قبل فترة من الزمن قال السيد وزيرالخارجية في مؤتمر صحفي …ما ينتظر المواطن السوري هي ديموقراطية غير مسبوقة في هذا الشرق , حيث ستكون هذه الديموقراطية قدوة لمن يقتدي غربا وشرقا , استبشرنا خيرا , كما استبشرنا للعديد من المرات في عشرات السنين السابقة , بدأنا بالتنفس العميق قائلين ..الآن ..الآن أتت ديموقراطية الحزب القائد والرئيس الخالد .
لم تكن الممارسات اثناء انتخابات المجالس البلدية الادارية المحلية الا أصيلة , حيث برهنت هذه الانتخابات عن تأصل خاصة التزوير , والأصح القول تصحيح ارادة الناخب المخبول , لقد تكرم الحزب القائد على الشعب بترقيه عن الدخول المباشر في حلبة الصراع على شكل جبهات , واحتفظ بقوته في التزوير حيث انهالت الأصوات الانتخابية حزما على صناديق الاقتراع وقد تم الاعتراف بالتزويرة في بعض النواحي والأقضية والمحافظات , وتم التلويح بامكتانية اعادة الانتخاب في بعض المراكز , ومن لوح باعادة الانتخابات , اعتمد على خاصة النسيان عند المواطن المنشغل آنيا في تدبير خبزه اليومي وبعض الليترات من المازوت ليدفئ نفسه من البرد القارس والزمهرير .
بعد انتخاب المجالس البلدية أتت خطبة الرئيس , وقد كان من الضروري تأمين المظهر اللائق لهذه الخطبة , والمظر اللائق هو تسيير مسيرات التأييد , ومن يسير في المسيرة , ولتأمين وقود للمسيرة لابد من تأمين عدد مبهر من السائرين , ومن أين بهم ؟؟من المدارس والنقابات ودوائر الحكومة وغير ذلك من المصادر .
مهندس يشكو ويقول , لا أريد السير في المسيرة , الا أنه يقول , لقد وصلته رسالة من رئاسة نقابته وبها تقول النقابة أن السير في المسيرة “اجباري” تأييدا لخطاب الرئيس , ومعلمة مدرسة قالت , ان المدير أرسل الآذن الى المدرسات والمدرسين , داعيا الى تلبية الواجب الوطني وتأييد خطاب الرئيس , والتوقيع على الموافقة بالسير في المسيرة , ومن أعرب عن “انشغاله ” وعدم توفر الوقت عنده للسير , نال ما توفر من توبيخ واهانة , ثم التهديد والوعيد …كل ذلك في وطن تريد سلطته انجاز المشروع الديموقراطي , الذي ستكون الديموقراطية السورية قدوة لمن يقتدي .
كل هذه الممارسات تتزامن مع ترتيل أناشيد الاصلاح , الذي يأتي رزما … رزما وحزما …حزما ..والمواطن المخبول لايحس لابالرزم ولا بالحزم ..المواطن لايشعر الا بالارتفاع الأسطوري للأسعار , وبفقدان الكثير من المواد الضرورية وبالخطف والقتل على الهوية وبانعدام مصادر الرزق …لاعمل ولا دخل ولا مازوت …وشعبة الحزب عندها من كل ذلك فائض ..فمن يريد بعض المازوت عليه بالواسطة مع شعبة أو فرع الحزب القائد , الذي يقوم الآن مع أمينه القطري والقومي بعملية الاصلاح , وذلك دون طرح السؤال التالي :لماذا الاصلاح ضروري بهذا الشكل ؟؟ واذا كان الجواب هوالتالي : لأن الفساد أصبح اسطوريا , هنا ليس من حق المواطن معلرفة شيئ عن المفسد , وليس له الحق بالمطالبة بمقاضاته ..المفسد سيصلح , اذهب الى المسيرة أيها المواطن المخبول وأيد خطاب الرئيس القائد للمسيرة …فسيري وعين الله ترعاك