بقلم:نبيهة حنا
***
يقولون على أنه فاقد الشرعية ولتأكيد العكس حدد مجلس الشعب موعدا للانتخابات الحرة الديموقراطية والتي لايشويها شائب, هكذا قال الاستاذ عبد القادر عزوز استاذ القانون الدولي في جامعة حلب وهكذا قال بوتين والملالي ونصر الله , وما تبقى من العالم قال العكس من ذلك وحتى الأمم المتحدة ادعت العكس , والابراهيمي قال ذلك , وبالرغم من كل هذه الآراء بقي الأسد أسد الجولة الانتخابية التي حصل بها “تواضعا ” على أكثر من ٨٨٪ من أصوات الناخبين الافتراضية , أقول افتراضية لأنه لايوجد في سوريا تلك الملايين من الناخبين , وذلك لأن نسبة الأطفال تحت سن ال١٥ عام تعادل ٤٥٪ من سكان سوريا , ولأن هناك حوالي ٤ مليون لاجئ في العراق وفي تركيا ولبنان والأردن , اضافة الى ثلاثة ملايين سوري في دول الخليج والسعودية , اضافة الى عدد غير معروف من الهاربين عن طريق البحر من الذين كان الغرق والموت نصيب العديد منهم , اضافة الى ماهناك من نازحين ولاجئين في الدول الاوروبية وأمريكا حيث يقدر عددهم بأربعة ملايين , فهناك اربعة ملايين سوري ينتظرون تمديد أو تجديد جوازات سفرهم , وفي أكثر من نصف البلاد لم تكن هناك انتخابات لأانه لاسلطة للاسد على هذا الجزء من البلاد , فمن أين أتى الأسد بتلك الملايين التي اعطته صوتها , ولماذا يصر الناخب السوري أصلا على الأسد رئيسا ؟ هل لأن حال المواطن تحت الادارة الحكيمة نعيم , فكيف يختار الشعب شخصا حول البلاد الى جحيم ؟ , انها تزويرة كغيرها من التزويرات , ولنتذكر نتائج استفتاء سابق حين حصل الأسد الأب على ١٠٠٪ من الأصوات ومن بعده وريثه بشار بحوالي ٩٨٪ وفي نفس الوقت تقريبا حصل صدام على ١٠٠٪ من الأصوات وعن القذافي فحدث ولا حرج …
تزويرة انتخاب الاسد أعطت البلاد طابعا هزليا تهريجيا محتقرا , حيث وقف مابقي من العالم, باستثناء بوتين والملالي وحزب الله ,مشدوها من درجة الاستخفاف بعقول البشر ومن الجرأة الغير مألوفة في ممارسة كار الكذب والتزوير ,كل منا يظن على أن الخطأ امر ممكن في السلوك البشري , والكذب أيضا وكذلك التزوير , الا أن الأسد لايسأل نفسه اطلاقا عن كذبه الذي انفضح وتزويراته التي انكشفت , لايحمر وجهه خجلا عندما قدم له وزير الداخلية آنذاك التهاني بعد استفتاء فخورا بنسبة ٩٨٪ من الأصوات , نسبة لم يحصل عليها بشري أو اله أو نبي في التاريخ , طبعا ماعدا الوالد حافظ والرفيق صدام والأخ العقيد معمر
بعد كال “الخضة” التي حصلت وبعد التظاهرات وبعد اندلاع نار حرب اهلية وبعد تجويع الشعب وارغامه على اللجوء والنزوح وبعد مقتل مئات الألوف ..كل ذلك لم يدفع الأسد الى الاتعاظ , بقي كما كان مزورا كاذبا جلادا وجزارا , والشيئ الوحيد الذي تغير كان عدم تهديده اسرائيل بالرد المناسب في الوقت المناسب بعد أن ألقت اسرائيل قنابلها على المطارات والمستودعات المعدة لتخزين الصواريخ , أليست محاولته شراء الصواريخ أمرا في قمة الجهل وعدم الشعور بالمسؤولية , هل ظن الأسد على أن بامكانه تكديس الصواريخ في أي بقعة من البلاد دون أن تتحرك اسرائيل لضربها وتدميرها ؟ , أليس شراء الصواريخ اجراما بحق شعب نصفه جائع ويعتاش على الصدقات من الغرب عن طريق الأمم المتحدة , وهل الأولوية لاطعام الشعب أو لشراء الصواريخ ؟, وماهي فائدة الصواريخ في حرب مع اسرائيل وهل يعتقد الأسد على أنه بامكانه الانتصار على اسرائيل عسكريا .
لاعلاقة للصواريخ حقيقة باسرائيل , الصواريخ معدة للحرب الأهلية ..حيث بها يتم قصف حلب من طرطوس و الغوطة من طرطوس ودرعا من طرطوس ..الخ , البراميل سلاح الفقير الذليل ,والأسد يريد تحديث وسائل ارهابه لكي يصبح مفعول القتل أعم وأشمل , ولو سألنا جائعا من بين ال ١٢ مليون جائع عن رغباته وأمنياته , هل يريد شراء الصواريخ أو شراء الغذاء , وهل التنبؤ بشكل الجواب أمرا صعبا ? , الجائع يريد املاء معدته أولا , الجائع لايفكر بالصواريخ , ولماذا الآن الصواريخ ? أما كان بمقدوره أن يرد على اسرائيل قبل تجريده من السلاح الكيماوي ,وقد قدمت له اسرائيل منذ ٢٠١١ أكثر من خمسة مناسبات للرد , بعد أن مارست الضرب في العمق السوري لأكثر من خمسة مرات .
هل نحتاج الى وثائق اضافية لكي نثبت حالة الاجرام بحق الشعب السوري , كم هو عد الصور التي تظهر لنا الأطفال مصفوفين واحدا بجانب الآخر بلا روح وبدون حياة , كم هو عدد عدد الأكفان وعدد التوابيت وعدد القبور الجماعية , كم هو عدد القتلى من مؤيدي النظام , قتل منهم كثيرون وبدورهم قتلوا أكثر , فمقتل مؤيد يعني مقتل عشرة من المعارضين ,من سبب تلك الأنقاض وسبب وجود الأطفال تحتها , الطفل في بلادنا يولد مرتين , والولادة الثانية تعني نجاح انتشاله من بين الأنقاض …قيصرية ضرورية لحماية حياة طفل يطارده ملك الموت بشار الأسد
مخلوق يقتل طفلا ولا يأبه بحرقة قلب والديه , مخلوق يسجن بريئا ولا يهتم بالسنين التي يقضيها المعتقل تحت التعذيب في السجون , لقد قضى لؤي حسين سبعة أعوام في السجن وميشيل كيلو ايضا أكثر من سبعة أعوام , وحسن عبد العظيم أكثر من عشرون سنة , وكمال اللبنواي أكثر من ١٥ سنة وياسين الحاج صالح أكثر من ١٧ سنة وعبد العزيز الخير أكثر من عشرين سنة , والقائمة طويلة جدا جدا , عشرات الألوف قضوا نحبهم في السجون وهم في عمر الورود , والمخلوق لايسأل عن موجبات كل ذلك …منطق غريب في بناء الأوطان , فالبناء هو تهديم والحياة هي موت .
فصل من فصول تهريجية كيدية , لقد اراد عن طريق مهزلة الانتخابات القول على أن استثنائية الوضع الحالي لاتستوجب اجراء اي تغيير على مسيرة الأمور …كل شيئ بموعده , والبلاد , بغض النظر عن بعض الشغب, بألف خير , وقد أكد مراقب الانتخابات الآتي من كوريا الشمالية الوضع الطبيعي في سوريا , كما أن الكوري الشمالي كان مغتبطا بالنزاهة التي تمتعت بها الانتخابات , ورجل الملالي كان أكثر انغباطا … طبعا لكوريا الشمالية تراث ديموقراطي تستطيع من خلاله تقييم تراث الأسد الديموقراطي …ديموقراطيون ورؤساء دول ناجحة يقفون صفا واحدا متراصا أمام مؤامرات الدول الفاشلة كفرنسا وانكلترا وأمريكا وألمانيا وغيرهم , وذلك حسب تصنيف نضال نعيسة للدول , سوريته الأسدية دولة ناجحة وألمانيا فاشلة , ولمن لايعرف أقول على أن هناك في العالم تعريف نعيسي للدولة الفاشلة وهذا التصنيف يتعاكس مع أسس التصنيف التي اعلنها وزير خارجية انكلترا السابق سترو , الذي كان أول من ابتدع مفردة “الدولة الفاشلة “,.
من يريد التحدث عن نزاهة وديموقراطية آل الأسد وأتباعهم , لايمكنه تجاهل ديموقراطي عريق كرامي مخلوف , الذي وعد بأن يكون سندا للديموقراطية الأسدية, وبأنه سيكون ابن خالة أي رئيس يقرره الشعب عبر التصويت , فبالنسبة لرامي مخلوف كانت نتائج الانتخابات غير معروفة سلفا , ولم يكن متأكدا تماما من فوز بشار الأسد , والسؤال الموجه الى مالك جمعية البستان لتجنيد المرتزقة من أجل الأسد , هل جند مرتزقة أيضا من أجل المرشحين الآخرين , وماذا ستفعل مرتزقته لو نجح مرشح آخر , وكيف سينجح مرشح آخر في ظل تزوير فاضح , وماذا ستفعل كتائب الأسد لو نجح آخر ؟ ابن خالة بشار الأسد سيبقى ابن خالته وشريكه في النهب والنصب , أيسخر رامي مخلوف من عقولنا ؟؟
أظرف ما أنتجته سريالية الأسد كانت دعوته لأنصاره بعدم اطلاق الرصاص في الهواء ابتهاجا بخبر ترشيح نفسه للانتخابات , دعوة لاتنافسها أي وقاحة أو سفالة , اطلاق الرصاص في الهواء أمر عبثي عدمي , أما اطلاق الرصاص على الصدور بكافة أنواع الأسلحة الخفيفةمنها والثقيلة فهو أمر منتج وجيد , ومن نتائجه هذه سوريا التي نراها الآن …مفخرة !!!
*** الفنان السوري جوان زيرو