مكارم “صباط ” الأسد

 بقلم:نبيهة حنا 

الكل  يشعر بوجود تشابه بين المجتمع اللبناني والمجتمع السوري وذلك في معظم المجالات  ,  والكل  على علم بوجود  أقلية مسيحية في سوريا ,  ومسيحية أصبحت أقلية في لبنان , كما أنه من المعروف  وجود  مخاطر  تهدد  المجتمع اللبناني ومخاطر قد تكون مشابهة تهدد المجتمع السوري ,  الطائفية   المتسللة الى داخل الوعي  في سوريا ولبنان  تهدد , والتهديد في سوريا أقوى من مثيله في لبنان , هناك نوع  من طائفية الوعي في كلا البلدين , الا أنه  في  لبنان يوجد نوع  الوعي الطائفي   أو العرف أو الدستور الطائفي  , الذي ينظم  بشكل شبه رسمي العلاقات بين الطوائف , بينما لايوجد في سوريا رسميا  ذلك الوعي الطائفي  المنظم لأمور الطوائف مع بعضها البعض  ولا يمكن لهذا الوعي أن يوجد  , ذلك لأنه  من غير الممكن  بدون الوسيلة القسرية  اقناع ١٠٪ من السوريين  الذين يسيطرون على ٩٠٪ من المراكز  في الدولة  بالاكتفاء  بنصيب 10٪, بينما  في لبنان يوجد ثلاثة طوائف رئيسية  ولكل  طائفة حوالي 30٪ من المراكز والمناصب , وبالرغم من  التساوي تقريبا  بين  الفرق الثلاثة الرئيسية في لبنان  توجد  مشاحنات  بشكل مستمر  بين  هذه الفئات , أما في سوريا  فالوضع  أكثر تأزما  وأصعب حلا  وذلك   بسبب وجود  هيمنة “الريع” من قبل  أقلية ترفض التحاصص النسبي مع الآخرين , وتصر على انكار  وجود ماهو موجود , وتصر على أنه لايوجد في سوريا أي نوع من الهيمنة الطائفية  ولا يوجد تفاوت  في توزيع المراكز  على ألرغم  من وجود احصائيات تبرهن العكس تماما.

لاشك في أن  الفئة المسيحية في لبنان  أكثر خبرة  باشكالية المحاصصة الطائفية  من  الفئة المسيحية في سوريا وحتى  أكثر  بكثير من الفئة العلوية , حيث أمعنت هذه الأخيرة في خرق  قواعد  التحصص الطائفي  عن طريق  انكار وجود  أي طائفية  في البلاد , و بما أنه لاتوجد طائفية  لذلك  لاحاجة لوجود منظم  للعلاقات بين الطوائف , جعلوا من الوهم واقع , ومن الوهم  أن يستمر  الوضع  كما استمر  نصف قرن  , لذلك توجد الآن في سوريا  حرب “طائفية”  ستكون عواقبها  أفظع بكثير من عواقب الحرب اللبنانية , فالحرب في لبنان لم تقود الى التقسيم , ولم تقود الى  تهديم البلاد   بشكل شبه كامل  , ولو تلق طائرة في لبنان  البراميل المتفجرة والسموم   على  منازل الطائفة الأخرى ,كما أنه  لم يكن للكيماوي  أي وجود في الحرب اللبنانية , والمجتمع البناني لم ينقسم ويتشرذم  كما  انقسم وتشرذم المجتمع السوري .

هناك أمثلة عديدة للبرهنة على  وعي الفئة  المسيحية في لبنان مقارنة بالفئة المسيحية في سوريا  وخاصة مقارنة  بالفئة العلوية , مسيحيو لبنان يرفضون التسلح  , بينما  يرحب العلويون في سوريا بالتسلح  , وموقف الفئة المسيحية في سوريا  هلامي بعض الشيئ  ,فالفئة العلوية في سوريا  تظن على أن التسلح ضروري  للدفاع عن النفس  , بينما تظن الفئة المسيحية الأكثر وعيا  في لبنان  على أن التسلح   هو من  أكثر  الممارسات تهديدا للذات ,  الفئة المسيحية في لبنان  تعتمد  في حمايتها لنفسها  على  الآلية الديموقراطية  , بينما تعتمد الفئة العلوية في سوريا  والشيعية في لبنان  على الآلية الديكتاتورية العسكرية , وهذا  ما اعترف به  أحد أقطاب حزب الله في لبنان   المدعو زهير سالم   في نقاش  تحت اشراف طوني خليفة , فالمدعو سالم   ادعى على أنه لولا “صباط” حافظ الأسد  لما كان هناك مسيحي في لبنان , ولما كان هناك الكثير من التشابه بين الوضع اللبناني والوضع السوري  , فانه يمكن القول اسنتنتاجا  على   أنه لولا “صباط” حافظ  و”صباط ” بشار  لما كان هناك  مسيحي في سوريا .

من الصعب  مواكبة السيد سالم زهران  في تجلياته الفكرية , الا أنه  أيضا من الصعب  غض النظر عن هذه التجليات , ذلك لأن تجليات  سالم زهرام  هي تجليات حزب الله  , وتجليات حزب الله هي تجليات بشار الأسد , أي أن  بشار الأسد  يعتقد  كما اعتقد سالم زهران  على أن” صباطه” هو  الوحيد  والكفيل  بحماية الأقليات  ومنهم  الأقلية المسيحية , وعجبا  كيف  يمكن  لسالم زهران وبالتالي حزب الله  وبالتالي بشار الأسد  طرح  هذا الادعاء  , الذي لايرتكز على   شيئ موضوعي , ففي الفترة  التي تحكم “صباط” حافظ   ومن بعده ” الصباط” بشار  في البلاد  طفش نصف مسيحيو سوريا   ونزحوا الى بلدان أخرى  خاصة البلدان الأوروبية , وذلك بالرغم من  الصبابيط ,  ولبنان عرف أكثر موجة من النزوح المسيحي  تحت صبايط الأسود  ,  ولحد الآن تحت صباط  نصر الله , خاصة  بعد أن شكل صباط نصر الله في لبنان دولة ضمن دولة  , وجيش متفوق على جيش الدولة . الشريط المرفق  يثبت  اعتماد  أتباع نصر الله وانصار بشار الأسد  على  نظرية  أو على الأقل “افتراضية” الصبابيط , ويؤكداضافة الى ذلك الكثير من  معالم الانحطاط  في تفكير  الأتباع والأنصار , كذلك الازدواجية ,والمثل على ذلك  نصيحة اركان حزب الله للمسيحيين  بأن عليهم  اللجوء الى الجيش اللبناني  بما يخص التسلح , درجة الغباء عند هؤلاء  لاتسمح لهم الا باعتبارالآخر   غبي مثلهم ,فلماذا  لايزود حزب الله نفسه بالسلاح  عن طريق الجيش اللبناني  وذلك في الوقت الذي  يطلب  حزب الله من المسيحيين اللجوء الى الجيش اللبناني ,  لا اريد  التوسع في التعليق على كل   ما جاء في الشريط , اترك ذلك  للقارئ :

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *