الأمانة العامة للتنمية هي منظمة غيرحكومية , تضم منظمات مجتمع مدني مثل فردوس ومسار, ولهذه المنظمة الغير حكومية نشاطات عديدة , ونظرة سريعة على نشاطات هذه المنظمة يقود الى اليقين , على أن هذه المنظمة ذات أهمية , ولا يمكن لهذه النظرة السريعة أن تقول الكثير حول ماهية هذه المنظمة , وحول فاعليتها , والنظرة السريعة لاتوضح تماما من هو المؤسس , ومن هو الممول , وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لها علاقة أكيدة بهذه المنظمة ,كذلك منظمات الأمم المتحدة , التي أعتقد على انها الممول الأساسي لهذه المنظمة , وسأقوم في المرحلة القادمة بالتعريف بهذه المنظمة بشكل مفصل , موضوع اليوم يتعلق بشيئ آخر .
ويبدوا على أن للسيدة أسماء الأسد دور في هذه المنظمة ..رسمي أو غير رسمي , لا أدري , ففي الدولة السورية يختلط الرسمي بغير الرسمي , ولا أعرف تماما , وعلى سبيل المثال, من أي موقع رسمي أو غير رسمي قيل في العام الماضي , على أن السيدة أسماء الأسد ستوزع على النساء مبالغ من المال , لكل امرأة مبلغ 5000 ليرة سورية , اسراب النساء زحفت باتجاه المؤسسات المالية (البنوك )لقبض الهبة , ولا أعرف ان تم القبض أم لم يتم , المهم هنا هي الفكرة والممارسة , فمن أين للسيدة أسماء الأسد أن توزع المال على النساء ,وهي الأم والزوجة ,والتي لادخل شهري لها , اذ ان المعيل الوحيد لها ولأولادها هو زوجها براتبه الشهري المحدود .
لقد ارتاح موظفوا مؤسسة الأمانةالعامة للتنمية ارتياحا كبيرا , وسبب ذلك هو أن السيدة أسماء الأسد أصدرت قرارا بمنع فصل أي موظف على خلفية توجهاته السياسية حتى ولو كان ضد النظام , ومنع الفصل يشمل حتى من خرج في المظاهرات المناهضة للنظام (زمان الوصل ), وقد تدخلت السيد أسماء الأسد شخصيا لاطلاق سراح موظف اعتقل على خلفية مشاركته بمظاهرة .
لا أعرف تماما اذا كان قرار السيدة أسماء الأسد بوصفها رئيسة لهذه المنظمة , أو بصفتها زوجة رئيس الجمهورية , لا فرق , ففي سوريا يختلط الرسمي بغير الرسمي , الا أن هذا النبأ يفشي بعض المكتومات , التي من واجبنا معرفتها .
لا شك على أن السيدة أسماء الأسد مشكورة على الخطوة التي قامت بها , خطوة تبرهن عن نية طيبة , هذه من ناحية , من ناحية أخرى أريد كمواطن توضيحا عن بعض الأمور والمكتومات ,فأنا أعرف على ان هذه المنظمة ليست ملكا شخصيا للسيدة أسماء الأسد , حتى ولو كانت السيدة الأولى رئيسة لهذه المنظمة ,ولا أستطيع فهم تداعيات فصل بعض الموظفين في هذه الحالة , المنظمة تفصل الموظف السارق أو المتقاعس أو ..الخ , وما علاقة التظاهر ضد النظام بالنوعية المهنية للموظف في هذه المنظمة , ومن النبأ يمكن الاستنتاج , على أن الفصل من الوظيفة كان حتى صدور قرار زوجة الرئيس , ممارسة روتينية , كيف ذلك ؟؟ وكيف يمكن فهم ذلك في دولة تضمن حق التظاهر بالمادة 38 والمادة 39 من الدستور , وفصل موظف بسبب التظاهر يمثل خرقا للدستور السوري , وماذا فعلت السيدة الأولى بمن خرق الدستور ؟؟وذلك بصفتها رئيسة للمنظمة أو زوجة لرئيس الجمهورية .
ثم عن وساطتها وجهودها المشكورة لاطلاق سراح موظف اعتقل بسبب تظاهره ضد النظام , كيف ذلك ؟؟, وكيف يعتقل النظام انسانا تظاهر ضده ؟ , وأين هي مواد الدستور التي تضمن حق التظاهر ثم المراسيم الجمهورية التي تؤكد ذلك , ياجماعة لا أفهم كل ذلك , دخت وأصبت بالغثيان , ولما رأى أحد معارفي ما أصابني , سألني قبل أن أفقد الوعي تماما ,أتعرف سبب ما ألم بك ؟ قلت لا أعرف , قال ببطئ شديد وحسرة ..انها الدويخة السورية .. أغمي علي , وعندما عاد الوعي الى رأسي عزمت على كتابة ما رأيته وسمعته وقرأته ,لقد كان الكابوس