداخل والخارج  , خاصة عندما  تقف أكثرية ساحقة  على اتحاه أو رأي معين , كما كان الحال يوم أمس في الجمعية العامة , وميول الوضع الداخلي واضحة , وذلك لأن النظام يرفض الانتخابات الحرة  ,وحتى أنه يرفض الفكرة من أساسها ,هناك استفتاء  وشخص واحد , ونسبةالتأييد له ستكون 99,90% , وخجلا لم يقال  100%  كما كان الحال مع المرحوم الوالد ومع صدام أيضا وناصر سابقا .

اضافة الى ذلك  فانه من المنتظر  أن تكون النسبة الداخلية   المطالبة بالتنحي حقيقة أكثر من 137/12  , أي حوالي 92% من الشعب السوري , وهذه النسبة معقولة  عند النظر اليها ديموغرافيا , فالنظام لم يقدم للأكثرية الساحقة من أبناء الشعب الا السلبيات , اقتصاديا  وسياسيا واجتماعيا  , اغرق البلاد في حرب أهلية , وعزل سورية عن معظم دول العالم  وأوقعها في خندق الوصاية  الروسية الايرانية , دول أزمة داخلية  , وسمح لسوريا أن تصبح كرة يتقاذفها اللاعبون الدوليون  ومهد الطريق  عمليا الى تدخل خارجي مع العلم على انه لايريد هذا التدخل الخارجي, فلماذا يؤيد الانسان السوري  السوري النظام ؟؟., هناك فئة من المنتفعين ماديا ومعنويا , وهذه الفئة تؤيد بدون شك النظام , ومن حقها ذلك .

تخاصم وتصادم  النظام مع الشعب السوري دائما , والخصام  والصدام كان في الكثير من الحالات والمراحل حاد جدا ودموي جدا, ولا يمكن لأحد أن يشك بوجود هذا الخصام  والصدام  المزمن  , فلو كان هناك وئام , لما كانت هناك حاجة  الى كل هذه الأجهزة الأمنية  والسجون  والاعتقالات  والتعذيب  ولما كانت هناك حاجة الى أطول فترة طوارئ  عند دولة في العالم , والأنكى من ذلك هو قول النظام  انه نسي  قانون الطوارئ  ونسي وجوده ,أي أن النظام يقول عن نفسه انه نظام مهلهل .

كل هذا الاجماع  داخليا وخارجيا  ,  لم يحرك النظام قيد شعرة باتجاه  احترام ارادة الأكثرية , هل هذا جهل ؟؟هل هذا تجاهل ؟؟ أم سبب ذلك قناعة مرضية بأن التنحي يعني تقتيل 30% من الشعب السوري , لا أستطيع البرهنة عن ما اريد قوله  , اني واثق  على  ان القتل والتقتيل سيتوقف فور تنحي الرئيس  , وتنحي الرئيس  سيكون خاتمة لمرحلة مظلمة  ومؤلمة , لقد قامر الرئيس بالكثير من الأوراق الرابحة , وخسر  , لأن استخدم الورقة  ليس في مكانها وزمانها ,ولم يبق مايدافع عنه الرئيس الا شخصه وعائلته المقربة واولاده  , فليخدم الوطن , ويحدم نفسه ويرحل بأمان

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *