ليس ردا على فراس عزيز ديب (جريدة الوطن السورية) , وانما تقديم الكاتب ومقاله كوسيلة ايضاح للوضع الانساني المريض (الدملة) الذي حل بالمجتمع والأمة السورية والنظام الذي يحكم البلاد , ففي مقال مطول حول العديد من مشاكل الحاضر السوري , كتب الأستاذ الكريم فراس والمقيم في فرنسا من ضمن ماكتب جزء خصه بحرية التعبير في سوريا قائلا مايلي,
(حرية التعبير مصونة
وليست بحاجة لقرار مجلس الأمن
كما يطالب التقرير الحكومة السورية بوضع حد فوري لجميع انتهاكات حقوق الإنسان والهجمات ضد أولئك الذين يمارسون حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات، وحماية السكان.
بالنسبة لكلمه انتهاكات حقوق الإنسان فهي باتت كلمه مطاطة والقصد منها فقط الإبقاء على تلك التعابير الرنانة وأما بالنسبة لأولئك الذين يمارسون حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي فهذا الحق يكفله الدستور السوري في المادتين 38 و39 منه وكذلك بموجب قانون تنظيم التظاهر السلمي الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 54 تاريخ 21-4-2011 والذي اشترط كباقي دول العالم حصول المظاهرة على إذن من السلطات المختصة بهدف تأمين المسار وحماية المظاهرة من أي احتكاكات قد تخرجها عن الغاية المرجوة منها ولكن هذا لم يحدث فالمظاهرات التي كانت تخرج كلها من دون ترخيص أي إنها مخالفة لقانون التظاهر (وفي فرنسا مثلاً يجب على أي شخص يريد تنظيم مظاهرة أن يضع إشعاراً لدى الجهات المعنية في مدينته بتنظيمه المظاهرة يتضمن كافه الالتزامات (من شعارات ومسار المظاهرة…) ويحق للسلطات أن ترفض إذا رأت أن هذه التظاهرة قد تؤدي للإخلال في الأمن العام وتؤدي إلى اضطرابات ويحاكم بالسجن لمده 6 أشهر مع غرامة مالية مقدارها7500 يورو كل من يتظاهر من دون إشعار للسلطات بالتظاهرة أو كل من يخالف الالتزام الوارد في تصريحه أو من يخرج بتظاهرة قامت السلطات مسبقاً برفضها ومع ذلك فإن السلطات السورية وحرصا منها على أن يقوم كل شخص بالتعبير عن رأيه كانت تغض الطرف على خروج مثل هذه التظاهرات بل ترسل قوات حفظ النظام من أجل مراقبتها وحمايتها وهم يحملون كافه الوسائل المتعارف عليها دوليا في حماية المظاهرات وقوات حفظ النظام لم تتعرض لأي مظاهرة إلا في حال الدفاع عن النفس وأساسا فإن قوات حفظ النظام لم تحمل السلاح وكان دورها يقتصر على متابعه المظاهرة ومنع حدوث أي احتكاكات وهذا أيضاً أثبته تقرير رئيس بعثه المراقبين التابعة لجامعه الدول العربية في الفقرة 30 من تقريره أن لا صحة لتعرض (الشبيحة) وقوات الأمن للمظاهرات.)
الأستاذ فراس يقول ان حرية الرأي مصونة في سوريا ومؤكدة بالمواد الدستورية رقم 38 و 39 , فالحمد لله وله الشكر , وأعتذر عن ضعف أو افتقادي لحاسة الشم , اذ أني لم أشم في الأربعين سنة الماضية أي رائحة لحرية الرأي والتعبير في الدولة البعثية الأسدية , وقد يكون الأستاذ فراس على حق في ادعائه , وذلك اذا جردنا فعلة ممارسة حرية التعبير عن عواقب فعلة ممارسة حرية التعبير , المواطن السوري يستطيع أن يقول مايشاء , والنظام يفعل به عندئذ مايشاء , وذلك لسببين , أولهم عدم وجود أي ضمان يمنع استباحة المواطن , والممارسة تبرهن عن ذلك , وثانيهم عدم تمكن النظام من الالتزام بأي عرف أخلاقي أو قانون دولي أو محلي , يكفي أن يطلب مواطن كشف حسابات ابن خالة الرئيس , حتى يذهب الى السجن سنين , وما حدث مع رياض سيف عندما طالب بتطبيق قانون -من أين لك هذا من عام 1973 -على رامي مخلوف , عندها فعل النظام به فعلته الحقيرة ..فقد مناعته كعضو في مجلس الشعب , وذهب لسنين الى السجن .
فوجئت بالحرية الافتراضية التي تحدث عنها وبشر بوجودها الأستاذ فراس , وفوجئت بفقدان هذا الأستاذ لأي ضابط أخلاقي كفيل بالتصدي الى الميل الى ممارسة الدجل والكذب , ومن أبسط ممارسات التفكير كانت محاولة الاجابة على السؤال التالي : اذا كانت حرية الرأي مصونة ومضمونة , فلماذا يوجد في البلاد سجناء رأي (النظام يعترف بوجود سجناء رأي ) , انك تدجل أيها الرفيق فراس , واطلاق وصف “دجال ” عليك هي من أرق الكلمات التي تستحقها .
ففي السنين العجاف الأخيرة , كان على الانسان السوري تحمل عفن الأفكار وخسة الأشخاص , فهناك من تبخر وجدانه وعقله وذهب كل ذلك هباء منثورا , وذلك في سياق عملية تقديم التباخير والتمجيد والتأليه لرأس السلطة ,كان على الانسان السوري تحمل مهزلة التأبيد ..الأسد الى الأبد , وبذلك الاعلان الصريح الواضح عن خيانة الديموقراطية , التي لاتؤله أحدا ..انه التعبير الصريح الواضع عن العزم على ممارسة العهر مع الوحدانية السياسية أي مع النهجية الهمجية الديكتاتورية المتوحشة , التي ابتلعنت كل شيئ .. النظام ابتلع الدولة , والحزب ابتلع النظام , والطائفة ابتلعت الحزب , والعشيرة ابتلعت الطائفة , والعائلة ابتلعت العشيرة , والشخص ابتلع الجميع , نحن الآن في سوريا الأسد وفي حماية كتائب الأسد ..يالها من مهزلة ترغم الانسان السوري على الترحم على البعث , وحتى على سرقاته وغوغائيته .. فألف مادة ثامنة أفضل من فرد ابتلع كل شيئ …فلا بمقدرتي أن اصبح صهر الرئيس لكي استطيع ممارسة البلع , وليس بمقدرتي أن اصبح ابن خاله أو خالته او عمته أو صهر عمه المغفور له جميل , جعل الله من اقامته في جنائنه اقامة جميلة ..سأبقى مبلوعا الى الأبد , وستبقى العائلة بالعة ومستبدة الى الأبد , وللاستبداد طبائع ووسائل منها الأستاذ فراس عزيز ديب ..
الأستاذ الفاضل هو أداة استبداد ..انه المستبد الصغير ,.الذي يضمن استمرار المستبد الكبير ..انها الهرمية الاستبدادية , التي تتمركز ليس فقط على الفرقة الرابعة أو الرابعة عشر , وانما على المستنبد بالقلم , الذي يفعل بقلمه , كفعلة شبيح بسكينه , حيث يقص الرقبة من الوريد الى الوريد ,وما ادعاء الأستاذ الشبيح ليس الا قصا لرقبة الحقيقة من الوريد الى الوريد, والتمثيل بها اضافة الى ذلك ..اذ لايخجل الشبيح من قوله على أن حرية التظاهر مصونة , ويكفي تقديم الطلب , الشبيح يعرف على أن البعض قدم بالواقع طلبات ..والنتيجة كانت اعتقال الكلب مقدم الطلب فورا .. من طالب لترخيص , الى مطلوب من المخابرات الجوية , وقد تعجبت دائما من نشاط المخابرات ” الجوية” بين المواطنين السوريين , فهل يريد المواطن السوري التظاهر في الجو بين الغيوم والسحب؟ أو على الأرض , ويعلم المستبد الصغير أيضا على أن وزارة الداخلية لم توافق لحد الآن على أي طلب , ويعرف رجل السلطة , على انه لا لزوم لترخيص مسيرة تأييد , ويعرف أيضا على ان السير في مسيرة التأييد قسري , ومن لايسير يعرض نفسه الى انقاص راتبه بمعدلات مختلفة وغير ذلك من العقاب والمضايقات , لا تعجب أيها الجرثوم السوري ..كل شيئ ممكن في جمهورية الخوف.
لاعجب ان يحاول المستبد الصغير ان يكون سباقا في مارسة الكذب ومتصدرا لجوقة الدجل ..فقوات حفظ النظام تحافظ على النظام وعلى سلامة المواطن ,لذلك تنتهي كل مظاهرة معارضة بقتل عدد من المواطنين , ولم يحدث أن قتل أحد في مسيرة تأييد , فما هو السبب أيها المستبد الصغير ؟ولماذا يحدث القتل في جنازة المعارض , ولا يحدث في جنازة المؤيد ؟؟؟
الخساسة لاتعرف حدود . وقد بلغت خساسة المستبد الصغير درجة صعبة التصور , انه يقارن بجدية ملحوظة ممارسات التظاهر الفرنسية مع السورية , حيث يصل الى النتيجة العجيبة , من الأفضل والأسهل والأأمن أن تتظاهر في سوريا مقارنة مع فرنسا ..هنا أريد القول ان الاستاذ فراس ليس شبيح وليس مستبد صغير وليس مخابراتي ..انه فاقد العقل