“زمن الظهور” …لفقر الفكر !

بقلم:جورج بنا:

 حسب المنظور الأسدي , سعيد من ولد عام ١٩٦٣ , ففي هذا العام  بدأ  البعث  بالجلوس  على كراسي السلطة  , وأكثر سعادة  سيكون من ولد يوم الثامن من آذار , وما أدراكم   ماهو الثامن من آذار !! , انه يوم الثورة المجيدة  التي غيرت العالم  , ثورة عملاقة  بدون مظاهرات   وغير ذلك من الكلام الفاضي , قام بها الثلاثي  حافظ الأسد وصلاح  جديد ومحمد عمران  ونالت مباركة  الأبله ميشيل عفلق  , واذا كانت الثورة المجيدة عملاقة  , فكيف هو الحال مع عملقة  الثلاثي  عمرا ن وجديد والأسد , وللأسد كانت له حصة الأسد من العملقة , بعد  ذلك تطورت الأمور باتجاه اطفاء شعلة  الحياة   في قلب  عمران  برصاصة في صدره , ثم أحيل جديد الى السجن للنقاهة(نبيل فياض, النقاهة في السجن السوري) , حيث اعطاكم هناك عمره كغيره  , ومن انجازات الاٍسد بعد ذلك كانت  حالة الطوارئ التي دامت  ٤٧ عاما  بدون انقطاع  , ثم  تطورت الأمور  انحطاطا  حيث  قام الثائر حافظ الأسد بالحركة التصحيحية   , قبل ذلك انتصر على اسرائيل   في حرب ١٩٦٧ .. وما تبقى  معروف  لكل سوري .. ترون الآن كم هي سوريا مزدهرة  ومنيعة  وديموقراطية  ودستورية  .. كل ذلك  من مكرمات وانجازات القائد الخالد  حافظ  الأسد .

حسب المنظور الايراني الشيعي  والأسدي العلوي  للمجرى التاريخي  للأمور الدينية  , فاننا نعيش الآن  “زمن الظهور”  , وزمن الظهور يعني  الفترة الفاصلة  حتى  ظهور المهدي عليه ألف سلام  , وقد بدأت حقيقة  ملامح الظهور  بالتحقق واحدة تلو الأخرى , فاجتماع اليهود في فلسطين  يمثل مبشرا  لظهور المهدي ,والأقوى من ذلك  كان  تأسيس  جمهورية ايران الاسلامية  , ثم تأسيس  قوة عسكرية واعلامية للامام المهدي الثاني عشرفهناك   الحرس الثوري  وهناك أيضا جيش المهدي ووكالة فارس  وسانا  ذات الصيط المتألق  , والأقوى من كل ذلك هو ظهور حزب الله في لبنان  , وكل ذلك تحت اشراف العمائم السود  للخميني  والخامني  وآل الصدر  وآل الحكيم  وآل الموسوي  وآل الأسد اضافة الى حسن الضاحية .

لقد تنبأ  تنبأ الرسول الكريم بكل ذلك  , حتى  بنشوء  حسن الضاحية  وحزبه  الالهي  الذي سيحرر بيت المقدس قريبا جدا,فنحن نعيش  في”زمن الظهور” , ومن  المنطقي  وجود  اختلافات في الآراء  حول الظهور  واشكالياته  , بعض الملالي اعتبر قيام الثورة معيقا للظهور , آخرون كان لهم رأي معاكس , وقد كان النصر حليف الفئة الثانية , وهذا لم يمنع  في  الأجواء الديموقراطية  الملالية   الايرانية من  تكاتف الجميع  في ممارسة عملية التلميع   للمهدي  الذي  اتفقوا عليه  أو ظنوا على أنه سيكون  المهدي  المنتظر ,  عن الرسول الكريم “لاتزال عصابة من أمتي  يقاتلون  على أبواب  بيت المقدس وما حوله  , , لايضرهم  خذلان من خذلهم  ظاهرين على الحق  الى أن تقوم الساعة أي الظهور  وإن الله عز وجل سيهزم اليهود بيديه، أنا منه وإنه مني، واسمه هو “نصر”، ووجه تسميته أن الله سينصره على أعدائه, انما سمي  نصر  لنصر الله  اياه ..هو يماني , أي  جذوره يمنية ..الخ  وكل ذلك ينطبق على حسن نصر الله  , ومن هذه البضاعة  يوجد مئتان وخمسون دليلا  على أن نصر الله سيكون المهدي المنتظر , ومجمل هذه الروايات  تؤكد حسب راي  الملالي  مقولة  ظهور المهدي  بشخص  حسن الضاحية  ,  سبحانه ما أغباه ! , ألم يجد  بعد  “الغيبة الطويلة” أفضل من حسيكو الضاحية لكي يرسله  منقذا ومصلحا  للعالم , والى هذا  المستوى تدنى المهدي  عليه ألف سلام !.

انشغال  أتباع المهدي   الذين هم الشيعة  بموضوع المهدي  وظهوره  لايمثل   أقل من ظاهرة  الخواء الفكري والاتكالية   عندهم وعند من  يفكر مثلهم , فبدلا من التفكير  في أمور الحياة الدنيا  ومحاولة  تحسين شروط هذه الحياة  يمارسون  الصبر بانتظار  ظهور المهدي  الذي سينقذهم  ويحسن أحوالهم  ,  ومن المؤكد على أن المهدي سيبقى في غيبته  الكبرى  , واستمرار الانتظار سوف لن يكون له  من تأثير  الا تدمير  الذات  وفتح المجال  للعديد من المشعوذين  الذين يدعون  على أنهم  المهدي , وحتى الآن يعرف التاريخ أكثر من ١٢ مدعي, وادعاء هؤلاء لم يمر مرور الكرام  , وانما ترافق  في العديد من الحالات بحروب راح ضحيتها   الألوف من البشر.

الانشغال بالمهدي وظهوره  هو أداة  لتكريس  سلطة رجال الدين  , انه الاعتراف  الغير مباشر بعدم الجدارة في  التصدي  لاشكاليات  الوجود  على الأرض  , الاعتماد على المهدي وظهوره  هو عبارة عن تخدير,  انه دلالة على   انعدام  وجود  السياسة القادرة على  حل مشكل الحياة   أنيا   ومشاكل الحياة مستقبلا,… زمن الظهور!  ومن سيظهر  ؟ المهدي  أو قصر العقل ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *